يواصل الجيش الروسي ضرب المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية لليوم الـ37، في ظل استمرار لجولات التفاوض بين الطرفين. وفي السياق، أعلنت روسيا أنها ستعقد الجمعة جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا. ونشر رئيس الوفد الروسي في المفاوضات فلاديمير ميدينسكي، على قناته في تطبيق “تيليغرام” صورة تظهر أعضاء وفدي موسكو وكييف، وهم يعقدون اجتماعاً افتراضياً.
وذكر ميدينسكي “نواصل المفاوضات بصيغة مؤتمر الفيديو، ومواقفنا بشأن القرم ودونباس لا تزال ثابتة”. وكان الوفدان قد عقدا الثلاثاء الماضي اجتماعاً حضورياً في اسطنبول التركية، حيث تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات.
وأكد الوفد الأوكراني خطياً خلال هذا الاجتماع استعداد كييف تلبية عدد من مطالب موسكو المبدئية لإبرام اتفاق سلام، منها تخلي أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف الناتو شريطة تلقيها ضمانات أمنية من عدة دول وتمهيد الطريق لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، أعلنت روسيا في أعقاب المفاوضات عن تقليص أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف، ضمن عمليتها العسكرية في أوكرانيا. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “إحراز تقدم في المفاوضات المتواصلة مع أوكرانيا بشأن مسألتي شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس وتخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف الناتو”.
ميدانياً، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، عن قصف الطيران العملياتي والتكتيكي الروسي 52 منشأة عسكرية أوكرانية.
وجاء في البيان اليومي لوزارة الدفاع الروسية أن “قوات جمهورية دونيتسك الشعبية قد أغلقت الضواحي الشمالية لمنطقة “كريمينايا” والضواحي الشرقية لـ “ميتيلكينو”، وأعلنت عن مقتل ما يصل إلى 40 من العناصر القومية المتطرفة من لواء المشاة الآلي المنفصل رقم 57، ودمرت عربتان قتال مشاة، وبطارية مدفعية واحدة”.
كذلك “تم تدمير خمس مستودعات للذخيرة والأسلحة الصاروخية والمدفعية في مناطق “بوغوسلافسكي” و”كريستيش” و”ريزنيكوف” و”فيليكايا نوفوسيلكا” ومستودع للوقود ومواد التشحيم بأسلحة فائقة الدقة”.
كما أسقط الدفاع الجوي الروسي مروحية أوكرانية من طراز “مي-8” بالقرب من “ليوبيموفكا” و8 مسيرات في مناطق “ليسيتشانسك” و”دونيتسك” و”تشيرنيغوف” و”كوروسون” و”نوفوميخايلوفسكي”.
وضربت الطائرات العملياتية التكتيكية 52 منشأة عسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك 3 مواقع قيادة، و3 راجمات صواريخ متعددة، ومنظومة دفاع جوي من طراز “بوك-إم1″، ورادار للتوجيه لمنظومة الدفاع الجوي “إس-300″، و10 مستودعات لتخزين المعدات العسكرية، و16 منطقة ارتكاز، بحسب الدفاع الروسية. هذا واستولى الجيش الروسي في منطقة مدينة ( إيزيوم) المحررة بمحافظة خاركوف الأوكرانية على مدرعة أوكرانية نادرة جدا أطلقت عليها تسمية “تريتون” (البرمائي).
في المقابل، أفاد رئيس مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف، بإصابة شخصين في حريق اندلع الجمعة في مستودع للنفط في مدينة بيلغورود جراء قصف أوكراني. وكتب غلادكوف في صفحته على “التلغرام” “اندلع الحريق في المستودع جراء ضربة جوية نفذتها مروحيتان عسكريتان أوكرانيتان دخلتا الأراضي الروسية على ارتفاع منخفض، ولم تؤد الضربة إلى وقوع ضحايا”. وتابع “لقد بدأنا في إعادة توطين سكان شوارع بوتشتوفايا وماكارينكو وقسطنطين زاسلونو إلى مكان أكثر أمانا”.
هذا وأكد غلادكوف أن الوضع في مجال الوقود في المقاطعة لا يزال مستقرا بالرغم من الحريق.
