هناك أساس علمي لنظرية عزل التفاح عن غيره من الفواكه والخضروات، وهذا الأساس يرتبط بهورمون نباتي اسمه إيثلين. النباتات والفواكه والخضروات تطلق هذا الهورمون بشكل غازات.
التفاوت يكمن في أن بعض أنواع الفواكه ومنها الفتاح تنتج هورمون الإيثلين أكثر من غيرها. ولا يقتصر هذا التفاوت على التفاح، بل يشمل البندورة “الطماطم” والمشمش والإجاص والخوخ، وكلها من بواعث غاز الإثلين.
المشكلة تبدأ حين يلف غاز الإيثلين محيط فاكهة لم تنضج بعد، فوجوده يشجع تلك الفاكهة على النضج السريع فتسبق أوانها، وحين تكون ناضجة ويحفزها على مزيد من النضج، ستتعفن وتصبح غير صالحة للأكل.
ونلحظ ذلك بالخصوص، حين نضع برتقالاً، وتفاحاً وموزا وخيار في صحن واحد في غرفة المعيشة، ونلحظ بعد يوم واحد وجود رائحة غريبة في الغرفة، فيما يتحول الموز إلى اللون الأسود، ويتغير لون قشرة البرتقال وقوام ثماره وتذبل ثمار الخيار.
الكيفي والبروكولي والقرنبيط وثمار المانجو والبطيخ العطري والخيار والبندورة حساسة بشكل خاص لهذا الهورمون الغازي. لذا يجب عزل البندورة والتفاح عن هذه الفواكه والخضر.
ويجب كذلك ألا تقل المسافة بين الصحنين عن نصف متر على الأقل. في الجانب الآخر، فإن وضع التفاح مع الفواكه والخضر الحساسة للأثيلين يمكن أن يعجّل في نضجها إذا كنت ترغب في ذلك، ويجب حفظ المجموعة في محيط درجة حرارة الغرف الطبيعية.
تجارة الفواكه تستفيد من هذا التأثير
تأثير هورمون الإيثلين لا يقتصر على الفواكه والخضر المقطوفة، فقد اكتشف بعض الباحثين أنّ الهورمون يعجل في فصل الثمار عن الأوراق والغصون التي تربطها بأشجارها مما يؤدي الى سقوطها دليلاً على نضجها.
هذا التأثير بالتحديد يوظفه تجار الفاكهة لجني المنافع والأرباح، فطبقا لقوانين البيئة داخل الاتحاد الأوروبي، يسمح للإيثلين بتسريع إنضاج ثمار الموز والكيوي مثلاً كما كشف تقرير نشر في موقع “جي إي أو ” الألماني.
وفي العادة تحصد ثمار الكيوي والموز وبعض الأنواع الأخرى قبل بلوغها درجة النضج، لإتاحة الوقت لنقلها وطرحها في الأسواق، وهنا تعرّض هذه الثمار حال وصولها مخازن المستورد إلى مصدر يبعث غاز الإيثيلين، ما يعجل نضجها لتعرض على المستهلك في اليوم التالي ناضجة مثيرة للشهية.
المصدر: dw.com