أدى تفشي فيروس كورونا الجديد المميت إلى إثارة الخوف في الكثير من البلدان، لكنه لم يتطور بعد إلى وباء، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض ووصفه بـ”حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً”، إلا أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال إنه لا يفي بالمعايير اللازمة لوصفه بالوباء، عندما يتعلق الأمر بانتشاره الجغرافي وتأثيره.
وقال غيبريبسوس إن “قرارنا بشأن استخدام كلمة “الوباء” لوصف جائحة يستند إلى تقييم مستمر للانتشار الجغرافي للفيروس، وشدة المرض الذي يسببه وتأثيره على المجتمع بأسره”.
وأضاف: “في الوقت الحالي، نحن لا نشهد الانتشار العالمي غير المحدود لهذا الفيروس، أو أمراض وحالات وفاة خطيرة على نطاق واسع” متسائلاً:”هل لدى هذا الفيروس إمكانات وبائية؟ بالتأكيد، هل انتهينا من تقييمنا؟ ليس بعد، إذا كيف يجب أن نصف الوضع الحالي؟ ما نراه هو أوبئة في أنحاء مختلفة من العالم، وتؤثر على البلدان بطرق مختلفة وتتطلب استجابة متناسبة”.
وحتى يوم الاثنين، أصيب أكثر من 79000 شخصاً وتوفي أكثر من 2600 شخص في جميع أنحاء العالم نتيجة لتفشي فيروس كورونا الجديد، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وفي يناير/كانون الثاني، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض هو حالة طوارئ صحية تثير قلقاً دولياً، والتي تعرفها منظمة الصحة العالمية بأنها “حدث غير عادي” يشكل “خطراً على الصحة العامة على الدول الأخرى من خلال الانتشار الدولي للمرض” و”قد يتطلب استجابة دولية منسقة”. وشملت حالات الطوارئ السابقة “الإيبولا” و”زيكا” و “H1N1”.
ولكن حتى يتم الإعلان عن حدوث وباء، يجب حدوث “انتشار عالمي” للفيروس، الذي يسمى رسميًا “Covid-19”.
ما هو الوباء؟
كلمة “وباء” تأتي من كلمة “pandemos” اليونانية، والتي تعني الجميع، أي عندما يسود اعتقاد بأن سكان العالم بأسره من المرجح أن يتعرضوا لهذه العدوى وربما يصابوا بالمرض، بحسب الدكتور مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية.
وقال ريان: “ما لم نفهمه حتى الآن في كوفيد 19 هو ديناميات انتقال الحركة المطلقة”، مضيفاً: “لذلك نحن في مرحلة الاستعداد لوباء محتمل”. وقال: “دعونا نركز على ما يمكننا القيام به وما يتعين علينا القيام به، أي الإستعداد. وعندما نقول الإستعداد، فإننا نعني الإستعداد للكشف عن الحالات، والإستعداد لعلاج الحالات، والإستعداد لمتابعة جهات الاتصال، والإستعداد لوضع تدابير احتواء كافية”.
وقالت الدكتورة نانسي ميسونييه، مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات للتحضير لوباء محتمل.
وأضافت ميسونييه: “ليس لدينا بعد لقاح لهذا الفيروس الجديد، وليس لدينا دواء لعلاجه على وجه التحديد. نحن الآن نتخذ وسوف نستمر في اتخاذ إجراءات غير مسبوقة للحد من تأثير هذا الفيروس. نحن نعمل مع إدارات الصحة المحلية والإقليمية لتجهيز القوى العاملة في مجال الصحة العامة لدينا للاستجابة للحالات المحلية واحتمال أن يصبح تفشي المرض وباءً”.
وأوضحت ميسونييه أن “هذا يعني العمل على توافر الإمدادات الطبية، وتعزيز مبادئ مكافحة العدوى داخل أنظمة الرعاية الصحية والتخطيط “لمعالجة الأشخاص الذين يبحثون عن الرعاية ويحتاجون إليها”.
وأضافت أن مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) تراجع مبادئها التوجيهية وغيرها من المواد المتعلقة بالوقاية من “جائحة الأنفلونزا”، وتخطط لتكييفها مع جائحة فيروس كورونا المحتمل.
وقال الدكتور أنتوني فوشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، في وقت سابق من هذا الشهر إنه لا يوجد تعريف علمي ونهائي حقيقي لما يشكل الجائحة.
وأضاف فوشي أنه قد يكون هناك جدال في أي من الجانبين، حول ما إذا كان يمكن وصف تفشي فيروس كورونا على أنه وباء.
المصدر: سي ان ان