قد يقولُ قائلٌ اِنَ الولاياتِ المتحدةَ الاميركيةَ تطوي اليومَ بتنصيبِ جو بايدن صفحةً سوداءَ في تاريخها. ولكن هل كلُّ ما سبقَها من صفحاتٍ كانت بيضاء؟
ما فعلَه دونالد ترامب على مدى اربعِ سنواتٍ انه اخرجَ كلَّ فظاعةِ السياسةِ الاميركيةِ الى الضوءِ دُفعةً واحدة، فاحصى له الاعلامُ اكثرَ من عشرينَ الفَ كِذبةٍ ما خلا تلكَ الانتخابيةَ منها، وعدَّ له العالمُ الافَ المواقفِ والقراراتِ المتهورة، وشهدت البشريةُ على ابشعِ جرائمِه المباشرةِ كاغتيالِ القائدينِ سليماني والمهندس، او بالواسطةِ كتلكَ معَ حلفائه السعوديين ضدَّ اليمن، ويضافُ الى سجلِه عقدُ ابغضِ الصفقاتِ التي اهدى بها القدسَ والجولانَ للاحتلالِ الصهيوني، ثُم الحقَها بجرِّ بعضِ انظمةِ العربِ الى التطبيعِ خانعينَ لاهثينَ وراءَ حمايةِ سلطانٍ وعرشٍ بائدٍ ومُلكٍ عقيم.
كلُّ هذا كان ضمنَ الحساباتِ الرابحةِ اميركياً الى ان جرَّ ترامب شارعَه الى الكونغرس وحطمَ صورةَ الهيبةِ الاميركيةِ تحتَ اقدامِ مناصريهِ وعلى مرأى العالمِ قبلَ ان يهددَ بانه سيعودُ يوماً ما في اخرِ ساعاتِ ولايتِه..
هذا ما فعلَه ترامب واللائحةُ تطول، وهو لا يختلفُ عما مهَّدَ به الرؤساءُ السابقون ، من حروبٍ واباداتٍ وحصارٍ وعقوبات، ونهجُهم يمتدُ اليومَ تحتَ عناوينِ الانقاذِ الاميركي والتفاوضِ الدولي، وبمحاولةِ حكومةِ واشنطن العميقةِ ضبطَ الخطابِ بسرعة، وجمعَ حطامِ الصورةِ الاميركيةِ المتكسرة، قبلَ الانطلاقِ مجدداً لضبطِ السياسةِ الخارجيةِ من دونِ انكارِ ما حققَه لها ترامب او التغافلِ عنه..
أمّا لبنانُ المقبوضُ على امرِ حكومتِه ، فإنهُ يحاولُ قراءةَ الاشاراتِ الجديدة، ويطلقُ مساعيَ للتحركِ لتحقيقِ وصالٍ داخلي، ولكنْ من دونِ توقعِ انفراجاتٍ عاجلة.. فيما المواجهةُ معَ كورونا تَكبُرُ بوجهِ كلِّ القطاعاتِ وتَتمدد، وقد تفرضُ تمديداً للاقفالِ العامِّ اسبوعينِ وربما اكثرَ بحسبِ بعضِ المعطياتِ التي خَرجت من اجتماعَي اللجنةِ العلمية ، ولجنةِ طوارئِ كورونا ، والتي سيدرسُها غداً المجلسُ الاعلى للدفاعِ في بعبدا.
المصدر: قناة المنار