أكد رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “المقاومة هي التي حمت وتحمي لبنان، وهي التي تمنع العدو الإسرائيلي من أن يفكر في ارتكاب أي حماقة، في شن حرب جديدة على لبنان، لأن المقاومة فرضت على العدو معادلة توازن الرعب”.
موقف رعد، جاء خلال كلمة ألقاها في مركز “الإمام الخميني الثقافي” في بعلبك، بمناسبة الذكرى السادسة لاستشهاد القيادي في المقاومة حسان اللقيس، التي حضرها النائب علي المقداد، النائبان السابقان حسين الموسوي وجمال الطقش، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” حسين النمر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حمد حسن، رؤساء بلديات وفاعاليات سياسية واجتماعية ودينية.
وقال رعد: “الشهداء هم الأحياء دوما، يتنقلون بين الأجيال، يشاركون في صنع الحاضر، ويؤسسون لصناعة المستقبل، وهم أهل الثبات والالتزام بالحق، وأهل الجهاد من أجل تحقيق العدل والإنصاف، وبمقدار رهان الأمة على المقاومة تزداد مسؤولية المقاومين. يتخرج من أمثال الشهيد الحاج حسان قادة شجعان، نماذج قدوة في الشهامة والبطولة والرجولة والمبادرة والإبداع والتطوير والحرص، على أن تتقدم هذه المسيرة وتحقق المزيد من الإنجازات”.
أضاف: “أرادوا أن يحاصروا هذه المقاومة، التي قلبت المعادلات في منطقتنا، وتصدت للغزو الصهيوني وللحملة التكفيرية الإرهابية، في منطقة أو بقعة من لبنان، لكنها ارتفعت وأصبحت عنوان الكرامة والعزة لكل اللبنانيين، وفخرا للوطن، وأرادوا أن يحاصروها في لبنان، فإذا بها أصبحت محورا يمتد إلى اليمن، مرورا بسوريا والعراق وطهران وغزة وكل فلسطين، وأحدثت المقاومة تحولا استراتيجيا على مستوى المنطقة كلها، فبدا شعبنا مهابا رغم قلة عدده، وبدا وطننا مفخرة رغم ضيق مساحته الجغرافية، وبات الموقف السياسي، الذي يعول عليه هو الموقف، الذي تتبناه المقاومة في هذا الوطن”.
وتابع: “لأن المقاومة أصبحت بهذا المستوى من الفعل والتأثير داخل لبنان وخارجه، لم يرق ذلك للمستكبرين، لدول النفوذ الاستعماري، ولبعض القوى العظمى التي تمني نفسها على الدوام بفرض سيطرتها وهيمنتها على منطقتنا، على ثرواتها، على ممراتها المائية، على اقتصادها، وعلى مستقبل أجيالها، لم يرق لهذه الدول ولا لهذه القوى، أن يكون هناك في لبنان رقم فاعل يستطيع أن يغير الموازين، وأن يستنهض شعوب المنطقة لتتمرد على سياسات القهر والفساد والإفساد والتحكم والتسلط والبغي والعدوان، ولذلك يستنفذون ما بوسعهم أن يستنفذوه من أساليب ومخططات، ومن وسائل لإجهاض هذه المقاومة، ولإحباط معنوياتها، لفك الناس عنها، لإيجاد عازل بينها وبين شعبها، لإساءة سمعتها، وتشويه صورتها في الإعلام وفي الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي السياسات، ومن خلال الحصار والعقوبات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، فضلا عن الحروب التي افتعلوها”.
وأردف: “المقاومة لأنها بمثل هذا التأثير والفعالية، بعد أن فشلت الحروب الأمنية والعسكرية، شنوا عليها الحرب الاقتصادية، وخصوصا في لبنان، وللأسف سكت بعض اللبنانيين عن هذه السياسات، ظنا منهم بأنها تطال فقط بيئة المقاومة، وتبين فيما بعد بأن هذه السياسات أوصلت البلد إلى الانهيار، وأوقعت البلد في أزمة اقتصادية، فخرج الناس إلى الشارع، تعبيرا عن وجعهم وألمهم وتمردهم على هذه السياسات الاقتصادية التي تمارس ضدهم، وعندما تبين لقوى النفوذ والسيطرة الخارجية أن هؤلاء الناس الذين خرجوا يمكن أن يشكلوا، إذا ما استخدموا أدوات ضغط لتغيير موازين القوى في الحكومة وفي المجلس النيابي، حاولوا أن يجربوا حظهم، ويجب أن نفصل ونميز بين الأهل والناس الشرفاء والصادقين، الذين عبروا عن وجعهم ورفضهم للسياسات الاقتصادية والمصرفية المعتمدة في لبنان، والتي تسيء إلى كرامة المواطن اللبناني، وبين أولئك المستغلين، الذين رأوا في خروج الناس، ما يعضد تخطيطهم الجهنمي لإحداث انقلاب في موازين القوى، وإبعاد نفوذ المقاومة، أو إبعاد نفوذ حلفاء المقاومة عن المشاركة الفاعلة في الحكومة أو في المجلس النيابي، بعدما تبين أن الانتخابات الأخيرة، التي حصلت نتج عنها أكثرية مؤيدة لفريق المقاومة”.
