قدم الامام السيد علي خامنئي أحر التهاني والتبريكات الى الشعب الايراني “لا سيما عوائل الشهداء والمعوقين والمضحين”، بحلول عيد النوروز (بداية العام الجديد والذي يتزامن مع بداية فصل الربيع)، فضلاً عن تهنئته جميع الشعوب التي تحتفل بهذا العيد، مستعرضاً العقبات التي اعترضت تحقيق شعار العام السابق بشكل كامل، ومقدماً توضيحات بشأن الحلول التي ينبغي اعتمادها لتحقيق ما فات وترجمة شعار العام الجاري على أرض الواقع .
وفي السياق، قال الامام إن هذا العام “انتهى بأحداث مختلفة وأحيانا غير مسبوقة، وغير مألوفة لشعبنا أي ظاهرة “كورونا” التي أثرت بطريقة ما في حياة الشعب كافة تقريبا، سواء الأعمال التجارية والبيئات المدرسية والاجتماعات الدينية ومسألة السفر والرياضة، كما أثرت في القضايا الأخرى، ووجهت ضربة قاسية إلى العمل في البلاد”، مضيفاً أنه “بالطبع، الأكثر مرارة من هذا موت عشرات الالاف من أبناء شعبنا الأعزاء، ما يعني أن عشرات الآلاف من العائلات صاروا ذوي غصة وحرقة. من هنا، أغتنم هذه الفرصة لأقدم التعازي إلى تلك العائلات العزيزة جميعاً، وأعبر عن مواساتي لهم”.
كما أكد السيد الخامنئي أن هذا العام كان عام “ظهور قدرات الشعب الإيراني أيضاً، مثلما في مواجهة هذا الاختبار العظيم، أي كورونا”، متابعاً “للإنصاف، أظهر شعبنا العزيز، من المجاميع الطبية والصحية إلى الباحثين والعلماء، إلى الأفراد والجماعات الجهادية والخدمية، أظهروا قدرات كبيرة في إدارة هذه الحادثة المرة، وذلك تحت الضغط من العدو بالحد الأقصى في زمن الحظر. فرغم الحظر، وقطع الطرق المختلفة على استخدام الإمكانات في الخارج، … كان شعبنا وعلماؤنا وأطباؤنا وممرضونا ومسعفونا والعاملون في مختبراتنا وفي أقسام الأشعة، هؤلاء الذين شاركوا في علاج الناس، إنصافا كانوا قادرين على ترك ذكرى لتجربة عظيمة، وإظهار قدراتهم العظيمة”.
واضاف الامام “كذلك أظهر الشعب الإيراني قدرته على مواجهة الضغط من العدو بالحد الأقصى. كان أعداؤنا ينوون وفي مقدمتهم أمريكا – أن يجثو الشعب الإيراني على ركبتيه بهذا الضغط بالحد الأقصى. واليوم هم أنفسهم يقولون ورفاقهم الأوروبيون بصراحة إن الضغط بالحد الأقصى قد أخفق. نحن كنا نعلم أنه سيخفق، وأننا عازمون على هزم العدو في هذا الصدد. كنا نعلم أن الشعب الإيراني سيصمد. لكنهم اليوم يعترفون بأن هذا الضغط بالحد الأقصى قد لاقى الهزيمة”.
هذا ولفت الامام الخامنئي إلى أن” شعار العام 99 هو “الطفرة في الإنتاج”، إذا رغبت في إجراء تقييم، بناء على التقارير المتعددة الشعبية والحكومية، ومن الأجهزة المختلفة، إذ تصلنا تقارير من جهات مختلفة، إذا كنت أرغب في إجراء تقييم بناء على هذه التقارير، لا بد لي من القول إن هذا الشعار إلى حد ما، تحقق بمستوى مقبول”، موضحاً “أي تحققت الطفرة في الإنتاج في أجزاء من البلاد، وفي أجزاء متنوعة من قضايا البلاد، مع أنها لم تكن بالحد المنتظر. أي في الأماكن التي تحقق فيها هذا الشعار، وقد كان في أحيان كثيرة في البنية التحتية والإعمار وماشابه، لم تكن النتيجة محسوسة في الاقتصاد العام للبلاد ومعيشة الناس. أي لم تكن هذه الحركة محسوسة. لقد كنا ننتظر أن تخلق الطفرة في الإنتاج انفراجا في وضع الناس”.
