القى عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب علي درويش كلمة في اجلسة المسائية لمناقشة البيان الوزاري قال فيها: “وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”
إنها حكومة الفرصة الأخيرة، فبعد صراعات وتجاذبات وخلافات سياسية مدّدت الفراغ الحكومي القاتل 13 شهرا وأنتجت أشهرا عجافا على كل الصعد المعيشية عانى منها اللبنانيون ما عانوه من ذل وإذلال، ولدت هذه الحكومة بتوافق ووفاق، إنعكسا جدية وسرعة في العمل نأمل أن يترجم إيجابيات تكون سببا في خروجنا مما وصلنا إليه في لبنان.
المهام الملقاة على عاتق هذه الحكومة كبيرة جدا، فيما الفترة المتبقية لها قبل الانتخابات النيابية المقبلة التي نتطلع الى إجرائها في موعدها قصيرة جدا قياسا مع الأزمات المتراكمة والمتلاحقة والتصدعات السياسية والانهيارات الاقتصادية والصعوبات المعيشية التي دفعت البلاد الى درك أسفل من الهاوية، والتي تحتاج الى معالجات فورية والى ورشة عمل وطنية يشارك فيها الجميع”.
اضاف: “فالانقاذ لا يقع فقط على عاتق هذه الحكومة بل هو يحتاج الى تضافر كل الجهود التي من شأنها أن تشكل صدمة إيجابية للبنانيين الذين يتطلعون بكثير من الأمل في أن تكون الحكومة ترجمة لشعارها “معا للانقاذ”.
ليس الوقت متاحا اليوم للمناكفات، ولا أحد منا يمتلك ترف الصراعات أو تسجيل النقاط أو تصفية الحسابات، فالبلد يحتاج الى تحكيم العقل والى الحكمة والى الوسطية في التعاطي فأمة الوسط خير الأمم (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وهي دعوة الى الجميع من يوالي ومن يعارض بأن يضع كتفا في العملية الانقاذية التي جاءت من أجلها هذه الحكومة ليفسح المجال بعد ذلك أمام تجديد وتنشيط الحياة السياسية، لأن الانهيار في حال وقع لا سمح الله سيصيب الجميع، والسفينة إذا ما غرقت فلن ينجو منها أحدا، ونحن لا نريد الانهيار ولا نريد غرق السفينة”.
وتابع: “اذا كان لبنان يعاني بكل مناطقه ويحتاج الى الانقاذ، فطرابلس هي قلب هذه المعاناة واساسها امتدادا الى عكار وسائر مناطق الشمال، فهذه الصعوبات عاشتها طرابلس قبل سنوات طويلة بفعل الحرمان الرسمي الذي تراكم بشكل كبير واضيفت اليه الازمات المستجدة ما ادخل طرابلس الى العناية الفائقة وهي اليوم بأمس الحاجة للانعاش.
وكنت قد حذرت منذ ثلاث سنوات ومن على هذا المنبر تحديدا مما آلت اليه الأمور ولكن لم نجد يومها آذانا صاغية، لنعود ونقف اليوم في نفس المكان ونتوجه لهذه الحكومة بعدما لمسنا منها عزما جدّية في العمل عسى ان يصل صوت طرابلس الى مسامعها، علما ان رئيسها كان ولا يزال الحاضن الاكبر لاهلها والعامل على تخفيف معاناتهم”.
واردف: “لقد استُخدمت طرابلس لسنوات كصندوق بريد فأرهقت واستنزفت… واليوم أكثر ما تحتاج اليه هو أن تكون على رأس أولويات عمل الوزارات وبرامجها التنموية.
مخطئ من يعتقد ان طرابلس ضعيفة او تحتاج فقط الى مساعدات غذائية او اجتماعية، بل الفيحاء تختزن قدرات وامكانات وموقعا استراتيجيا ومرافقا حيوية تشكل مجتمعة في حال تم استثمارها بالشكل الصحيح رافعة نهوض للبنان بأكمله.
في طرابلس مرفأ محوريا قادرا على ان يكون بوابة لبنان الى كل العالم الداخلي والعالم العربي.
أما معرض رشيد كرامي الدولي فهو الأضخم هندسيا والاوسع مساحة.
أما مصفاة طرابلس والتي تبلغ مساحتها 114875 مترا مربعا قادرة الى ان يصل إنتاجها الى 150000 برميل يوميا في حال تم استصلاحها، والقيام بالمطلوب. علما أن غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال قد قدمت من قبل رئيسها مشروع متظومة اقتصادية متكاملة، لاقت قبولا كبيرا من المسؤولين لذلك من الامكان الافادة منها في اي عملية نهوض في المرحلة القادمة”.
وقال: “لا احد يمكن ان يتقدم عليك دولة الرئيس ميقاتي في دعمك لطرابلس ومحبتك لها ووقوفك الى جانب أهلها، لكن وكما تقول دائما بان طرابلس تحتاج الى الدولة، فعسى ان تكون حكومة الفرصة الاخيرة التي نتفاءل بعزمها على العمل وبنواياها الصادقة ان تشمل طرابلس وعكار والمنية والضنية وكل اقضية الشمال بمشروعها الانقاذي، رغم ضيق الوقت وحجم الاعباء والمهام التي تثقل على عاتقها، لكن الأمل يبقى بتشابك ايادي اللبنانيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم لنهضة الوطن والعمل على انقاذه وإزاحة الكابوس المعيشي عن هذا الشعب الصابر”.
وختم: “بالرغم من عدم تمثيل طيف لبناني اساسي في الكيان اللبناني وهو الطائفة الإسلامية العلوية ضمن الحكومة لكونها ليست حكومة موسعة، انما لنا كل الثقة بان دولة الرئيس وكل وزير على حدى سيكون سندا وعضدا لهذا الطيف باسترداد جزء من حقوقهم في الدولة اللبنانية التي غبنتهم لأجيال. والله ولي التوفيق”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام