وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة للمسلمين واللبنانيين، في ذكرى ولادة الامام المهدي (عج)، قال فيها: “أشرقت في الخامس عشر من شعبان شمس الهدى بولادة من سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، حيث فرحت قلوب المؤمنين واستبشرت أفئدة أهل الخير بقدوم من يبدد الظلمة ويفرج الهم ويأخذ بأيدي الناس إلى طريق الهدى والخير والبركة، ونحن ننتظر خروج صاحب هذا اليوم بفارغ الصبر لنحقق معه الأهداف والمبادئ والقيم التي أوكل الباري عز وجل للامام مهدي مهمة تحقيقها، فهو قائد عظيم وامام مبارك نتأهب ونستعد لاستقباله بفخر واعتزاز، يحدونا الامل بالخلاص من الظلم والضلال والفساد”.
وتابع: “إن المهدي سيخرج في آخر الزمان لينشر العدل ويعمم الصلاح والإحسان لكل الناس، فهو منقذ البشرية ومخلصها من ظلمات الوهم والجور وهو السائر على طريق من سبقه من الأنبياء والاولياء، لذلك علينا إن نجعل من انتظار خروجه فرصة نعمل من خلالها من اجل إن نكون في عداد أهل الخير والتقوى والورع والصلاح، فنتهيأ ونستعد ونتسلح بالصبر والايمان ونبتعد عن الهوى والضلال”.
اضاف: “ان العالم يبحث عن خلاصه مما يتخبط فيه من فساد وظلم وبلاء ووباء، فما شهدناه ونشهده من طغيان القيم المادية على الروحية، وتعطيل احكام الله لحساب المصلحة الشخصية الضيقة وانعدام الضمير وغياب التقوى وسيطرة النزعة الشيطانية على توجهات الكثيرين يجعلنا اكثر شوقا ولهفة وتضرعا لخروج الامام المهدي ليخلصنا من الجور والبلاء والوباء، فالعالم يئن من جوع الفقراء وظلم الطغاة وأنات المستضعفين والآم المرضى حتى جاءه وباء كورونا لينشر الرعب والقلق والخوف في نفوس البشر، ولنتأمل في واقع عالمنا اليوم الذي تضج فيه الأرض من الظلم والوباء، ما يحدونا ان نبتدئ بإصلاح أنفسنا فنعمل من اجل دعم القيادة الحكيمة الرائدة في سبيل الإصلاح والعدالة والتقوى فنحصن أنفسنا بالورع عن محارم الله والاستقامة على طريق الخير والإحسان لنكون من أصحاب المهدي المنضوين تحت رايته”.
وقال: “اننا نعيش زمن انعدام العدالة الدولية، حيث استأثرت القوى الغاشمة على مقدرات العالم، ففرضت العقوبات الجائرة على الشعوب وكرست أنظمة فاسدة عميلة تستند الى القهر والظلم في حكم شعوبها، فكان انعدام موازين العدالة والقيم الأخلاقية وإلانسانية. من هنا فإن الإمام المهدي حاجة إنسانية لكي تستعيد الإنسانية قيمها وأخلاقها وعدالتها، فالظلم والفساد والطغيان يتجسدون اليوم في المشروع الاستعماري الذي أباد شعوبا بحروبه واستعماره وبث فتنه وفساده على مساحة الكون، وهيمن على الخيرات والثروات ليحول الانسان الى سلعة استهلاكية تحقيقا لاهدافه الشيطانية، وهو غرس الكيان الصهيوني بؤرة للشر في منطقتنا، كما أنتج داعش واخواتها بغية تشويه الاسلام وقيمه وقهر الانسان، فهذا المشروع الاستعماري يشكل عدوا للانسانية جمعاء بكل أديانها، والمهدي هو أمل المؤمنين بالخلاص، وعلينا كمؤمنين ان ننخرط في محور مواجهة هذا المشروع فننتفض لرفع الظلم والطغيان وننتصر لفلسطين ومقدساتها وندعم مقاومة شعبها ونقف مع المظلومين في كل بقاع الارض”.
وطالب اللبنانيين “بالوعي والصبر في مواجهة جائحة الكورونا، وان يتمسكوا بتعاليم دينهم ويعيدوا النظر بكل الازمات التي عصفت بوطنهم ليتعظوا منها في مسيرة نهوض وطنهم الذي نريده معافى من الوباء والفساد، فيلتزموا بتوجيهات الحكومة وإجراءات التعبئة الوطنية في احتواء المرض والسيطرة عليه. ونحن اذ ننوه بجهود الجميع في استعادة المغتربين ولا سيما الطلاب منهم، فاننا نطالب اللبنانيين بالتزام الحجر المنزلي، وندعو الحكومة الى الإسراع في تقديم مساعداتها للمواطنين في منازلهم، ونؤكد ضرورة الامتثال الى الارشادات والتوجيهات الطبية التي تسهم وزارة الصحة والفرق الطبية والجمعيات والجهات المختصة في معالجة المصابين ومحاصرة الوباء”.
ودعا “الحكومة الى تنفيذ خطتها الإصلاحية الانقاذية للنهوض بالاقتصاد اللبناني واستعادة المال العام المنهوب والافراج عن مدخرات اللبنانيين المحجوزة في المصارف اللبنانية، فاللبنانيون ينتظرون افعالا تعيد ثقة المواطن بالدولة، وهذه الحكومة استطاعت ان تنجح في تصديها لجائحة كورونا، وهي قادرة على انقاذ الوضع الاقتصادي وتثبيت سعر النقد الوطني وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ولنا ملء الثقة بها في إرساء نهج إصلاحي شفاف يصحح الخلل في الأداء الرسمي ويصوب السياسة الاقتصادية التي اغرقت البلد في الديون نتيجة الفساد والرشى والصفقات المشبوهة”.
وخلص الى القول: “نتضرع الى الباري عز وجل ان يكشف السوء والضر عن بلادنا، ويصرف الوباء عن كل الشعوب، ونبتهل إليه تعالى أن يعجل ظهور الإمام المهدي ليقود مسيرة الأنبياء والمرسلين وينشر العدل والسلام على مساحة عالمنا لننعم بفيوضات الرحمة الإلهية التي وعد الباري بها عباده الصالحين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام