انتقد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أمام الجمعية العامة، سياسات الإدارة الأمريكية في مجال التجارة والأمن، مشيرا إلى أنها تهدد النظام العالمي، ويمكن أن تتسبب بركود اقتصادي عالمي.
وقال وانغ يي، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة أمام الجمعية العامة الـ 74 للأمم المتحدة: “نحن نواجه الرياح المعاكسة لسياسة الحمائية ولن نكون متفرجين صامتين إزاء ما يحدث. لن تعالج الحمائية التحديات العالمية.. إن اتباع النهج الأحادي والحمائية هو خطر أساسي يهدد النظام العالمي”، داعيا المجتمع الدولي إلى “عدم نسيان دروس الكساد الكبير”، أي الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت إثر انهيار سوق الأسهم الأمريكية في أكتوبر 1929.
وأضاف الوزير الصيني أن “الرسوم وإثارة النزاعات التجارية تتسببان بتقويض التجارة متعددة الأطراف والاقتصاد العالمي. وكل هذا يمكن أن يغرق العالم في ركود”.
وأكد أن الصين متمسكة بحل النزاعات التجارية بطريقة هادئة وعقلانية، بروح من التعاون”، معربا عن استعداد بلاده لـ”ممارسة الصبر وحسن النية” لتسوية الخلافات مع واشنطن.
وشدد وانغ يي على أن بلاده ستفعل “كل ما بوسعها من أجل الدفاع عن مصالحها المشروعة” في حال عدم تصرف الولايات المتحدة في روح النوايا الحسنة وعدم احترامها للصين كشريك متساو في المفاوضات التجارية.
ندعو واشنطن إلى الوفاء بالتزاماتها بشأن نزع النووي
وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أهمية معاهدة الصواريخ حيث تلعب دورا هاما في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي للقوى والاستقرار العالمي.
وأكد موقف الصين الرافض لنشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، داعيا الولايات المتحدة كونها “بلدا يملك أكبر ترسانة نووية” في العالم، إلى الوفاء الكامل بالتزاماتها في مجال نزع السلاح النووي.
يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أعلن في أغسطس الماضي، أنه يأمل بنشر الصواريخ المتوسطة المدى التي تطلق من الأرض في آسيا في أقرب وقت. وقال أيضا إن واشنطن لا تدعم سعي بكين للهيمنة في منطقة المحيط الهادئ الهندي.
الصين بدأت إجراءات للانضمام إلى معاهدة تجارة الأسلحة
وأعلن وانغ يي أن الصين ستستمر في “لعب دور نشط في العملية الدولية للحد من انتشار الأسلحة”، وبدأت بهذا الغرض الإجراءات القانونية اللازمة للانضمام إلى معاهدة تجارة الأسلحة التي من شأنها منع التجارة غير الشرعية بالأسلحة.
على واشنطن الاستجابة لبوادر الانفتاح الصادرة من بيونغ يانغ
وتناول وزير الخارجية الصيني الملف الكوري الشمالي، قائلا إن بيونغ يانغ تبدي استعدادها للحوار، وعلى واشنطن الاستجابة لتلك الإشارات واتخاذ خطوات جوابية.
وأضاف مشددا: “يجب عدم تفويت الفرصة مرة أخرى للتوصل إلى التسوية السياسية في شبه الجزيرة الكورية”، وحث على اتخاذ تدابير تدريجية لبناء الثقة تسهم في تبديد مباعث القلق الموجودة لدى الأطراف المعنية.
ورأى وانغ أن على مجلس الأمن الدولي “مراجعة بعض قراراته بشأن كوريا الشمالية في ضوء التطورات الجديدة للوضع في شبه الجزيرة الكورية”، مشيرا إلى أن الأمر سيساعد على دفع التسوية السياسية إلى الأمام.
المصدر: روسيا اليوم