استقبل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب في مكتبه في الوزارة نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان، وتم التداول في العلاقات بين البلدين.
بو حبيب
بعد اللقاء قال الوزير بو حبيب: “يسعدني ان ارحب بوزير خارجية إيران البلد الصديق، وقد ناقشنا العلاقات بين البلدين والنية في الاوجه نحو تحسينها وتطويرها”.
اضاف: “نحن نعلم ان العلاقة الاقليمية مهمة بالنسبة لبلدنا الصغير، لذلك نتمنى كل النجاح للمفاوضات التي تقوم بها ايران، ان كانت مع المملكة العربية السعودية أم مع دول الخمس زائد واحد في فيينا، لأن نجاحها ينعكس ايجابا على لبنان وعلى امكانية ان يتحرك بحرية اكثر في هذه المنطقة”.
اللهيان
وقال السفير الايراني: “خضنا جولة من المحادثات الايجابية والبناءة هنا في مبنى وزارة الخارجية اللبنانية مع معالي وزير الخارجية والمغترين الدكتور عبدالله بو حبيب وتوافقنا مع معاليه حول انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين”.
وأكد أن “ملف العلاقات التجارية والسياحية والاقتصادية كان وما زال مفتوحا أمام الجانبين. فلدى الشعبين الصديقين والكريمين اتم الاستعداد على استئناف الرحلات السياحية في ما بينهما للتعرف على المناطق الأثرية والتاريخية الموجودة في البلدين الشقيقين، وهذا التبادل للزيارات حرمنا منه في الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا”.
ولفت الى أن “الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر ان لبنان بلد شقيق وصديق وشريك في هذه المنطقة، ونحن على اتم الاستعداد لتقديم كل اوجه الدعم والمساندة والمؤازرة الاخوية الى لبنان الشقيق لمساعدته على تجاوز المرحلة الصعبة الذي يعاني منه في الوقت الراهن”.
اضاف: “إن الشركات الايرانية المتخصصة على اتم الاستعداد في فترة زمنية لا تتجاوز الـ18 شهرا لبناء معملين لانتاج الطاقة الكهربائية بقوة الف ميغاوات. الاول في بيروت وآخر في الجنوب، ونحن لدينا الاستعداد الكامل لانجاز هذا المشروع الطموح من خلال الخبرات الفنية والتقنية والهندسية الموجودة لدى ايران وبالاستفادة من الاسثمارات الايرانية اللبنانية المشتركة”.
وتابع: “نعتبر ان من ابسط مفاهيم الحقوق الدولية، ان باستطاعة بلدين صديقين وشقيقين كإيران ولبنان أن يمضيا قدما في توقيع اتفاقيات تفاهم ثنائي في هذا المجال، لكن بطبيعة الحال، شرط ان ينال ذلك موافقة من الجانب اللبناني. ونحن على استعداد كامل للمبادرة من خلال الخبرات الفنية والهندسية الايرانية للمساهمة فورا في اعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت الذي دمر من خلال الانفجار الهائل الذي استهدفه في حال طلب الجانب اللبناني هذا الأمر”.
واردف: “نحن نعتبر أن لدى لبنان بشعبه وجيشه وحكومته وبمقاومته قدرة كبيرة على الوقوف بكل صمود وبطولة بوجه اطماع الكيان الصهيوني والاخطار الذي يشكلها هذا الكيان، ونحن في هذا الاطار لا يسعنا الا ان نستذكر بكل احترام واجلال الارواح الطاهرة المكرمة لشهداء المقاومة الكبار الذين بذلوا دماءهم الزكية للذود عن هذا البلد الشقيق، لمواجهة الصهاينة من جهة والتكفيريين من جهة أخرى، وعندما نتحدث عن الشهداء الكرام، لا بد ان نستحضر ارواح القادة الذين قادوا مسيرة المقاومة، الشهداء عماد مغنية والفريق قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي في العراق ابو مهدي المهندس ونعتبرهم انهم خطوا من خلال دمائهم طريق المقاومة وصنعوا انتصاراتها من لبنان والعراق وايران”.
وقال: “نثمن ونمجد عاليا الدور الكبير الهام والبناء الذي يقوم به لبنان في مجال مواجهة العدو الصهيوني، ونعلن هذا بصوت عال من بيروت اننا لا نعترف سوى بدولة واحدة اسمها فلسطين وعاصمة هذه الدولة القدس الشريف”.
اضاف: “في جانب المحادثات التي اجريتها مع المسؤولين السياسيين المحترمين في لبنان، تطرقنا الى المفاوضات الاقليمية التي تقودها ايران. وايران تعتبر ان مسألة الحوار والمفاوضات السبيل الأمثل والاكمل الذي يؤدي الى خروج الغرباء من هذه المنطقة، والى حلحلة كل المشكلات التي لا زالت عالقة في ربوع هذا الاقليم. نحن نؤمن بالحوار، ان كان في مقاربة الملفات الإقليمية او الدولية، ونعتبر ان اعتماد خيار الحوار من شأنه في نهاية المطاف حل الملفات الاقليمية والدولية على حد سواء”.
واشار الى انه “في ما يتعلق بملف المفاوضات الايرانية السعودية، هناك مسافة جيدة قطعت حتى الآن. أما في ما يتعلق بالملف النووي السلمي لايران، نعتمد المفاوضات بشكل اساسي وقد تحدثت بشكل مسهب مع زميلي العزيز وزير الخارجية اللبناني خلال اللقاء حول هذا الموضوع، ونعتبر ان المفاوضات التي تحفظ الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الايراني هي المفاوضات التي تطمح اليها الحكومة الايرانية، واذا كانت هناك نية جدية صادقة وحقيقية لدى الطرف المقابل في مجال العودة الى هذه الاتفاقية وتطبيق كل الالتزامات والتعهدات التي كانت قد أخذتها على عاتقها، في هذه الحالة فإن لدى الجمهورية الاسلامية الاستعداد للعودة الى مندرجات هذا الاتفاق، ولكن لا نعتمد الاشارات والمؤشرات الشفهية التي تصدر من الاميركيين في هذا المجال ولا نعتمد الوعود الواهية التي تصدر عن الدول الاوروبية في هذا المجال، بل ان معيارنا الاساسي المعتمد من قبلنا هو رفع العقوبات وعودة كل الاطراف الى الاتفاق النووي، واذا تم هذا الامر، فإيران كانت ولا تزال الدولة الأكثر التزاما بمندرجات هذا الاتفاق”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام