نظافة المنزل ضرورية للوقاية من الأمراض والتخلص من الميكروبات الضارة، والتقليل من احتمال الإصابة بالأمراض المعدية، وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “الدياريو” الإسبانية، قالت الكاتبة مارتا شافرياس، إن معظم الأشخاص غالبا ما يخلطون بين مفهوم الأوساخ والجراثيم والنظافة.
وحسب استطلاع أجرته الجمعية الملكية للصحة العامة، يعتقد حوالي 23%، ممن شملهم الاستطلاع أنه يجب تعريض الأطفال للجراثيم لتطوير جهاز المناعة لديهم. ولكن أكد الخبراء أن هذا “الاعتقاد خاطئ جزئيا”، لأنه يمكن أن يؤدي إلى التعرض لبعض الإصابات الخطيرة.
فعندما نتحدث عن الجراثيم، فنحن نعني تلك الكائنات الدقيقة الموجودة في كل مكان وتشمل عدة أنواع من البكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تتراكم بسهولة، ولكن يمكن القضاء عليها أيضا، وبالنسبة للخبراء، من المهم التركيز على تنظيف مناطق معينة من المنزل في أوقات محددة، وهذا ما يسمونه النظافة المخصصة.
ما أقذر تسعة أشياء في المنزل تتطلب أقصى قدر من النظافة؟
عند الحديث عن الأوساخ والتنظيف، فإننا لا نعني بالضرورة جميع الغرف في المنزل، فعادة ما تكون بعض المناطق أكثر تلوثا من غيرها. وفي الواقع، لدى أغلبنا مفاهيم خاطئة حول المكان الذي يوجد فيه عادة أعلى تركيز للجراثيم في المنزل، ولعل أبرزها التفكير في أن الحمام هو المكان الأكثر قذارة في المنزل بينما يحتوي المطبخ على أكثر نسبة من الجراثيم.
وقد اكتشفت الدراسات التي أجرتها مؤسسة الصحة الوطنية بشأن أكثر الأماكن قذارة في المنزل، أن هناك بكتيريا القولون (بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية)، في عدة أماكن، وهي:
1- إسفنجات المطبخ: تمثل إسفنجات المطبخ بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا، لأنها رطبة جدا وفي تلامس مباشر مع بقايا الطعام. وبما أن درجات الحرارة المرتفعة تقتل بكتيريا السالمونيلا والبكتيريا الإشريكية القولونية، ينصح البعض بوضع الإسفنجة في الميكروويف للقضاء على هذه البكتيريا.
2- أحواض المطابخ: أثبتت الدراسات أن أحواض المطابخ تحتوي على بكتيريا برازية أكثر من حوض المرحاض، لأنه عادة ما يتم تطهير المرحاض بانتظام، في حين تظل أحواض المطبخ في اتصال مستمر مع بقايا الطعام والماء.
3- سطح منضدة المطبخ: حيث يقع تجهيز الطعام وتظل بقاياه على سطح منضدة المطبخ.
4- ألواح التقطيع: لأنها عادة ما تتلامس مع اللحوم النيئة وغيرها من المنتجات الطازجة التي يمكن أن تنقل بكتيريا السالمونيلا والإشريكية القولونية، لذلك، يُنصح بغسلها بعد كل استخدام بالصابون والماء الساخن.
5- آلة تحضير القهوة: تعتبر آلة تحضير القهوة من الأماكن المظلمة والرطبة المثالية لانتشار الكائنات الحية الدقيقة. وقد تبين أن حوالي 50% من الخزّانات التي جرى تحليلها تحتوي على العفن والخميرة وحوالي 9% من البكتيريا القولونية.
هناك أيضا العديد من المناطق والأشياء الأخرى الملوثة بالبكتيريا القولونية، من بينها:
6- فرشاة الأسنان والأوعية التي يقع تخزينها فيها: يمكن أن تحتوي فرشاة الأسنان على خمسة أنواع من الجراثيم، بما في ذلك فيروس الأنفلونزا. ووفقا لدراسة أجرتها جامعة أركنساس، يوجد “ما يصل إلى 1.2 مليون بكتيريا في فرشاة الأسنان” بما في ذلك المكورات العنقودية، والبكتيريا الإشريكية القولونية، وخميرة الفطريات والجراثيم العقدية.
