هناك 1.3 مليار مدخن حول العالم، وكان من الممكن أن يكون هذا الرقم أكبر إذا لم يقتل التبغ نصف مستهلكيه. فقد أدت عقود من خداع صناعة التبغ والحملات الإعلانية اللامعة إلى ربط أجيال من المستخدمين بالنيكوتين والتبغ، وفق الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي.
ومع تنامي الوعي بأضرار التبغ وتكثيف الجهود العالمية لمكافحة التبغ خلال العقد الماضي، انخفض الإقبال الاجتماعي على التدخين، مما حفز صناع التبغ إلى إعادة النظر في التكتيكات القديمة والتقليدية لاستعادة سمعتها الملطخة وتأمين جيل جديد من المستهلكين.
وبالفعل، تستخدم شركات السجائر حملات إعلانية مختلفة وتضاعف مجهوداتها لإقناع فئة الشباب، على جه الخصوص، على شراء المنتج لأطول مدة ممكنة، وجعل نفسها مرغوبة لدى جماهير جديدة والحصول على أكبر قدر من الأرباح التي تقدر بمليارات الدولارات.
يقول لويك جوسيران، رئيس التحالف لمكافحة التدخين وأستاذ في جامعة فيرساي، بنبرة ساخرة: “الرجل البالغ من العمر 50 عاما سيموت قريبا، ولذا لا تعتبره الشركات الزبون الأمثل بالنسبة لها. وبالتالي، تتجه الأنظار باتجاه فئة الشباب لأنه بإمكانهم استهلاك المنتج لمدة 40 عاما أخرى”.
قامت صناعة التبغ بمحاولات مدروسة ومحسوبة لإعادة تصميم منتجاتها وإعادة تسميتها للحفاظ على الربحية. وأصدرت في السنوات الأخيرة السجائر الإلكترونية وقدمتها للجمهور على انها “بدائل” للسجائر العادية، وهي عبارة عن أجهزة تعمل ببطارية تسخن سائلا، عادة ما يحتوي على النيكوتين، لكن ليس دائما.
في الأشهر الأخيرة، أبلغت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة عن أكثر من 2500 إصابة رئوية مرتبطة بتدخين السجائر الإلكترونية. ويحذر كل من مركز مكافحة الأمراض والوقاية وإدارة الغذاء والدواء (FDA) من استخدام منتجات التدخين الإلكترونية المحتوية على رباعي هيدروكانابينول. ومن بين تداعياتها على صحة الإنسان: السعال وضيق النفَس وألم الصدر.
وبالنسبة للشباب والبالغين غير المدخنين، فإن استخدام السجائر الإلكترونية يعرضهم لخطر إدمان النيكوتين، ما قد يؤدي بهم إلى تدخين السجائر التقليدية فيما بعد. وأظهرت الأبحاث تزايد إقبال المراهقين على استخدام السجائر الإلكترونية.
ومن بين الخدع التي تروجها شركات التبغ هي أن التدخين يساعد على خسارة الوزن لأنه يعمل على كبح الشهية وحرق السعرات الحرارية، لكن قد يكلف هذا الأمر صحتك، وحياتك.
بالإضافة إلى ذلك، تتفنن هذه الشركات في علب السجائر وأشكال السجائر ونكهاتها.
تعد السجائر مسؤولة عن أكثر من 75 ألف وفاة سنويا، وفقا لتقديرات هيئة الصحة العامة الفرنسية. ويشير لويك: “يعادل هذا الرقم تحطم طائرة إيرباص كل يوم. ونحن نواصل إركاب الناس على متن الطائرة”.
المصدر: مونت كارلو