أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة أن خطة الضم هي جزء من المخطط الذي قام عليه في الأصل المشروع الصهيوني وهي ليست جديدة لكن تنفيذها هو الجديد.
وشدد النخالة على الحاجة إلى مقاربة فلسطينية أخرى تختلف عن الماضي الذي اعتقد فيه الفلسطينيون أن المبادرات يمكن أن تستجلب عطفاً دولياً، مؤكداً أن ما جرى من هزائم للمشروع الصهيوني في المنطقة سجل حضورا للمقاومة أنها يمكن فرض معادلات جديدة، وقال إننا في معركة مع العدو ومع المشروع الغربي الذي زرع الكيان والمجتمع الدولي منافق ويدعم العدو الاسرائيلي.
وأشار النخالة إلى أن السعودة التي تنفق مليارات الدولارات في قصف الشعب اليمني المظلوم، تتخلى عن السلطة الفلسطينية المشابهة لهم في الرؤية والموقف ولا تتجرأ على دعمها بشبكة أمان مالية، وقال إن السلطة الفلسطينية منفتحة على “الإسرائيليين” ومنغلقة على غزة. وأكد أن الشعب الفلسطيني يصنع ميزان القوى لان الوضع العربي أحدث خللا كبيرا في ميزان القوى العربية والفلسطينية، وأنه يستطيع أن يقلب ميزان القوى لمصلحته إذا امتلك القليل من الإمكانية والكثير من الإرادة والتضحية.
وأعلن النخالة عن مبادرة لفعاليات مشتركة بين وحماس وفتح في غزة، مؤكداً وموقف الجهاد الإسلامي تجاه الوحدة الوطنية إيجابي ومن دون حدود وندفع باتجاه هذا الموقف حتى ولو كان على حسابنا، وقال إن “الوضع الفلسطيني مليء بالمبادرات ومبادرة الدكتور رمضان شلح قائمة وصالحة ونحن وحماس ضمن رؤية واحدة وبرنامج سياسي واحد”، وتساءل “إلى أي مدى مستعد اليسار الفلسطيني أن يلتحم مع مشروع سياسي للجهاد”، مشدداً على أن المعارك مع الإحتلال لا تدار عبر التعايش معه لأن الاستسلام يعني الموت.
وأكد النخالة أن اللقاء بين الرجوب والعاروري كان جيدا وخطوة إيجابية، لكنه أبدى خشية من تطويعه لاحقا في مكانه غير الصحيح، مشدداً على أن حركة الجهاد ستدفع بكل إمكانية لدعمه، وقال إن “المؤتمر الصحفي بين الرجوب والعاروري مشهد جيد ورحبنا بهذه الخطوة في سياق محاولة رأب الصدع لكن ما خلف هذه الصورة هناك أشياء يجب أن تعالج”، وأضاف “عندما يفقد الشعب الثقة بالقيادة يصبح هناك مشكلة والشعب الفلسطيني غير مطمئن للأداء الذي يجري والمطلوب وحدة فلسطينية حقيقية تنهض في مواجهة مشروع الضم “الإسرائيلي”.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن المطلوب وحدة فلسطينية حقيقية تنهض في مواجهة مشروع الضم “الإسرائيلي”، ولفت إلى أن “المفاوضات التي تجري فلسطينياً وعربياً هي عبث وتضييع للوقت”، وأكد أن “العالم اعترف بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني لأنها اعترفت بالعدو الإسرائيلي”.
وأكد النخالة ان “حركة الجهاد الإسلامي لن تكون جزءاً من منظمة التحرير التي تعترف بالعدو الإسرائيلي”، وأعلن أن الحركة جاهزة للدخول في منظمة التحرير بناء على أسس تنظيمية وسياسية جديدة.
وأضاف: “ما جرى من هزائم للمشروع الصهيوني في لبنان وفي غزة والضفة الغربية خلال المواجهات التاريخية سجلت حضوراً للمقاومة، وهذا يعني أن المقاومة قادرة على فرض معادلات جديدة”. وتابع: “المبادرات السياسية التي لا قيمة لها واتفاق أوسلو مثال واضح، والقيادة قبلت وفاوضت على الوهم، ولا زلنا نراوح في المكان نفسه”. وذكر أن الواقع الجغرافي في الضفة مأساوياً للغاية بسبب العدوان الصهيوني، مشيراً إلى أنَّ “الضفة تحوي أكثر من 600 حاجز عسكري منتشر في الضفة والمستوطنات تسيطر على أكثر من نصف الضفة، وإسرائيل تريد أن تضفي شكلاً رسمياً على ما سيطرت عليه من مستوطنات وغور الأردن والقدس، وتريد اسرائيل الآن السيطرة بالتدريج على ما تبقى في الضفة”، لافتاً إلى أنَّ مخطط الضم هو أساس المشروع الصهيوني في الضفة.
وعن موقف الدول العربية من مجريات الاوضاع والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، قال: “نحن لسنا في موقف العتب من الدول العربية، بدل هذه المعارك المنتشرة في عواصمنا، نقول لهم أن أمامنا العدو هو البوصلة التي يمكن أن توحد الموقف العربي”.