وتابع “طبعاً “الطفرة في الإنتاج” شعار ثوري بالمعنى الحقيقي للكلمة، إنه شعار مهم. إذا حدثت الطفرة في الإنتاج بطريقة صحيحة في البلاد، وهي ستحدث، إن شاء الله، سيكون لها تأثيرات اقتصادية عميقة في البلاد وقيمة العملة وسائر القضايا الاقتصادية الرئيسية. إضافة إلى ذلك، ستوجب الثقة بالنفس الوطنية والرضا العام للناس، وضمان الأمن الوطني. أي الإنتاج ذو الطفرة في البلاد، إذا حدث، إن شاء الله، ونأمل أن يحدث، سوف تتحقق به هذه المضاعفات المهمة والفوائد العظيمة.”
وعزا السيد الخامنئي عدم تحقيق أهداف العام الماضي إلى “الموانع من جهة، وفقدان الدعم للإنتاج في القطاعات جميعاً من جهة اخرى. أي يحتاج الإنتاج إلى الدعم القانوني والحكومي اللازمين، وأيضا إلى إزالة الموانع من طريق الإنتاج”، مشيراً إلى أنه “على سبيل المثال، عندما تفترضون أن معملاً يعمل بنصف قدرته، يعمل بـ30-40% مثلا من قدرته، أو أنه معطل بالكامل، ثم بهمة عدد من الشباب، مثلا، يبدأ هذا المعمل العمل، بالتشجيع وما إلى ذلك، فيبدأ هذا المعمل الحركة، وبعد وصوله إلى الإنتاج يرى المرء فجأة أن المنافس لهذا المنتج يدخل البلاد من الخارج بطريقة ما، إما على أيدي المهرب الخائن، وإما –للأسف- بالطرق القانونية وبسبب ضعف الضوابط القانونية”.
وفي السياق نفسه، تابع الامام “لا يتم هكذا تشجيع الانتاج، هذا عائق امام الانتاج، اي ما يجري فعله في الواقع يخفق، او ايضا غياب الحوافز، مثل حوافز الاستثمار، الاستثمار في الانتاج يحتاج لحوافز، يجب تشجيع اولئك الذين يمكنهم الاستثمار على ذلك. وان يكون وضع الاعمال في البلاد على نحو يشجعهم على دخول هذه الاعمال، او الا تزيد تكلفة الانتاج عليهم، وهو ما لم يحدث للاسف، اي لم تؤخذ التوجيهات اللازمة، لم تكن هناك مثل هذه الحوافز، ولم يفكر في تكاليف الانتاج “.
وأكد الامام الخامنئي أن “هذا العام عام حساس ومهم، بسبب الانتخابات التي ستجري في بدايته، في حزيران/يونيو، امامنا انتخابات مهمة ، ويمكن ان يكون لها تاثير كبير في اوضاع البلاد واحداثها ومستقبلها ، ستأتي ادارات جديدة الى رأس العمل، وربما مفعمة بالحيوية ، فتدخل البلاد بدوافع متنوعة وقوية، وتدخل في الادارة التنفيذية لها “.
وتابع الامام الخامنئي أن “هذا العام 1400 ، فيه ارضية جيدة للازدهار الطفرة في الانتاج ، يجب الاستفادة من هذا الى اقصى حد . لا بد من متابعة هذه الحركة بجدية، ويجب تقديم كل الدعم القانوني والحكومي من الجهات جميعاً الى “الطفرة في الانتاج” ولابد من فعل ذلك سواء الى حين بقاء هذه الحكومة في الحكم، او مع الحكومة المستقبلية وبداية تسلمها، اذ يجب ان تضع جهدها لإزالة العوائق وتقديم الدعم اللازم، وان شاء الله ستكون “الطفرة في الانتاج” بالمعنى الحقيقي للكلمة في هذا العام. لذلك نظمت شعار هذا العام على هذا النحو “الانتاج ، الدعم ، ازالة الموانع “، مضيفاً أنه من خلال “هذا الشعار يجب ان نجعل الانتاج محور عملنا، وان نقدم الدعم اللازم ، وان نزيل الموانع من طريق الانتاج ، نرجو ان يتحقق هذا الشعار على النحو المطلوب باللطف الالهي”.
المصدر: ارنا