هنأ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قناة المنار في ذكرى تأسيسها. وقال “هذه القناة أسست على التقوى منذ أول يوم واسست لتكون صورة للمقاومة، المقاومة التي ستصنع التحرير في العام 2000 ومن ثم تصبح قناة المقاومة والتحرير”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له الثلاثاء بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس قناة المنار “أسست المنار لتكون صاحبة قضية ورسالة وهي لا تبتغي الربح والمكاسب المالية والبرامج التي تستدعي الكثير من اموال الاعلانات وهي لا تهدف للمنافسة والاثارة ولتحجز المراكز الاولى بين القنوات”، وتابع “هي تقدم التضحيات وتدفع الاثمان وتتعرض لمخاطر القتل والشهادة، وكما حصل بالفعل وكما كاد ان يحصل في حرب تموز”، وأكد ان “المنار لا تميل مع كل ريح ولا تنقل البندقية من كتف الى كتف وليست للايجار بل هي قناة الشهداء وعوائلهم والجرحى والاسرى وقناة طبيعة وظيفتها مختلفة”، وأوضح “من خلال كل المواكبة أشهد انها كانت بمستوى قضيتها والمسؤولية الموكلة اليها بالرغم من ضعف الامكانات والعدة والعديد اذا ما قيست بغيرها”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “مقاومتنا الاسلامية في لبنان كانت أثرا من اثار الامام الخميني وقناة المنار اسسها تلامذة وعشاق الامام الخميني (قدس) وعلى رأسهم حجة الاسلام والمسلمين العلامة السيد عيسى الطبطبائي المخلص والوفي”، وتابع “بمبادرة ذاتية منهم وحرصا منهم على ان يقدموا للمقاومة سندا مختلفا كانت المنار الصورة والصوت التي انطلقت بخلفية الاخلاص والصدق والوفاء واستمرت الى اليوم وستستمر ان شاء الله”، وقال “أتقدم الى سماحة السيد الطبطبائي بجزيل الشكر”، واضاف “هي لم تكن المؤسسة الوحيدة التي أسسها السيد بل اسس غيرها وبينها مؤسسة القرض الحسن”، وتقدم بالشكر “من كل من قدم التعب كي تقوم وتتطور هذه المنار”، وشكر “الذين واصلوا العمل كل المدراء السابقين والحاليين والعاملين فيها”، واكد “كل الانتصارات بفضل التوفيق من الله ونتيجة حصيلة تراكم الجهود والتعب والسهر ودماء الشهداء حتى اليوم، الشكر لكم جميعا”.
وقال السيد نصر الله “المنار تطوّرت مع الوقت، التطور الأول في حركتها كان بعد عام 2000 في موضوع مواكبة التحرير”، وتابع “من النتائج المباشرة لانتصار المقاومة عام 2000 كان التفاعل الكبير في فلسطين وأهدينا الانتصار للشعب الفلسطيني”، ولفت الى ان “الحافز الأساسي الذي نقل المنار إلى البث الفضائي كان انتفاضة فلسطين، بعدها أصبح عنوان المنار قناة فلسطين وقناة العرب والمسلمين، وهي أدت وظيفتها بشكل كبير في خدمة القضية الفلسطينية”، وشدد على ان “ما يجري في فلسطين يجب أن يُواكب من كل الأمة وكل من يتحمل المسؤولية الإيمانية تجاه فلسطين ومقدساتها”، وذكر “نحن أمام عدو حاقد وأحمق ومأزوم وقد يهرب إلى الأمام من مآزقه الداخلية”، ورأى ان “نتنياهو قد يذهب إلى أي خيارات وهدد بالملف النووي الإيراني كذلك قد يرتكب حماقة بالقدس”، وأوضح أن “الفلسطينيين مصممون على حماية القدس ويبقى على الأمة أن تدعمهم”.
وأكد السيد نصر الله ان “حضور شباب المنار في حرب تموز كحضور المجاهدين على الجبهات”، وتابع انه “بعد قصف المبنى الرئيسي انتقلوا الى مكان آخر وكان بالامكان ان يكشفوا ومع ذلك واصلوا عملهم في نقل الصورة وهنا اذكر الراحل علي المسمار”، واضاف “بعد العدوان واصلت المنار وكل العاملين فيها بمواجهة التحديات”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “الاعداء عندما يفشلون في تحقيق اهدافهم بالحروب ينتقلون الى الاساليب الاخرى وهذا ما يحصل اليوم في اليمن وسابقا في لبنان وسوريا والعراق”، ولفت الى ان “الاميركي يخدع العالم عندما يقول انه يؤيد وقف الحرب على اليمن ولكنه يؤيد بقاء الحصار رغم كل الاوضاع الصحية والمعيشية والاقتصادية الصعبة”، وتابع “فقط لنعرف مدى الخداع وعلى اللبنانيين الانتباه لذلك جيدا لان الاميركي يريد بالحرب الاقتصادية الحصول على تنازلات، وما يجري من الاميركي هو كذب وتضليل وعلينا ان نفهم صوت هؤلاء المظلومين في اليمن وان لا ينطلي هذا الخداع الاميركي على أحد”.
واكد السيد نصر الله “نحن نعمل بجد على أن نصل إلى معادلة أن الاعتداء على القدس يعني حربا إقليمية”، واوضح ان “أول الغيث بالمعادلة الجديدة جاء من اليمن العزيز”.
