وعاد الجميع للاستدراك بعد ان كادت طوابير المازوت والبنزين تحرق البلاد بشرارة حاكم مصرف لبنان وقرارِه صرف الاعتمادات ِعلى سعر ِالسوق ، مختزلا كل َالسلطات.
قرار سلامة والتخبط ُالرسمي والقصور الوزاري جعل َالبلاد َفي احلك ِساعات ِازمتها، فتمنع المستوردون عن صرف مخزونِهم وحبسَت بعض ُالمحطات ِكميات ِبنزينها الا عن السوق ِالسوداء ِوعصاباتِها المتفلتة.
وبعد أن تكبد َالمواطن ُمزيدا من طعم ِالعذاب ِفي الطرقات ، نطق َالجميع ُبالاتفاق ِعلى بيع ِمخزون ِالشركات على سعر 3900 ليرة، وزارة ُطاقة ٍومصرف ٌمركزي ٌوشركات ظهروا كأنهم هم اصحاب ُالفَرَج ورفع ِالهم ِوالغم ِفيما همُ المرتكبون..
نتائج ُالاجتماع ِالامني ِفي اليرزة بالامس، ترجمَها الجيش ُوالقوى الامنية ُاليوم َجولات ٍمفاجئة ًعلى المحطات ِلتفقد مخزونِها المحبوس ِعلى المواطنين، واطلاق ِالعنان ِللخراطيم ِتحت َطائلةِ ملء ِخزانات ِالمواطنين مجاناً..
تدبير ٌطال َانتظارُه، ويؤمَل بقاؤُه، وان يطال َكل َمرافق ِالاحتكار ِوالتسلط ِعلى امن ِالمواطن ِواستقرارِه المعيشي . فهل يكون ُالدور ُغدا ًعلى مخازن ِالدواء ِالمقفلة ِابوابُها على الاف ِالاصناف؟ وعلى عصابات ِالسوق ِالسوداء واصحابِها المعروفين بالاسماء ِوالارقام ِوالاقامات؟..
يامَل اللبناني المحاصر ُان لا يكون َما يجري هبة ًوانما قرار، بعدما ثبُت اليوم َبالدليل ِوالصوت ِوالصورة ِان الجرأةَ في اتخاذ ِالقرار ِتؤثر ُوتنفع ُقبل َفوات ِالاوان ِوالبكاء ِعلى الاطلال..
كل ذلك مطلوب ٌوبالحاح ٍكبير، ولكن تبقى الاولوية ُلان لا تتكررَ التعاميم ُالمدمِرة ُ، وان يكون َالاتفاق ُسريعا ًبين رئيس ِالجمهورية والرئيس المكلف على تشكيل ِالحكومة ِواطلاق ِالعجلة ِالوزارية ِلتدارك ِما تبقى من صورة البلد ، على امل ان يشهد َاللبنانيون الدخان َالحكومي َالابيض َفي وقت ٍقريب ٍكما قال رئيس الجمهورية.
اما صورة الانتصار التي رُسمَها لبنان في مثل ِهذا اليوم قبل َخمسة عشر عاما على العدوان الصهيوني، فتبقى صامدة ًامام َرياح ِالغدر والاستهداف ِالذي يمارسُه العتاة ُوالمعاندون والمغامرون والعملاء ُ، وستبقى كذلك لانها رُسمت بالدم ِ، وهي محميةٌ بالدم ، ومحاطة ٌبنوع ٍفريد ٍغير ِمسبوق من الوفاء ِوالحب ِوالعطاء..
المصدر: قناة المنار