هدوءُ وسَط بيروت ، لم يُلحظ وجودٌ لرماةِ الحجارةِ والشتائمِ بكلِّ ما اُوتيت ألسنتُهم من كلامٍ بذي، لم تُعرف الجهةُ التي انسحبت اليها مجموعاتٌ عنفيةٌ هبطت وسَطَ العاصمةِ وحوَّلتها الى ساحةِ معركة. فهل عادَ هؤلاءِ الى قواعدِهم ، أم أنهم ما زالوا يتربصون وينتظرون الايعازَ بدورٍ آخرَ مشبوه ، أم أنَ عَقْدَ استئجارِهم كانَ لليلةٍ واحدةٍ فقط؟ حصلَ ما حصلَ بخسائرَ موضعيةٍ يمكنُ تعويضُها، لكنَ الخشيةَ من مخططٍ يرتدُ مزيداً من التأزمِ والتدهورِ على البلدِ ككلٍّ في حال قرر البعضِ قطعَ الطرقاتِ على الاستشاراتِ الملزمةِ غدا. فالبلدُ لم يعد يَحتمل حواراتٍ ساخنةً في الشارع، فتقطيعُ الطرقاتِ لا شكَ أنه سيُبعدُ طرقَ الحلولِ التي يتلمَّسُها اللبنانيون في هذا النفقِ المظلمِ.
فالفرصةُ ما زالت متاحة ، لكنْ حذارِ من الاصغاءِ للاميركي يقولُ حزبُ الله، وحذارِ من جهاتٍ تدعو للانتقالِ الى مرحلةِ العنفِ عبرَ قطعِ الطرقاتِ والتخريبِ والاستفزازات، وحذارِ من جهاتٍ تعملُ للتعطيلِ كلما لاحت في الافقِ بوادرُ لمعالجةِ الوضع . وضعٌ وصفَه وزيرُ خارجيةِ فرنسا بالحرِجِ داعياً المسؤولين السياسيين الى التحرك. فهل البعضُ ممن يَصُمُّ آذانَه عن النصائحِ الوطنيةِ يمكنُ أن يُطرَبَ للنصيحةِ الفرنسية. فمغنيةُ الحيِّ لا تُطربُ ربما.
اذن، اختُتمَ الاسبوعُ على توترٍ في الشارع، والانظارُ تتجهُ الى قصر بعبدا ، والطرقاتِ المؤديةِ اليه الاسبوعَ الطالع. الاستشاراتُ النيابيةُ الملزمةُ ما زالت في موعدِها والضابيةُ تَلُفُّها، والى أن تَحصُلَ تقولُ مصادرُ بيتِ الوسط اِنَ مواصفاتِ رئيسِ الحكومةِ المكلفِ الحريري للحكومةِ الجديدةِ لن تتبدلَ او تتغيرَ بانشاءِ حكومةٍ من الاختصاصيينَ والاختصاصيات، واِنَ كتلةَ المستقبل ستؤكدُ على هذا التوجهِ في الاستشاراتِ المقررةِ غدا.
المصدر: قناة المنار