رفيق نصرالله

لو لم تكن المنار .. كان يجب ان تكون ..
في عالم الميديا  حيث الانقلاب الذي غير كل الموازين ، بدت هذه الميديا انها الصانع للتغيرات الاستراتيجية والشريك في صناعة القرارات  بكل مستويات هذه القرارات السياسية والاقتصادية والثقافية
في ظل عالم يتبدل  صار تحت قبضة هذه الميديا .

المنار ومنذ ثلاثين عاما كانت الشزيك الكامل للمقاومة في تاكيد مصداقية هذه المقاومة من خلال الدور التوعوي والمشهدي والثقافي  الذي لعبته منذ اللحظة الاولى لولادتها ..
كانت المنار الاداة المتممه لعمل المقاومة في الميدان كما في السياسة وكما في بلورة مشروع ثقافي حاضن لهذه المقاومة.

اعطت المنار المصداقية عبر المشهدية المباشره للعمل العسكري. فكانت الشريكة في الميدان وساهمت في انتاج فريق عمل ميداني يتوازى مع دور المقاتل في هذا الميدان والاهم انها في السياسة عرفت كيف تسوق مشروع المقاومة وتبلور خطابا اعلاميا متقدما كان الحافز التوعوي المتقدم لنشر الفكر المقاوم على كل الصعد التي يتجاوز بعضها عمل المقاومة في لينان الى تبني القضايا العربية الاساسية ..

نعترف انه يصعب انتاج محطة ( ملتزمة ) بقضايا مبدئيه وعقائدية في ظل هذا البحر من ( الاعلام ) المعادي والموجه الذي يهدف الى كي الوعي واعادة صياغة الخطاب التحريضي لضرب القضايا الاساسية للامة . حيث عمد الغرب كما بعض العرب على تسويق اعلام قدمت له كل الامكانيات المادية والتقنية والبشرية لتهميش خطاب المقاومة وحصار اهلام المقاومة.
كان على المنار ان تواجه كل التحديات بخطاب مبدئي ملتزم وبتحمل تبعات الحصار والحجب وايضا ما تعرضت له عام ٢٠٠٦ من تدمير شامل .

عكس قرار ضرب مبنى المنار لاسكات هذه المحطة وهذا ما يعكس حجم وقيمة هذا الدور في مواجهة اعلام العدو وتقديم الوقائع والحقائق ورفع المعنويات ..
ربما يصعب تقييم التجرية في اسطر محدودة امام ما جرى لكن ما يجمع عليه ربما الاعداء قبل الاصدقاء على ان المنار كانت وما زالت تصنف على انها قناة ملتزمة ظلت امينه على منظومة القيم وعلى انها الامينه على مشروع المقاومة ولهذا لم يكن غريبا ما قدمته من تضحيات وصلت الى حد الاستشهاد لكوادر  منها في الميدان ..

يخشى العدو المنار كما يخشى الذين تساقطوا في مسار الصراع العربي الاسرائيلي المنار لهذا عملوا جاهدين من اجل حجبها وانهاء دورها انطلاقا من قيمة هذا الدور الذي تلعبه ..
ثلاثون عاما مرت .. المنار كانت فيها قيمة مضافه للقناعات والمبادىء والثوابت .. ولهذا لو لم تكن المنار كان يجب ان تكون ..

المصدر: موقع المنار