وعن العدوان على غزة عام 2014، قال النخالة إن الحرب جرت في ظروف وبيئة سياسية معقدة جدا لم تكن مواتية على خلاف المعارك السابقة، وقال إنه “خلال الحرب كان لمصر موقف من قطاع غزة وكان الانقسام الفلسطيني قائما والحصار يشتد وكل هذه الظروف أدت لإطالة أمد المعركة”، وكشف إنه “بعد أسبوع من بداية العدوان تقدمت مصر بمبادرة وقف إطلاق النار وفصائل المقاومة الفلسطينية اعتبرتها غير منصفة وبالتالي رفضناها لأنها ساوت بين الجلاد والضحية”.
وتابع النخالة أن “هذا العدوان تدحرج من الأحداث في الضفة ورافقته ظروف عدة منها اعتداء المستوطنين على عائلة أبو خضير واختطاف 3 من الجنود الصهاينة”، وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي افتتح العدوان بقصف نفق لحماس واستشهاد 6 وقصف أهداف عدة وكان موقف المقاومة بالرد والذي يجب أن يكون دائما هكذا وابتدأت المعركة المفتوحة، مشيراً إلى أن “المقاومة ردت بقوة وكانت القوة ظاهرة وإسرائيل مارست أقصى ما يمكن من القصف للمواقع والأهداف”.
وأكد النخالة إن المقاومة أثبتت لكل من يراقب أنها تستطيع مواجهة هذا العدوان وقوة إسرائيل الطاغية في المنطقة، وقال إنها بإمكانياتها استطاعت مواجهة هذا العدوان ولم تستطع قوات الاحتلال اختراق الحدود مع غزة وواجهت مقاومة باسلة وشديدة في أكثر من محور وتكبدت خسائر كبيرة وفادحة.
ولفت النخالة إلى أنه “نتيجة هذه الحرب خسرت اسرائيل أكثر من 70 جنديا في المواجهات على حدود القطاع وأكثر من 3 آلاف إصابة ضمن الجنود نتيجة هذا التصدي ونتيجة قصف المقاتلين”، وقال إنه “ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مدن مركزية داخل الكيان الصهيوني ففي 2012 كان هناك قصف لتل أبيب وتم كسر أول خط أحمر في تلك الحرب”.
وأشار النخالة إلى أنه في العام 2014، لم تعتبر المقاومة أن استهداف أي مدينة إسرائيلية هو كسر للخط الأحمر فكما يستهدف القطاع بالكامل اعتبرت المقاومة أن فلسطين بالكامل هي هدف لصواريخ المقاومة وعملياتها، وقال إن “الأخوة المصريين طلبوا الاستماع للموقف الفلسطيني بشكل مباشر وخاصة أن العلاقة مع حماس كانت مقطوعة تماما”. وأكد أن المقاومة تجاوزت الحديث عن الخطوط الحمراء مع العدو وقاتلت بكل ما تملك من قوة ولا تعطي أي اعتبار لأي خط أحمر مع العدو الإسرائيلي.
وقال النخالة إن الحديث كان في القاهرة عن مخرج لهذا الوضع وضرورة إيجاد موقف فلسطيني موحد في مواجهة العدوان، وتابع أنه “في نتيجة الاتصالات تم التوافق مع القيادة الفلسطينية بأن يكون هناك وفد فلسطيني موحد للمفاوضات”، وقال “أنا لا أعتقد أن السلطة كانت معنية في ذلك الوقت نتيجة الانقسام أو مصر بتحقيق هذه المطالب بمجملها”، وأضاف “المصريون في اللقاء الأول صفوا الحساب في اللغة والخطاب مع حماس على خلفية ما حصل في القاهرة”.
وكشف النخالة أنه في “في لقاء آخر مع جهاز المخابرات المصرية نحن محايدين في هذه المعركة ونحن وسطاء فقط بينكم وبين الإسرائيليين وهذا شكل لنا خيبة أمل كبيرة وفي اليوم التالي اعتذروا عن هذا التعبير”، وتابع “لم يكن هناك أي ضغط على الوفد الفلسطيني أو الإسرائيلي كان هناك محاولات إيجاد صياغة مع الموقف الإسرائيلي المتعنت وكانت اسرائيل تشعر أن القتال يجري بمعزل عن الجو السياسي”.
وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إنه “في الأسبوع الأخير انتاب الملل البعض وأنت تقود حربا بهذا الحجم غادر وفد رام الله وبقي وفدا حمـ.اس والجهاد وتم صياغة واتفاق مع الأخوة في مصر وأنجز الاتفاق خلال 24 ساعة”، و”كانت رسالة كبيرة للمحيط والعدو بأن المقاومة تستطيع المواجهة والحفاظ على قطاع غزة وهذا الحد الأدنى الذي تم إنجازه”، وأكد أنه “لم يكن هناك أي طرف مساند للمقاومة في غزة وهذا شكل عامل ضغط كبير على المقاومة حيث استفردت إسرائيل في قطاع غزة”.
المصدر: فلسطين اليوم