هل عرف السياسيون وكل المعنيين أن لبنان عاش أمس عتمة شاملة ، وُصفت بالاطول في تاريخه؟ انْ عرفوا ذلك وغفتْ عيونُهم فتلك مصيبة ، وان لم يعرفوا اصلا فالمصيبة أعظم. سبعُ محاولات جرت للعودة الى الشبكةِ لتنجحَ آخرهُا ظهيرة اليوم، ويتلمسُ البلدُ بعضا من الضوءِ وسط هذا الظلام الدامس.
البلد يلتهبُ حرا وأزمات وأسعار ومناكفات واتهامات وتخوين ، بفولتاج عال اشتعلت حربُ البيانات مجددا بين التيارين البرتقالي والازرق. النائبُ جبران باسيل اعتبر أن تَرك الرئيس المكلف على هواه يعني التفرج على نحر البلد، ورأى أن من أرادَ حرقَ العهد ، إنما حرق البلاد بأكملها، فرد المستقبل داعيا الى حماية البلد من الغرقِ في مستنقع الشالوحي ، ومن الذبحِ على الطريقة العونية، على حد تعبير بيان تيار المستقبل.
ودون الدخول في السبب والمسبب والعلة والمعلول ، فان الطرفين استحضرا تعابير تجسد واقع البلد ، فمن يريد ببلدنا كل هذا الشرور؟ فقد سئم الناسُ توصيف الواقع ، ويطوقون الى حلول عملية تقلص طوابير البنزين ، وساعات انقطاع الكهرباء ، وغلاء الاسعار ، واختفاء الادوية ، وأزمة المستشفيات، فأين أصبح النفط العراقي؟ والى أين وصلت جولة الوفد الروسي؟ وهل من يجرؤ على مد اليد لملاقاة العروض الايرانية؟ ربما لم يعد مهما من يعيش ويموت، فالمهم ما تزعل دورثي شيا.
المصدر: قناة المنار