ونبه من “محاولات تجري على حساب اتفاق الطائف وعلى حساب وثيقة الوفاق الوطني، لأن الطائف يقول إن كل حكومة يجب أن تتمثل فيها كل الطوائف وكل المذاهب بصورة عادلة، لا أحد يمكنه أن يمون على الطائفة، ويفرض عليها من يمثلها في الحكومة، الطائفة هي التي تسمي الممثلين لها، الآن يتجاوزون هذا المبدأ، يحاولون أن يفرضوا بعض التمثيليين في الحكومة لإنجاح محاولتهم الضغط على المقاومة وعلى خيار اللبنانيين المقاومة”، مشيرا إلى أن “الصدمة الأولى في هذه المحاولة قد تم امتصاصها، والآن نواجه التكتيكات المتبقية، والتي بدا أن من يقوم بها مربك إلى أبعد حدود الإرباك”.
وانتقد “الصوت الذي يخرج ويقول هذا البلد يحكمه رجل واحد، وتحكمه جماعة واحدة تستقوي بسلاحها، بكل بساطة، لا نريد أن نفتح سجالا، هذا البلد أكبر وأهم من أن يحكم من رجل واحد، مع تقديرنا واحترامنا واعتزازنا بهذا الرجل وعقله وحكمته ورشاده، لكن لأنه حكيم لا يسمح لنفسه بأن يحكم البلاد وفيها عقول أخرى وفيها مكونات أخرى، لكن هذا الكلام يصدر عمن يحاول أن يجهل الأسباب الحقيقية للأزمة، ومن يحاول أن يغطي ويبرر لمحاولة استهداف المقاومة في لبنان، وهذا الكلام ليس بريئا على الإطلاق”.
وقال: “نحن نتمسك بصيغة الوفاق الوطني وباتفاق الطائف، وندعو إلى تشكيل حكومة وفق ما نص عليه اتفاق الطائف، ممثل الأكثرية السنية، هو الذي يجب أن يترأس الحكومة، لذلك كان إصرارنا على أن يتمثل برئاسة الحكومة رئيس الأكثرية السنية أو من يوافق عليه كرئيس، أو من يرشحه كرئيس، لكن الآن نحن وصلنا إلى مرحلة أنه وافق رئيس الأكثرية السنية على من يرشحه لرئاسة الحكومة، وتوافق أكثر من مكون لبناني على هذا الترشيح، ولكن في الحقيقة ما زلنا نسمع أن هناك ترددا ما، وأن هناك استعدادات ما، ونحن غدا ذاهبون إلى الاستشارات النيابية الملزمة، على أساس ما توافقنا عليه مع رئيس الأكثرية السنية في هذا البلد، لتشكيل الحكومة”.
أضاف: “أقول لكم بكل صراحة، لا نملك الاطمئنان الكافي بأن هذا التردد لن يقودنا إلى مفاجآت، وإن شاء الله لا تحصل مفاجآت، لكن عشية الاستشارات لا نملك الاطمئنان الكافي، بسبب أن هناك من لم يرض بهذه الصيغة، ويحاول أن يعكر استقرار اللبنانيين، وأن يخرب عليهم إمكانية أن يشكلوا حكومة لهم تواجه الأزمة الاقتصادية، التي تحتاح إلى جهود مضنية للخروج منها”.
وختم “أول الطريق لمواجهة هذه الأزمة تشكيل حكومة نريدها فاعلة وجادة تتحمل المسؤولية، وتعتمد منهجية جديدة في مقاربة كل ما يتصل بالفساد وبمحاكمة الفاسدين، وكل ما يتصل بتمكين القضاء من أن يضع يده على ملف الفساد، وكل ما يقتضيه الأمر لاسترجاج الأموال، التي نهبت من المال العام”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام