رأى تجمع العلماء المسلمين “ردا على الخطاب المتشنج لمرجعية دينية، وتعليقا على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة”، ان “من المفترض في أي مرجعية دينية أن تتحلى بالحكمة والموضوعية، وان تنتبه الى تأثير كلامها على العامة، وخصوصا إذا كان الكلام ذا طابع طائفي أتى بلغة تحريضية ولامس حقوق طوائف أخرى”.
وأضاف في بيان: “كنا نتمنى على هذه المرجعية أن تبقي كلامها ضمن حوارات داخلية لا أن تستغل إحدى المناسبات لطرح أمور خلافية أدت إلى ردود فعل شعبية قوبلت بردود من جهة أخرى ما أدخلنا في أجواء لا يتحملها البلد وخصوصا في ظروف مأسوية وصعبة كهذه”.
ورأى ان “مسألة تأليف الحكومة تراوح مكانها بسبب سعي البعض الى فرض أمر واقع مستغلا التدخل الفرنسي ليستقوي به على الآخرين، ويحاول العودة إلى السلطة في المكان الذي يهواه والذي يكون سببا لمزيد من السرقات والهدر هي التي أدت إلى الواقع الاقتصادي المتدهور الذي نعيشه وهو لا يدري أن الشعب يعرف من هو وخبره ويستحيل أن يعيده أو من ينتمي إليه إلى وزارة المال، ولا سيما مع سعيه مستقبلا إلى بيع أملاك الدولة والاستيلاء عليها”.
وتابع: “إننا في تجمع العلماء المسلمين، أمام هذه الوقائع، وبعد درس مستفيض للواقع السياسي المتأزم، نعلن ما يلي:
– نستنكر الخطاب الطائفي التحريضي الذي صدر عن مرجعية دينية وكاد يدخل البلد في فتنة طائفية، ونعلن أن أي مستقبل للبنان لن يكون زاهرا إن بني على تهميش طائفة ما، وإبعادها عن القرار السياسي والإداري للبلد، وإذا كان لا بد من المداورة فليكن الأمر مداورة في كل المناصب سواء أكانت وزارية أو إدارية أو قيادة جيش أو غيرها لأنه لا يجوز الكيل بمكيالين.
– ردا على ما أورده رئيس الحكومة المكلف السيد مصطفى أديب عن ضرورة أن يعمل الجميع لإنجاح المبادرة الفرنسية وتسهيل تأليف الحكومة، نقول إن الأمر سهل فليستمر الأمر كما كان عليه وكما تبانى عليه من أنتج اتفاق الطائف، وفي غير ذلك من المستحيل تأليف حكومة، فعليه أن يتوقف عن إعارة أذنه لمن يوسوس له في محاولة للعودة إلى الافادة من الموقع في تحصيل أموال يزيدها إلى ثروته التي أتت، في معظمها إن لم يكن كلها، من نهب المال العام والفساد والهدر.
– من يظن أنه يمكنه أن يحاصر المقاومة ويطبق عليها عبر الاستعانة بدول خارجية وتنفيذ أجندات تفرضها الولايات المتحدة الأميركية مقدمة لإضعافها بالسياسة والتحايل على القوانين نقول له إنه مخطئ ولن يستطيع أحد أن يأخذ من المقاومة في لبنان بالسياسة ما فشل في تحقيقه في الحرب”.
واستنكر تجمع العلماء “القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الأميركية بتجديد العقوبات الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي إن دلت على شيء، فعلى العنجهية الأميركية التي لا تقتصر على الأجانب بل طاولت عبر عنصرية حاقدة شعبها في الداخل”.
وأكد أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبفضل القيادة الحكيمة للإمام القائد السيد علي خامنئي، استطاعت أن تحول الأزمة إلى فرصة ونجحت في ذلك سابقا وستنجح، ويكون مصير هذه العقوبات الفشل ومصير محور المقاومة الانتصار تلو الانتصار حتى زوال الكيان الصهيوني”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام