هل يحق لجعجع المحاضرة باحترام القانون والقضاء؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

هل يحق لجعجع المحاضرة باحترام القانون والقضاء؟

سمير جعجع
ذوالفقار ضاهر

 

بعد ارتكاب مجزرة الطيونة وارتقاء 7 شهداء وإصابة العشرات، وبعد إطلالة سمير جعجع الإعلامية الأخيرة وتهجمه على القضاء اللبناني، وبعد تمنعه عن تلبية طلب القضاء العسكرية بالذهاب الى التحقيق الذي تبلغه لصقا بعد تمنعه عن التبلغ شخصيا، هل يحق لجعجع ان يحاضر في احترام القضاء؟ هل يحق له المحاضرة في كيفية احترام مؤسسات الدولة؟ هل يحق له إعطاء دروس في ضرورة حصر السلاح بيد الدولة؟

سمير جعجعبعد كل ما جرى خلال الفترة الماضية وبغض النظر عن تاريخه الدموي لا يحق لسمير جعجع إبداء الرأي او انتقاد بعض الجهات اللبنانية التي لديها ملاحظات على أداء المحقق العدلي بانفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، ولا يجوز لجعجع الحديث عن ضرورة احترام القضاء والرضوخ لقراراته وان للقضاء الحق بإصدار القرارات والمذكرات التي يراها مناسبة في الملفات المطروحة عليه، فالأولى بمن يدعى احترام القضاء ان يحضر الى التحقيق الذي طلبه إليه القضاء اللبناني.

وعلى وقع مجزرة الطيونة وكل محاولات التبرير التي ساقها سمير جعجع لتبرير إطلاق الرصاص وقنص الناس في الشارع، بعد كل ذلك لا يجوز لجعجع ان يدعي انه مع الجيش اللبناني والمؤسسات الامنية وانها الحامية للناس والفعاليات والتظاهرات التي تنظم، لان من يجاهر بصوابية ما جرى في الطيونة باحثا عن الاسباب والاعذار لا يمكن ان يكون مع الدولة والقانون والمؤسسات.

الطيونة 2كما لا يحق لجعجع ان يدعي احترامه للعيش المشترك وحرصه على السلم الأهلي، خاصة ان كل ما فعله ونوابه وقيادات “القوات اللبنانية” والمناصرين له لا يندرج في إطار الاستقرار والتعايش بين اللبنانيين بل كل ممارساتهم تقع في سياق بث الفتن ومحاولة جر البلد الى حرب أهلية، وخير دليل على ذلك مجرزة الطيونة وما تبعها من تجييش طائفي يهدف فيه جعجع للاستثمار داخليا في الانتخابات وخارجيا مع النظام السعودي.

هذا ولا يحق لجعجع الإدعاء انه مع حقوق المسيحيين وحمايتهم لان ما فعله في الطيونة وما بعدها يظهر انه يريد جر كل المناطق اللبنانية بما فيها المسيحية للخطر، وكل ذلك بهدف تحقيق مصالح آنية ضيقة.

سمير جعجعلا يحق لجعجع محاولة الظهور بمظهر المدافع عن دماء شهداء انفجار مرفأ بيروت، فهو يحاول الدفاع عن التحقيق والمحقق العدلي القاضي البيطار فقط لتسجيل النقاط على خصومه في السياسة، فمن يريد الدفاع عن دماء الشهداء في المرفأ لا ينتهك حرمة دماء شهداء الطيونة، فدماء الشهداء كلها عزيزة أينما كانت خاصة ان جميعهم من اللبنانيين الذي قضوا ظلما وعدوانا.

لا يحق لجعجع بعد هذا الاداء السياسي الهابط وقبوله بالتدخلات الخارجية الاميركية والخليجية في لبنان ان يخرج علينا ليحدثنا هو او فريقه السياسي وكتلته النيابية عن السيادة والحرية والاستقلال الذي طالما تغنوا بها منذ سنين حتى اليوم.

وهذا غيض من فيض ما فعله جعجع.. أما التاريخ فخير من يحكي سيرته ولا بد من تذكر الماضي فقط للعبرة بدون نكئ الجراح.. وحمى الله لبنان وشعبه.

المصدر: موقع المنار