نفد الدّواء اللّازم لعلاج مرضى السرطان في لبنان، وأصبح كل مصاب بالمرض القاتل يتوجب عليه تأمين جرعة العلاج على حسابه من خارج لبنان وبالعملة الصعبة، في بلد يتخبط بأزمات مالية واجتماعية وصحية لا تنتهي.
ويؤكّد معنيون أن عدداً من مصابي السرطان فشلوا مؤخراً في إجراء جلسات العلاج المطلوبة، علماً أن هذه الجلسات لا تحتمل التأجيل لأكثر من يومين، فما مصير مرضى السرطان في لبنان؟
تروي مريضة بسرطان الثدي فاطمة الحاج حسن رحلتها الشاقة مع انقطاع الأدوية في لبنان، وتقول لـ”سبوتنيك”: “أنا مريضة سرطان وأتعالج حالياً بحقنة وهي غير متوفرة، بحثت على مدار 28 يوماً في كل صيدليات وجمعيات لبنان ولم أجدها، حتى بالسوق السوداء لم أجدها”.
وأضافت: “ثمن الحقنة في لبنان كان 155 ألف ليرة لبنانية والدواء 30 ألف ليرة لبنانية، واضطررت لأن أطلبها من العراق ودفعت 180 دولار لكي أستطيع أن أكمل علاجي، أنا على استعداد لأن أدفع ثمنها بالسوق السوداء للحصول عليها إلا أن هذا الأمر غير ممكن، هناك مرضى تموت”.
بدوره، أكد هاني نصّار، رئيس جمعية بربرا نصار لدعم مرضى السرطان، إنه “لدينا انقطاع كبير في لبنان للأدوية وعلاجات مرضى السرطان والسبب هو خلاف بين وزارة الصحة ومصرف لبنان، مريض السرطان علاجه لا يشبه علاج أي مرض آخر، العلاجات اليوم جداً متطورة ولدينا أمراض سرطانية إذا تم اكتشافها بطريقة مبكرة وتمت معالجتها سريعاً المريض سيشفى، أما إذا تم إهمال العلاج أو تأخيره على المريض فنحن سنتحدث عن تمدد المرض وانتقاله إلى أعضاء أخرى في الجسم وحالة وفاة”.
وأكّد أن “ما يحدث اليوم في لبنان هو مجزرة، نحن نريد أدوية السرطان، وما يحدث اليوم في المستشفيات هو أن نصف طوابق العلاج المخصص للأمراض السرطانية مقفلة، واستيعاب المرضى انخفض لأن العلاجات غير موجودة”.
المصدر: الميادين