على الرغم من تواجده بيننا منذ أشهر، إلا أننا مازلنا نجهل الكثير عن فيروس كورونا المستجد حتى اليوم.
وفي جديد اختبره العلماء، أفاد باحثون أوروبيون قاموا بدراسة تجارب المرضى، بأن فقدان حاسة الشم الذي يمكن أن يصاحب فيروس كورونا فريد ومختلف عن ذلك الذي يعاني منه شخص مصاب بنزلة برد أو بإنفلونزا، موضحين أنه عندما يعاني مرضى «كوفيد-19» من فقدان الشم، يكون ذلك مفاجئاً وشديداً.
كما أن معظم المصابين بفيروس كورونا يمكنهم التنفس بحرية، حيث لا يعانون في العادة أنفاً مسدوداً أو مزكوماً أو سائلاً، والشيء الآخر الذي يميزهم عن غيرهم هو فقدانهم «الحقيقي» للتذوق.
ويقول الباحثون في مجلة Rhinology، إن الأمر ليس أن حاسة التذوق لديهم ضعيفة إلى حد ما، بل هي معطلة تماماً، وكشفوا أن مرضى فيروس كورونا الذين فقدوا حاسة التذوق لا يمكنهم التمييز بين المر أو الحلو.
إلى ذلك، يعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن الفيروس الوبائي يؤثر على الخلايا العصبية المرتبطة مباشرة بحاسة الشم والتذوق.
كما أن الأعراض الرئيسية لفيروس كورونا تكمن بارتفاع في درجة الحرارة، وسعال جديد ومستمر، وفقدان حاسة الشم أو التذوق ويجب على أي شخص يعاني هذه الأعراض عزل نفسه والترتيب لإجراء اختبار المسحة للتحقق مما إذا كان مصاباً بالفيروس، وكذلك يجب عزل أفراد أسرهم والمخالطين أيضاً لمنع الانتشار المحتمل.
وفيما يخص حاسة الشم، فقد أجرى الباحث الرئيسي، البروفيسور كارل فيلبوت، من جامعة إيست أنغليا، اختبارات الشم والتذوق على 30 متطوعاً، بحسب ما نقله موقع «bbc»، وأكد أن مصابين بـ»كوفيد-19» و10 مصابين بنزلات برد، و10 أشخاص أصحاء لا يعانون من أعراض البرد أو الإنفلونزا.
وبالنتيجة، كان فقدان حاسة الشم أكثر عمقاً لدى المصابين بفيروس كورونا، وكانوا كذلك أقل قدرة على التعرف إلى الروائح، ولم يكونوا قادرين على تمييز المذاق المر أو الحلو على الإطلاق. كما أضاف البروفيسور فيلبوت الذي يعمل مع مؤسسة «فيفث سانس» الخيرية التي تم إنشاؤها لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشم والتذوق: «يبدو أن هناك بالفعل سمات مميزة تميز فيروس كورونا عن فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى».
وأضاف «هذا مثير للغاية لأنه يعني أنه يمكن استخدام اختبارات الشم والتذوق للتمييز بين مرضى «كوفيد-19» والأشخاص المصابين بنزلات البرد أو الإنفلونزا العادية».
كما تابع أنه يمكن للناس إجراء اختبارات الشم والتذوق بأنفسهم في المنزل باستخدام منتجات، مثل القهوة والثوم والبرتقال والليمون والسكر.
وشدد على أن اختبارات تشخيص الحلق ومسحة الأنف لا تزال ضرورية إذا اعتقد شخص ما أنه مصاب بفيروس كورونا.
إلى ذلك، أشار إلى أن حاستي الشم والذوق تعودان في غضون أسابيع قليلة لدى معظم الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا.
في السياق أيضا، أوضح البروفيسور أندرو لين، خبير في مشاكل الأنف والجيوب الأنفية في جامعة «جونز
هوبكنز» في الولايات المتحدة أنه كان هو وفريقه يدرسون عينات الأنسجة من الجهة الخلفية للأنف لفهم كيف يمكن أن يتسبب فيروس كورونا بفقدان حاسة الشم، وقد نشروا النتائج في مجلة (European Respiratory Journal) وحددوا مستويات عالية للغاية من الإنزيم الذي كان موجوداً فقط في منطقة الأنف المسؤولة عن الشم.
ويُعتقد أن هذا الإنزيم ، المسمى (ACE-2 ) الإنزيم المحول لأنجيوتنسين II، هو «نقطة الدخول» التي تسمح لفيروس كورونا بالدخول إلى خلايا الجسم والتسبب في حدوث عدوى الأنف هو أحد الأماكن التي يدخل فيها الفيروس «سارس-كوف-2» المسبب لـ»كوفيد-19» إلى الجسم.
فيما قال البروفيسور لين: «نقوم الآن بإجراء المزيد من التجارب في المختبر لمعرفة ما إذا كان الفيروس يستخدم بالفعل هذه الخلايا للوصول إلى الجسم وإصابته».
وأعلن أنه «إذا كان الأمر كذلك، فقد نكون قادرين على معالجة العدوى بعلاجات مضادة للفيروسات يتم توصيلها مباشرة من خلال الأنف».
المصدر: مواقع الكترونية