واشار انه “مع بدء العدوان السعودي الأميركي على اليمن تحمّلت المنار مسؤولية فريدة، في الوقت الذي صمتت فيه أغلبية وسائل الإعلام في العالم العربي صمت القبور”، وشدد على ان “المنار لم تسكت عن سحق العظام وقتل الأطفال والمجازر في اليمن ودفعت الثمن ونحن نعتز بهذا الجزء من المساهمة التي قدمها حزب الله في الدفاع عن الشعب اليمني المظلوم”، واضاف “نحن اليوم أمام فشل كبير للعدوان السعودي الأميركي على اليمن، الذي يبحث عن مخرج ومكاسب”، وراى ان “ما نعانيه في لبنان اليوم هو بعض ما يعانيه اليمنيون منذ سنوات لإجبارهم على التنازل”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “العدو انتقل الى استخدام الادوات التكفيرية عبر استخدام وجوه تلبس اللبوس الديني والاسلامي وهنا كان دور المنار وغيرها من المؤسسات الاعلامية لتوضيح حقيقة ما يجري والتفريق بين الحق والباطل”، واضاف “هنا لعبت المنار دورها وتحملت المسؤولية وقدمت ايضا الشهداء في هذا السبيل”، وتابع “في التحرير الثاني لعبت المنار دورها وايضا في الانتصار على الادوات التكفيرية في العراق وسوريا والذي تكرس مؤخرا بالانتخابات الرئاسة الحضور الجماهيري في داخل وخارج سوريا”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله “حزب الله لم يخطر في باله أصلاً تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش ذلك مع حلفائنا”، وشدد على انه “يجب أن تجري الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها مهما كانت الظروف”، وأكد “نحن ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء اليها هو مضيعة للوقت وهو الهاء للناس ومن يطالب بالانتخابات النيابية المبكرة فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمل المسؤولية”، ورأى ان “أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب”.
وقال السيد نصر الله “نحن نواصل السعي لحل الازمة الداخلية ويجب عدم اليأس وعلى المعنيين الاستماع لوجع الناس وان يشاهدوا بألم لمشاهد الناس على مخطات الوقود وفقدان الدواء وانقطاع الكهرباء والعديد من المواد الغذائية الاساسية”، وتابع “يجب ان يضعوا هذا المشهد الانساني قبل اي حسابات سياسية تفرض التشدد هنا او هناك”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الازمة التي نعيشها اليوم هي نتاج 30 او 40 سنة من التراكمات وسبق ان تحدثنا عن توزيع المسؤوليات، بالنتيجة هي تراكم ظروف عديدة ولكن البعض لا يريد ان يرى الا ان السبب هو حزب الله (كما يتحدث الاسرائيلي) ويتجاهلون كل الاسباب الحقيقية الاخرى”، وتابع “هناك اسباب اخرى موجودة يمكن معالجتها ولكن تحتاج الى قرار منها الأداء الرسمي الضعيف في كل الملفات وبالوزارات المختلفة الى حين تشكيل الحكومة، على الحكومة والوزراء والمدراء والموظفين تحمل المسؤولية خاصة ان الازمة طالت وقد تطول على الرغم من الجهود من قبلنا ومن قبل الاخ الرئيس نبيه بري”.
وأكد السيد نصر الله “معلوماتنا تقول إن الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء وكذلك المواد الغذائية”، وأضاف “عندنا في لبنان المحتكرون يسرحون ويمرحون ومعروفون، ولكنهم يحظون بالغطاء السياسي”، وتابع “الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج سنوات ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي”، وقال “أنتم الذين تحتكرون الدواء والمواد الغذائية وما يحتاجه الناس من ضروريات الحياة بانتظار أن ترتفع الأسعار، أنتم خونة، قتلة، وشركاء في جهنم مع قتلة النفس المحترمة”، واعتبر انه “على الحكومة والوزارات المعنية الحالية أن تعلن حربا على الاحتكار والمحتكرين، وهذا جزء من المعالجة”.
واعلن السيد نصر الله ان “حزب الله يعرض تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار”، ولفت الى ان “معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة عبر النفط الايراني لكن بحاجة قرار سياسي جريء”، وتابع “كل الذل الذي يعاني منه الشعب اللبناني أمام محطات الوقود ينتهي سريعا عند اتخاذ قرار التخلي عن أميركا واستيراد النفط من ايران وبالليرة اللبنانية”، واضاف “أيها الشعب اللبناني كل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم لن يحصل”، وقال “الحكومة الجديدة إن شُكّلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حلّ لديها إلا صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم”، وسأل “هل أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية؟.
واعلن الامين العام لحزب الله انه اذا استمر الاذلال بموضوع البنزين والمازوت ودون وجود حل للازمة فإننا كحزب الله سنتفاوض مع الحكومة الايرانية ونشتري بواخر بنزين من ايران الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة اللبنانية ادخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني.
وأشار السيد نصر الله الى ان “البطاقة التمويلية اذا أقرت في مجلس النواب تساعد 750 ألف عائلة في تخفيف المعاناة ونؤيد مشروع هذه البطاقة”، وتابع “تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة الأزمة، فهي السلطة التنفيذية في البلد”، واضاف “إن شاء الله، المنار ستستمر في العمل لتنقل أخبار الانتصارات الآتية في زمن الانتصارات”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “أتوجه بالشكر لكل المحبين وكل العائلات وكل الذين تأثروا بعد خطابي في 25 ايار في عيد المقاومة والتحرير لوضعي الصحي، وعبروا عن ألمهم”، وأضاف “بالحقيقة رب ضارة نافعة لاننا كسبنا دعواتكم والتعبير الصادق وانا اعتز بهذه المحبة”، وقال انه يعتز بهذه المحبة ويشكر الجميع ويطمئنهم، واضاف اننا سنواصل الطريق سويا واحمل املا كبيرا في ان نصلي في المسجد الاقصى سويا.
المصدر: موقع المنار