حقّقت الشركة الأكبر في العالم لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية اختراقاً علميّاً، إذ ابتكرت أداة لتوليد الطاقة تدوم ما يربو على المليون ميل، ما يعني أيضاً أنّها قابلة لإعادة الاستخدام.
إذ ابتكرت شركة “كونتيمبوراري آمبيريكس تكنولوجي” (Contemporary Amperex Technology Co Ltd CATL ) المصنِّعة لبطاريات سيارتي “تيسلا” و”فولكسفاغن”، بطارية تدوم 16 عاماً وتعمل حتى مسافة 1.24 مليون ميل (حوالي مليوني كيلومتر)، ما يعادل أكثر من 400 رحلة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى ساحلها الغربي.
حاضراً، يبلغ متوسط عمر بطارية السيارة الكهربائية زهاء 200 ألف ميل (حوالي 321 ألفاً و868 كيلومتراً)، وفقاً لموقع “كونسيمور ريبورت”.
في مقابلة مع “بلومبيرغ إن إي أف”، ذكر زنغ يوكين رئيس “كونتيمبوراري آمبيريكس تكنولوجي” CATL ، إنه “إذا حجز شخص ما طلبية، نحن جاهزون لإنتاجها”. بيد أنّه لم يتحدث عن توقيع عقود حتى الآن بشأن شراء تلك البطارية المتطوّرة.
غنيّ عن القول إنّ التنقّل باستخدام الطاقة الكهربائيّة يمثِّل خطوة بالغة الأهمية في معالجة أزمة تغيّر المناخ، إذ ينقل طرقاتنا من السيارات التي تسرف في استهلاك الوقود إلى نماذج أكثر نظافة. يُذكر في هذا الصدد أنّ “الصفقة الخضراء الجديدة”، التي يدعمها ديمقراطيو الولايات المتحدة، تشتمل على السيارات الكهربائية كجزء من إستراتيجية للوصول بصافي الانبعاثات العالمية إلى الصفر في 2050.
وثمة فائدة إضافية تتمثّل في تحسّن جودة الهواء في مدن كبيرة، وقد شهد ذلك فعلاً كثير من السكان بصورة مؤقتة عندما انخفضت مستويات الانبعاثات، بما فيها الصادرة عن حركة المرور، خلال الإغلاق نتيجة “كوفيد 19”.
في المقابل، ما زالت المركبات الكهربائية تشكِّل جزءاً صغيراً من سوق السيارات العالميّة. في تصريح أدلى به إلى قناة “إن. بي. آر” NPR الأميركية العام الماضي، ذكر فيليب مونوز المحلِّل الدولي لدى مؤسسة “جاتو دايناميكس” المتخصصة في السيارات، إنّه يتوقّع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية نظيراتها التقليدية في 2030.
وعلى الرغم من الحماسة تجاه السيارات الصديقة للبيئة، ظلّت الشكوك مستمرة حول قدرات بطاريات السيارات الكهربائيّة، وضرورة استبدالها أيضاً. واستطراداً، يعني ابتكار بطاريات بعمر أطول وأنّها قابلة لإعادة استخدامها في مركبة ثانية، ما من شأنه أن يُخفض التكاليف ويجعل البطاريات أكثر جذباً للزبائن، لا سيما في سوق تستفيد فيها المركبات العاملة بالوقود الأحفوري من الانهيار الأخير في أسعار النفط العالمية. وقد أفادت “بلومبيرغ” بأنّ البطارية الجديدة تكلِّف حوالي 10 في المئة أكثر بالمقارنة بالبطاريات المُعتمدة راهناً لتشغيل السيارات الكهربائية.
وتذكيراً، أسّس زنغ “كونتيمبوراري آمبيريكس تكنولوجي” قبل عقد من الزمن، وتبلغ قيمة الشركة الآن 47 مليار دولار. وفق كلامه، على الرغم من أنّ وباء كورونا يبطئ سوق السيارات الكهربائيّة، إلا إنه من المرجح أن تتعافى المبيعات في العام المقبل.
وفي فبراير (شباط) الماضي، تعاقدت تلك الشركة الصينية مع “تيسلا” التي يملكها المستثمر التكنولوجي إيلون ماسك، على تزويد الأخيرة بالبطاريات، علماً أنّ لدى “تيسلا” المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية عقداً آخر مع شركة “باناسونيك” اليابانية.
وفي ذلك السياق، تشتهر الصين بأنها أكبر سوق للسيارات الكهربائية، وتعمل “تيسلا” حالياً على تصنيع سيارات “موديل 3” في مصنعها الذي تبلغ تكلفته 2 مليار دولار، في مدينة شنغهاي الصينية.
المصدر: الاندبندنت