رصدت بريطانيا سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، لتكون السلالة الجديدة أكثر انتشارا ربما من سابقاتها وذلك في ظل زيادة نسبة حالات الإصابة التي تشهدها البلاد.
أُطلق على السلالة الجديدة اسم “VUI-202012/01″، الحروف الأولى تعني “سلالة قيد التحقق” في ديسمبر/كانون أول الجاري ببريطانيا، في الوقت الذي يبحث فيه العلماء على معلومات أكثر حول هذه السلالة، بدأ الناس يشعرون بتأثيرها.
فقد فرضت دول عدة قيود سفر على المسافرين من المملكة المتحدة، وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، الأحد، إن السلالة “خرجت عن السيطرة”، وكان من المقرر أن يترأس رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، اجتماعا طارئا الإثنين في الوقت حاولت فيه الحكومة إدارة الأضرار.
هذا ما نعرفه عن السلالة الجديدة:
كيف تظهر السلالة ولماذا يقلق المسؤولون بشأن هذه السلالة تحديدا؟
تظهر السلالة عندما يتغير البناء الجيني للفيروس، وفقا لمركز السيطرة والوقاية من الأمراض الأمريكي، إذ تتحور الفيروسات كافة ومن الشائع ظهور سلالات، وفيروس كورونا التاجي مثال على ذلك.
ومثل السلالات الجديدة من Covid19، تحمل هذه السلالة بصمات جينية تجعلها سهلة التتبع، وهذا لا يعني بالضرورة أن التحور وحده جعل الانتشار أكثر سهولة، ولا يعني بالضرورة كذلك أن هذه السلالة أكثر خطورة.
وقال كبير المسؤولين الطبيين في ريطانيا، كريس ويتي، إن هذه السلالة تحديدا “تتضمن 23 تغييرا مختلفا”، ما يصفه بالرقم الكبير غير المعتاد، ويقول ويتي إن السلالة مسؤولة عن 60% من الإصابات الجديدة في لندن، والتي تضاعفت تقريبا خلال الأسبوع الماضي وحده.
لهذا الاكتشاف آثار فورية على السيطرة على الفيروس، فالزيادة في الإصابات ستضع عبءا ثقيلا أكبر على المستشفيات والأطقم الصحية، في الوقت الذي يدخلون فيه إلى فترة شتوية صعبة، وهو الأمر الذي سيقود تدريجيا إلى ارتفاع بأعداد الوفيات.
وكشفت هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن التحور في بروتين سبايك الخاص بـ”كوفيد 19″، وهو جزء الفيروس الذي يربط نفسه باستضافة الخلايا، سيسهم في زيادة قدرته على الانتشار، ويجري العلماء في جميع أنحاء بريطانيا حوثا أوسع حول هذه القضية.
ما مصدر هذه السلالة وكيف ترسخت؟
يعود مصدر السلالة الجديدة من فيروس كورونا إلى جنوب شرق إنجلترا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقول الصحة العامة البريطانية، إن التتبع العكسي، عبر الدليل الجيني، يُظهر أن السلالة ظهرت في إنجلترا للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي، وانتشرت على مستوى متدن حتى منتصف نوفمبر.
وقالت الهيئة: “هذه الزيادة في الحالات المرتبطة بالسلالة الجديدة ظهرت في أواخر نوفمبر، عندما أجرت الهيئة تحقيقات حول سبب عدم انخفاض معدلات العدوى في كنت (جنوب شرق إنجلترا) رغم التطبيق الإجراءات على المستوى الوطني، قبل أن نجد مجمعا انتشرت فيه هذه السلالة بسرعة في لندن وإسكس”، كما رجح بعض العلماء أن يعود ظهور السلالة الجديدة إلى تجمع كبير في مكان ما، ما يعني أن السلوك البشري قد تسبب به.
الدول التي تأثرت
انتشرت السلالة الجديدة في عدد من دول العالم إلى جانب بريطانيا، إذ سُجلت حالات ترتبط به في الدنمارك وأستراليا وهولندا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وقد اكتشفت حالة في إيطاليا كذلك.
وٍسُجلت حالة من سلالة مختلفة من الفيروس في جنوب ألإريقيا ويقول العلماء إنه ينتشر بسرعة في المناطق الساحلية في البلاد.
هل تعتبر السلالة الجديدة أكثر خطورة على الحياة؟
لا يوجد دليل يؤكد أن هذه السلالة أكثر خطورة على الحياة من سابقاتها، وفقا لويتي، الذي قال إن “العمل الطارئ” يجري لاختبار مدى خطورة السلالة على الحياة.
وأشار بعض العلماء إلى أن سرعة انتشار بعض الفيروسات يرافقها انفخاض بخبث الفيروس ومعدلات الوفاة، هذا يعني أن السلالة أقل فتكا بالمصابين، رغم أن الحكم على هذا الأمر لا يزال مبكرا جدا.
هل يعمل اللقاح بشكل فعال ضد هذه السلالة؟
قال ويتي السبت إن اللقاحات الحالية يجب أن تعمل بفاعلية ضد هذه السلالة الجديدة، وأكد رئيس عمليات وارب سبيد في أمريكا، هذه التصريحات، إذ قال: “حتى الآن، لا أعتقد أن هناك سلسلة واحدة قادرة على مقاومة اللقاح”، حسبما قال منصف السلاوي لـCNN الأحد: “لا يمكن أن نستثنيها، لكنا ليس هناك بعد”، حسب قوله.
يذكر أن أمريكا وبريطانيا كانتا قد رخصتا لقاح فايزر، كما أن إنتاج لقاحات أخرى جار في الوقت الراهن.
المصدر: سي ان ان