حذر الخبراء من أن “فيضانات غير مسبوقة” قد تعقب حرائق الغابات في عدد من الولايات الجزائرية، إن لم تتخذ الحكومة تدابير وإجراءات استباقية تحد من آثار ذلك.
ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن الخبير في المخاطر الكبرى عبد الحميد بوداود، أن “إخماد الحرائق لا يعني أن البلاد انتصرت، ويعود كل واحد إلى مكانه، بل بالعكس فإن العمل سينطلق الآن للقيام بما يلزم لتفادي كوارث الفيضانات جراء الحرائق في ظل احتراق الغطاء النباتي في الجبال والمرتفعات”.
وأوضح بوداود أن”على السلطات أن تباشر عمليات تهيئة في المناطق المتضررة، على غرار تسريح القنوات والجسور ومجاري المياه المحاذية للطرقات والشعاب والوديان، كونها ستتلقى كميات هائلة من المياه بعد التساقطات المطرية القادمة”.
وحذر من أن عدم الإسراع في اتخاذ تدابير استباقية قد يضيف ضحايا آخرين جراء فيضانات محتملة في الأشهر القادمة.
وأشار إلى أن حرائق الغابات “تتسبب عادة في فيضانات مدمرة بسبب احتراق الغطاء النباتي، إذ أن المياه الناجمة عن تساقط الأمطار وخصوصا في الجبال والمرتفعات تجد الطريق أمامها للنزول بقوة شديدة في المنحدرات نحو الشعاب والوديان، وتجرف في طريقها كل ما تجده، ما يتسبب في فيضانات وجرف للطرقات”.
كذلك نقلت الصحيفة عن رئيس الجمعية الجزائرية للطب الاستعجالي والكوارث، كوردورلي حساين، أن “نزع الغطاء النباتي بفعل الحرائق والذي مس مساحات واسعة في عدة ولايات، ينجر عنه انجراف التربة ومخلفات الحرائق، ما يتسبب في فيضانات كبيرة تجرف في طريقها كل مشتقات ومخلفات الحرائق نحو المدن والقرى والطرقات والجسور والسدود”.
وقال كوردورلي “بعد الحريق يجب أن نتفادى الغريق”، وأضاف أن على السلطات أن “تطلق برنامجا ومخططا استعجاليا للتقليل من أثر الفيضانات المحتمل في مناطق حرائق الغابات”.
وأوضح أن العمل الاستباقي يجب أن يشمل السدود، خصوصا في مناطق الحرائق التي يجب الإسراع في تنظيفها من الطمي والوحل، وتفادي تقلص منسوبها بفعل مخلفات الحرائق التي ستجرفها الأمطار إلى أحواض السدود”.
المصدر: الشروق الجزائرية