“..علينا ان ننفر على كل المستويات، علينا ان نأخذ بثأرنا لنكون رجالا وأحرارا.. اذا تخلفنا لن يسامحنا التاريخ ولن تسامحنا الاجيال.. واذا كنا عند مستوى التحدي فسنكون فخرا للاجيال ونحوز الشرف امام الله وامام اجيالنا وامام انفسنا واسرنا واهالينا..”، بهذه الكلمات خاطب قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي الشعب اليمني في اول رد له بعد الجريمة المروعة التي ارتكبتها طائرات العدوان السعودي الاميركي عبر شنها غارات على الصالة الكبرى في صنعاء أثناء مجلس عزاء لوفاة والد وزير الداخلية اليمني جلال الرويشان.
مئات الضحايا بين شهيد وجريح كانت نتيجة غارات العدوان، على مكان يصنف مدنيا بامتياز ويرتاده الاناس العزل باعتباره مخصصا لاقامة المناسبات الاجتماعية، ما يجعل الجريمة المرتكبة تصنف في خانة جرائم الحرب ضد الانسانية وأدت الى قتل عدد كبير من الاشخاص العزل بانتهاك فاضح لكل الاعراف والاتفاقيات الراعية للقانون الدولي الانساني الذي يحتم تحييد المدنيين عن اي أعمال حربية او قتالية، فكيف والحال في اليمن هو اعتداء صريح واضح على السيادة اليمنية، وكما قال السيد الحوثي في خطابة الاحد 9-10-2016 عن جريمة الصالة الكبرى “هذه الفاجعة الكبيرة جرت في وضح النهار في اجتماع كبير في حضور كبير..”، مؤكدا انها “تعد واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها العدوان الأميركي السعودي في عدوانه على بلدنا العزيز..”.
تنصل أميركي.. والتبعات على السعودي
والغريب ان الاميركي يحاول التنصل من المسؤوليات القانونية والأخلاقية التي ترتبها هذه الجريمة الجديدة للعدوان كما يحاول ان يفعل دائما في الحرب على اليمن، فقد قال “المتحدث باسم مجلس الأمن القومي” الاميركي نيد برايس إن “التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية”، وتابع “مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن”.
هذا الكلام الاميركي يؤدي الى إلصاق التهم بالسعودية وحدها باعتبارها هي التي تقف مباشرة خلف الغارات على عزاء “آل رويشان”، بينما تمَّ تسريب بعض الأنباء عن رفض الخبراء الاميركيين الذي يشرفون على العدوان على اليمن للغارات التي أدت الى إيقاع ما يزيد عن 700 ضحية بين شهيد وجريح، فما هي المبررات التي ستسوقها السعودية لتبرير هذه الجريمة الفظيعة؟ خاصة ان قيادة تحالف العدوان على اليمن وعدت بإجراء تحقيق حول ما جرى وإعلان نتائجه، في محاولة لايجاد تبريرات لما جرى وللإيحاء انها تراعي حقوق الانسان، كما ان هذه الجرائم تثير بشكل كبير الحديث عن ادبيات واخلاقيات الجيش السعودي.
من جهة ثانية، يثار التساؤل حول كيفية وطبيعة الرد اليمني الذي بدأت تباشيره بالظهور حيث أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية فجر الإثنين 10-10-2016 صاروخا باليستيا من نوع بركان-1 (المطور محليا) على قاعدة “الملك فهد” الجوية في الطائف في جنوب السعودية، وجاء هذا الرد بعد دعوة السيد الحوثي للنفير العام بالاضافة الى دعوة الرئيس السابق علي عبد الله صالح لجميع أبناء الشعب والجنود وعناصر اللجان الشعبية للتوجه الى الجبهات للثأر لدماء الابرياء في الجريمة التي وقعت.
الرد اليمني والثأر لدماء الشهداء..
حول كل ذلك، قال الاعلامي اليمني نور الدين الشريف إن “جريمة الصالة الكبرى ستدفع بالكثير من أبناء الشعب اليمني الى ميادين القتال والشرف”، ولفت الى ان “الجيش اليمني واللجان الشعبية يعدون الشعب بالرد القاسي والمؤلم للعدو خاصة ان لدى الجيش واللجان الكثير من الخيارات”.
وأكد الشريف في حديث لموقع “قناة المنار” ان “جريمة الصالة الكبرى بصنعاء فضحت العالم الاستكباري المنافق الذي لم يشجب ولم يتحرك”، واضاف ان “القليل في هذا العالم من الأحرار وفي مقدمتهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وقف بجانب الشعب اليمني من أول يوم في العدوان وكذلك الجمهورية الإسلامية الايرانية ومحور المقاومة”.
ولفت الشريف الى “السعودية تقتل المدنيين الابرياء في اليمن بالقنابل والصواريخ والطائرات الاميركية”، وتابع “الاسلوب السعودي ينطبق مع ما يقوم به تنظيم داعش الارهابي الذي يفجر ويفخخ الأسواق والمساجد ويعد الانتحاريين”، وشدد على ان “هذا الاسلوب هو أسلوب العاجز والمهزوم”.
بدوره، أكد المحامي اليمني علي العاصمي في حديث لموقع “قناة المنار” ان “نقابة المحامين اليمنيين ستقوم بكل واجباتها لناحية توثيق الجريمة والعمل على ملاحقة المرتكبين بالاضافة الى دعوة كل المنظمات الحقوقية والدولية العاملة في مجال حقوق الانسان للقيام بدورها في هذا الاطار”، ولفت الى ان “هذه الجريمة كشف الوجه الحقيقي لتحالف العدوان على اليمن التي تجرد من كل القيم الاخلاقية والانسانية ومعاني الشرف والرجولة”، داعيا “كافة اليمنيين لمواجهة جرائم الابادة التي ترتكبها السعودية والعمل لايجاد حل سياسي في اليمن لوقف دوامة العنف والقتل التي تعمل السعودية على تأجيجها”.
المصدر: موقع المنار