من جهتها، أفادت دائرة الطوارئ المحلية أن عملية إطفاء الحريق تجري بمشاركة قطار إطفاء، قائلة “يجري في مكان الحريق في بيلغورود حشد القوات والوسائل، في الوقت الحالي أكثر من 170 شخصا و50 وحدة من معدات الاطفاء. وبدأ استخدام قطار إطفاء يقوم بضخ الماء في سيارات الإطفاء”. وقالت إن القصف الأوكراني أدّى لاشتعال النار في 8 خزانات وقود، محذرة في الوقت ذاته من احتمال انتشاره إلى 8 خزانات أخرى.
وفي سياق ردود الأفعال على النزاع المستمر بين موسكو وكييف، قال عمدة هامبورغ بيتر تشينشر، إن “احتمال فرض حظر على إمدادات الطاقة الروسية سيؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه للاقتصاد الألماني”. وقال تشينشر في قناة ZDF التلفزيونية “يجب أن لا نساهم في نشر الفقر والعوز في ألمانيا (في حال تم حظر استيراد الطاقة) إذا لم نكن متأكدين من أن هذا سيكون له تأثير حقيقي على روسيا”. وبرأي تشينشر، “يجب على الحكومة الألمانية تقليل اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا، مع تجنب وقوع كارثة اقتصادية. إلى ذلك، قال المستشار الألماني أولاف شولتز الخميس، إن سلطات البلاد تعمل على تقليل الاعتماد على روسيا في إمدادات الطاقة.
كما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أن بلاده سترسل إلى أوكرانيا عددا من ناقلات الجند المدرعة من طراز “Bushmaster”، وذلك بناء على طلب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. من جانبه أعلن وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون، أن وزارته تقوم حاليا بـ “بحث المسائل اللوجستية وتحل كيف يمكن إرسال 3 أو 4 ناقلات الجند المدرعة إلى أوكرانيا”. وأوضح “لقد حددنا المركبات التي سيكون من الممكن إرسالها (إلى أوكرانيا). وندرس حاليا إذا كان بإمكاننا عمل ذلك بسرعة. وهناك صيغة أخرى هي شراء شيء (المعدات العسكرية المماثلة) في ألمانيا أو فرنسا أو أي دولة أوروبية أخرى، وربما تكون هذه طريقة أكثر عملية وأسرع”.
وكانت أستراليا قد خصصت نحو 116 مليون دولار استرالي (86 مليون دولار أمريكي) لشرء الأسلحة والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية وأرسلت دفعة من الأسلحة والذخائر إلي هذا البلد.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية اليابانية أن السلطات فرضت عقوبات على أربع منظمات وثلاثة أفراد من روسيا”. وذكر البيان أن سبب فرض العقوبات هو أنها “مرتبطة بأنشطة محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن برنامج الصواريخ لكوريا الشمالية”.
من جهة ثانية، وقالت وسائل إعلام إمريكية نقلا عن مصادر مطلعة إن “الصين ستلتزم بموقفها حيال الأزمة الأوكرانية في القمة المقبلة مع الاتحاد الأوروبي وستعرب أيضا عن قلقها بشأن توسع الناتو في أوروبا”. وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تنوي بروكسل خلال القمة تحذير بكين من تقديم دعم مادي لروسيا، منوهة بأن بكين ستقاوم الضغوط لتغيير موقفها.
ووفقا للصحيفة، حتى قبل الأحداث في أوكرانيا، كان الاتحاد الأوروبي “ببطء وعلى مضض إلى حد ما” يتخذ موقفا أكثر صرامة تجاه الصين.
وتابعت الصحيفة، وبعد العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا ورد فعل بكين تجاهها، “أصبح موقف الاتحاد الأوروبي أقرب إلى موقف السلطات الأمريكية، التي تعتبر الصين منافسا استراتيجيا”.
وسيمثل الاتحاد الأوروبي في القمة رئيس المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية، تشارلز ميشيل، وأورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل. وسيمثل الصين الرئيس، شي جين بينغ، ورئيس مجلس الدولة، لي كه تشيانغ.
المصدر: روسيا اليوم