يبذل كثير من الأشخاص جهودًا كبيرة لتقديم أفضل نسخة من حياتهم الخاصة عبر الإنترنت، ما بين صور “السيلفي” المثالية وصور وجبات الطعام الصحية، غير أن ذلك يؤثر سلبا في الصحة العقلية.
وقد يكون من الأفضل لصحتك العقلية ألا تتصنع المثالية عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لما أظهرته دراسة جديدة نُشرت يوم الثلاثاء في دورية “Nature Communications” العلمية.
ووجد فريق من الباحثين الأمريكيين، في كلية كولومبيا للأعمال في نيويورك وكلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث وسترن في شيكاغو، فوائد نفسية مرتبطة بالأصالة عندما يتعلق الأمر بمنشورات وإعجابات شبكة فيسبوك.
وقالت الدراسة إن مشاركة المنشورات بطريقة صادقة “كانت مرتبطة بمزاج وتأثير أكثر إيجابية، ومزاج أقل سلبية لدى المشاركين”، “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن جميع الأفراد بغض النظر عن سمات الشخصية يمكن أن يستفيدوا من كونهم على طبيعتهم الأصلية على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقام الباحثون بأمرين من أجل الوصول إلى هذا الاستنتاج.
أولاً، تحليل بيانات 10,560 مستخدمًا لفيسبوك وأكملوا تقييمًا للرضا عن الحياة والشخصية، في الفترة من 2007 إلى 2012.
وقارن الباحثون هذه التقييمات الذاتية مع تنبؤات شخصية المستخدمين بناءً على منشوراتهم السابقة في فيسبوك، لمعرفة إلى أي مدى تعبر صفحاتهم عن شخصياتهم الحقيقية.
ووجدوا أن أولئك الذين عبّروا عن أنفسهم بطريقة أكثر واقعية أو على الأقل قدّموا أنفسهم على فيسبوك بطريقة أقرب إلى الطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم، أفادوا أيضًا بشعورهم بمستويات أعلى من الرضا عن الحياة، كما بدا التأثير متسقاً عبر أنواع الشخصيات المختلفة.
وفي الجزء الثاني من الدراسة، طلب الباحثون من 90 طالبًا مشاركة منشورات عبر حساباتهم في فيسبوك بطريقة صادقة لمدة أسبوع، ثم مشاركة منشورات بطريقة “مثالية” لمدة أسبوع.
ووجد الفريق أن الرفاهية الذاتية للطلاب كانت أعلى في الأسبوع الذي طُلب منهم مشاركة منشوارت بشكل صادق.
وقالت إيريكا بيلي، طالبة الدكتوراه في الإدارة في كلية كولومبيا للأعمال ومؤلفة الدراسة، إن أحد الأمثلة الجيدة على المنشورت غير الأصيلة قد يكون منشورًا يشاركه شخص انطوائي عن مدى حماسته للخروج خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأكد مؤلفو الدراسة أن البحث لم يدرس سبب عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة طبيعية، إذ قد يكون ذلك مقصودًا أو قد يفسر بسبب نقص الوعي الذاتي عند المستخدمين.
وأضافت بيلي أن إحدى التحديات التي يواجهها المستخدمون هي تقديم أنفسهم، إما بطريقة مثالية مزيفة أو بطريقة أصيلة واقعية، ووجدت هذه الدراسة أن الاستخدام الحقيقي لوسائل التواصل الاجتماعي يرتبط برفاهية ذاتية أعلى من الاستخدام بطريقة مثالية.
المصدر: سبوتنيك