بحضور عميدة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية البروفسورة مارلين حيدر ورئيس مركز الأبحاث في المعهد البروفسور حسين أبو رضا، افتتح مختبر البينمناهجيه باكورة نشاطاته العلمية برئاسة منسقة المختبر الدكتورة سوزان منعم بورشة تدريبية للدكتور فوزي بارود حول “المشاع الإبداعي والموارد التعليمية المفتوحة”، بمشاركة حشد من أساتذة المعهد من مختلف الاختصاصات الأكاديمية والبحثية.
افتتحت منسقة مختبر البينماهجي الدكتورة منعم باكورة محاضرات وندوات وورش عمل المختبر لهذا العام، باستضافة الدكتور فوزي بارود لهذه الورشة، وهو أستاذ محاضر، ومساعد نائب الرئيس لتكنولوجيا المعلومات، وحامل كرسي اليونسكو للموارد التعليمية المفتوحة، في جامعة سيدة اللويزة NDU.
وشكرت الدكتورة منعم عميدة المعهد البروفسورة حيدر، ورئيس مركز الأبحاث البروفسور أبو رضا، على الفسحة التي منحاها لتدريب أساتذة المعهد حول موضوع في غاية الأهمية، يتمحور حول كيفية الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة، بهدف مشاركتها مع طلاب المعهد، لمساعدتهم في عملية التعلّم في عالم مفتوح لم تعد فيه المعلومات حكراً على أحد. وخصّت د. منعم بالشكر الاكبر لد. فوزي بارود لتخصيصه الوقت من أجل مشاركتنا مخزونه المعلوماتي.
رحّب رئيس مركز الأبحاث البروفسور أبو رضا بالضيف بارود، واصفاً إياه بالقامة العلمية في مجاله التخصّصي في الموارد التعليمية المفتوحة، معرباً عن شكره على تخصيص الوقت لتقديم هذه الورشة التي تتناول (Creative Commons & Open Educational Resources)، وهو مصطلح يمتاز بالحداثة والأهمية على مستوى العالم العربي حالياً، بعد أن ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الألفية الثالثة.
واعتبر أبو رضا أنّ هذه المعرفة أضحت المدماك الأساس لأي باحث جاد في ظل التطوّر المتزايد والسريع في أنماط التعليم المعزّز بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولفت إلى أنّ المساهمة في تعزيز قطاع التعليم يرتكز على زيادة الوعي حول أهمية الموارد التعليمية المفتوحة من حيث إنتاجها، وإعادة استخدامها كما توزيعها وفق معايير عالية الجودة، من خلال تطوير الموارد البشرية للوصول إلى اقتصاد المعرفة. وهو أمر يقتضي إيجاد فرص للتعلّم والتعليم بشكل تعاوني وتشاركي مع الجميع، ما يفتح المجال أمام عالم الإبداع والابتكار.
كلام رئيس مركز الأبحاث جاء بعد أن استعرض رسالة المركز وأهدافه، معتبراً أنّ الرؤى المعرفية الطموحة للمركز، والمتمحورة حول فهم ودراسة واقع المجتمع اللبناني وفق خصوصيات وتنوّع مقاربات ميادين العلوم الاجتماعية المؤطّرة في مختبرات مركز الأبحاث، إضافة إلى العمل على استشراف التحوّلات المجتمعية وقراءتها وفق منظور تنموي مستدام، توجب بسبب تعدّد الظواهر الاجتماعية إلى دراسات تشاركية علمية، والتي يشار إليها ضمن المنظورات الاجتماعية الحديثة بمفهوم البينمناهجي. وفي هذا السياق اعتبر البروفسور أبو رضا أنّ القدرة على امتلاك المعرفة للوصول إلى المعلومات والبيانات والمراجع والمصادر المهمّة، هي أساس لكل باحث علمي.
وثمّن أبو رضا دور العميدة حيدر بدعمها لنشاطات المركز، لا سيما تلك التي تتوجّه لتدريب أساتذة المعهد، واختتم كلمته بشكر الأساتذة الحضور ومنسقة المختبر كما الفريق المساعد على تنظيم هذه الورشة، متمنياً إعادة تنظيمها لاحقاً لطلاب الدراسات العليا والدكتوراه في المعهد.
أكدّ الدكتور فوزي بارود في محاضرته على أهمية مشاركة الموارد التعليمية المفتوحة التي أقرّت اليونيسكو تطبيقها في العام 2019 بموافقة 190 بلداً بما فيهم لبنان. مشيراً إلى أهمية استخدام الموارد التعليمية المفتوحة لأغراض التعلّم والتدريس والبحث بوصفها مصادر متاحة بأشكال متعدّدة، وكونها تندرج في نطاق الملك العام والخاص، وتخضع لحقوق المؤلف بموجب ترخيص مفتوح يتيح الانتفاع منها وإعادة استخدامها ومواءمتها وتكييفها وإعادة توزيعها مجاناً.
وشرح الدكتور بارود أشكال التراخيص المستخدمة للاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة، مستعرضاً أبرز الأدوات المساعدة في عملية البحث، مشيراً إلى الأُسُس اللازمة للتمييز بين الأنواع المتعدّدة لتراخيص المشاع الإبداعي وإسنادها بشكل صحيح، ومتناولاً أمثلة تطبيقية متنوّعة أغنت العرض.
كما بيّن مساعد نائب الرئيس لتكنولوجيا المعلومات في جامعة سيدة اللويزة، أهمية الموارد التعليمية المفتوحة (OER) كونها تعمل على تحسين قضايا القدرة على تحمّل التكاليف، مركّزاً على توفير التوجيه العملي في تحديد واستخدام المتاح بشكل مفتوح بهدف الوصول إلى مصادر علمية مجّانية ومتعدّدة تُساند الطلاّب في مسيرتهم الأكاديمية. وشدّد د. بارود على أهمية مشاركة المعلومات بين الأشخاص والمؤسسات، كما على ضرورة وأهمية نقل هذه المعرفة من الأساتذة الى الطلاّب.
أثنت عميدة معهد العلوم الاجتماعية البروفسورة مارلين حيدر على جهود الدكتور بارود في تقديمه لهذه المحاضرة القيّمة الموجهة لأساتذة المعهد لما لهم من دور أساس في تحفيز الطلاب على التعلّم، ومساعدتهم منهجياً في الحفاظ على الأمانة العلمية لمصادر المعلومات المستخدمة.
واعتبرت البروفسورة حيدر، أن موضوع المحاضرة يستحق مشاركة واسعة من أساتذة المعهد كما من طلاّبه، وشكرت رئيس مركز الأبحاث البروفسور أبو رضا على متابعته وحرصه لتقديم أنشطة علمية وثقافية متميّزة، وتمنت له التوفيق في مسيرته، كما نوّهت باختيار منسقة المختبر لهذا الموضوع المهم والهادف.
شارك الأساتذة الحضور بأسئلة قيّمة أغنت الورشة التدريبية، وأضاءت على بعض مجالات الاستفادة من مشاع الموارد التعليمية المفتوحة.
المصدر: موقع المنار