ويقول الخبراء إنه من غير المرجح أن نصاب بالمرض جراء فرشاة الأسنان. وبالتالي تكمن المشكلة في كيفية تخزين الفرش ومكان تخزينها. وتجدر الإشارة إلى أن الخبراء يرجحون أن هناك علاقة بين التلوث وقرب الأوعية من المرحاض، بعد أن اكتشفوا البكتيريا المعوية وحتى الجراثيم البرازية.
ولتقليل التلوث، ينصح الخبراء بغسل اليدين قبل وبعد تنظيف الأسنان وتغيير الفرشاة كل ثلاثة أشهر أو بعد المرض، فضلا عن استخدام فرشتين كل مرة للتأكد من أننا نستخدمها جافة تماما مع ضرورة الحرص على حفظها بعيدًا عن المرحاض أو شطفها جيدا بالماء الساخن بعد الاستخدام.
7- صنابير الحمام وأحواض الاستحمام وسدادات الأحواض: في هذه المناطق عادة ما يظهر غشاء حيوي رقيق، وهو عبارة عن طبقة شفافة تتشكل من تراكم البكتيريا المختلفة.
8- ألعاب وأغذية الحيوانات الأليفة وحاوياتها: وجدت الدراسة التي أجرتها مؤسسة الصحة الوطنية أن حوالي 23% من ألعاب الحيوانات الأليفة تحتوي على المكورات العنقودية الخطرة، وهي أعلى نسبة مقارنة بجميع الأغراض المنزلية التي تمت دراستها، حيث توجد الخمائر والفطريات في حوالي 55% من الألعاب.
9- أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التحكم عن بعد: عادة ما يقع استخدام جهاز التحكم عن بُعد بانتظام، ومن قبل أكثر من شخص، حتى عندما تكون أيادينا غير نظيفة أو عندما نكون مرضى.
كيف تنتشر الجراثيم؟
تمثل البيئات الحارة والرطبة بيئة ملائمة لتكاثر الجراثيم التي تنتشر بثلاث طرق، الأولى من شخص لآخر، والثانية من شخص لسطح آخر، والثالثة من السطح لشخص آخر.
ومن بين العوامل التي تؤثر على طريقة انتشارها هو نوع السطح، حيث تفضل البكتيريا والعفن، على سبيل المثال، البيئات الدافئة والرطبة، مثل الإسفنجات وخزانات آلات تحضير القهوة، بينما تكون الأسطح الملساء والباردة أقل عرضة للجراثيم.
من جهة أخرى، تلعب العادات اليومية دورا مهما في انتشار البكتيريا، فإذا قمنا بإعداد الطعام على لوح التقطيع وعدم غسله، فقد يؤدي ذلك إلى انتشار البكتيريا بسرعة. ويجب أن نأخذ بالحسبان أن الجراثيم يمكن أن تبقى في الخشب الرطب ثم تنمو فيه، لذلك فإن غسل اليدين والتنظيف المنتظم للمنزل من أفضل الطرق للوقاية من العدوى.
وأوضحت الصحيفة أن التنظيف ليس هو نفسه التطهير، وغالبا ما تستخدم هذه المصطلحات بشكل خاطئ. وفي حين يشير التنظيف إلى إزالة الأوساخ والحطام أو المواد غير المرغوب فيها، يركز التطهير على الوقاية من الأمراض عن طريق القضاء على الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن أن تسبب الأمراض.
وإجمالا، يجب أن نأخذ بالحسبان أن ما يبدو نظيفا لا يكون بالضرورة صحيا. فعن طريق إزالة الأوساخ ماديا، تبدو المنطقة نظيفة، لكنها قد تضم كثيرا من الميكروبات غير المرئية التي يمكن أن تكون ضارة بصحتنا. ولجعل مختلف زوايا المنزل وأغراضه صحية، يتعين علينا تطهيرها بشكل دائم.
المصدر: وكالة صفا