ستة ستة لن يتكرر، لا لتغيرِ بالنياتِ العدوانيةِ الصهيونيةِ الاميركية، بل لمعرفتِها الجِديةِ بما بات عليه ميزانُ القُوَّةِ اللبنانية ..
ستة ستة عامَ الفٍ وتسعِمئةٍ واثنينِ وثمانينَ اتى الصهاينةُ متبجحين ، يهللُ لهم البعضُ ، ويترَصَّدُهم آخرونَ تَعرِفُهم جيداً طرقاتُ بيروتَ من بوابةِ خلدة الى شارعِ الحمرا، مخضّبينَ بكلِّ الوانِ الطيفِ المقاومِ الذي آمنت به بيروتُ هذه، حتى طُبِعَتْ بألوانِهم ، فاذاقوا العدوَ بسلاحِهِم ما لم يكن بحُسبانِه، واحالوا بيروتَ الى ستِّ الدنيا العصيةِ على كلِّ مشروعٍ عدوانيٍّ يريدُ النيلَ من هُويتِها، عسكرياً كانَ او فكرياً او حتى استعراضياً ..
وبعدَ ان راكمَ الوطنُ من القوةِ ما اذلَّ الصهاينةَ ومتفرعاتِهم التكفيرية، ومشاريعَهم الفتنويةَ والمذهبية، يَحِلُ ستة ستة الفينِ وعشرينَ ولبنانُ واقعٌ تحتَ اجتياحِ التجويعِ الصهيوني الاميركي، ويلاقيهِ بعضُ المهلِلين، والمستثمرين فيه. وقدَرُ اللبنانيينَ مقاومةُ الاجتياحِ الجديدِ بكلِّ انواعِ الاسلحةِ المتاحة، ليرسُموا مشهداً جديداً وَفقَ البوصلةِ التي ما اضاعوها، رغمَ الوجعِ والتجويعِ والتنكيلِ وكلِّ انواعِ الترهيب..
في ستة ستة الفينِ وعشرينَ حاولَ البعضُ ان يرسُمَ في شوارعِ بيروتَ خيوطاً من بارود، فما استطاعَ اشعالَها، ولم تستطع كلُّ دعواتِ التحريضِ والنفخِ بابواقِ العصبياتِ انتاجَ ولو مشهداً لتظاهرةٍ ارادوها مفصلية ، فظهرَ تشرذمُ وضياعُ وانفعالُ وتوترُ المنظِّمينَ الذين اضطُروا على ما يبدو الى اللعبِ باعلَى اوراقِهم، فاَحرقوها على عجل.
حضرَ محازبونَ معروفو الوِجهةِ والهدفِ والتمويلِ، ومعهم بعضُ المحتجينَ الى ساحةِ الشهداءِ في بيروتَ للمطالبةِ بنزعِ سلاحِ المقاومة، فنَزَعت عنهم بيروتُ آخرَ اوراقِ التوت، وعرَّت مشروعَهم وتجارتَهم الفاشلةَ بفقرِ وجوعِ اللبنانيين، واَسقطت شعاراتٍ واجنداتٍ سَيَصْعُبُ تمويهُها بعدَ اليوم.
وبالعودةِ الى المطالبِ الحقيقيةِ للبنانيين، الى وجعِهم اليومي، الى الجوعِ المفروضِ عليهِم بفعلِ حصارِ الاميركي وتراكمِ فسادِه وادواتِه من الفاسدين ، فانَ الدولةَ مطالَبةٌ بسرعةِ الاداءِ وباجتراحِ الحلول، بل الضَرب بيدٍ من حديدٍ املاً بالتخفيفِ السريعِ من حدةِ الازمة، مقدِّمةً على طريقِ حلِّها..
المصدر: قناة المنار