كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية الثانية للتحرير الثاني في مهرجان”سياج الوطن” الذي أقامه حزب الله في بلدة العين 25-8-2019.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، واصحابه الاخيار المنتجبين، وعلى جميع الانبياء والمرسلين. السّلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
إنني في البداية أرحب بكم جميعاً أيها الأهل الكرام والشرفاء والأعزاء، وأشكركم على هذا الحضور الكبير، والذي اعتبره أول ردٍ على الإعتداءات الإسرائيلية ليلة أمس، وطبيعة الحال أن الطقس الحار لديكم أرجو أن تحتسبوا هذا بعض مواساة لآلاف الرجال الرجال، الذين أمضوا سنوات في هذه الجرود وفي هذه الجبال، من رجال الجيش اللبناني في الأرض اللبنانية ومن رجال الجيش العربي السوري في الأرض السورية، ومن رجال المقاومة في الأرض اللبنانية والسورية، وعاشوا لسنوات في البرد والحر وقساوة الطبيعة، أرجو أن تعتبروا هذا الوقت الذي امضيتموه وتمضونه الآن جزءاً من معركة هؤلاء، التي كانت معركتكم أنتم أيضاً، في مواجهة مشروع كوني وعالمي خطير جداً كان يستهدف الجميع.
أيضاً في البداية أتوجه بالتهنئة والتبريك إليكم إلى أهلنا في البقاع وإلى شعبنا اللبناني، لأن تداعيات ونتائج هذه المعركة لم تقتصر على بعلبك الهرمل أو على البقاع، وإنما نتائجها حصدها كل لبنان، وأيضاً أبارك وأهنأ الشعب السوري لأن نتائج هذه المعركة لم تنعكس فقط على الجانب السوري القريب من الحدود، في الزبداني والقلمون والقصير وطريق حمص وحمص وما شاكل، بل كانت جزءاً مهماً من مجمل المعركة الكبرى القائمة في سوريا منذ العام 2011.
يجب أن أخص بالتبريك عوائل الشهداء الذين حصلوا على كلا الحسنيين، النصر الذي ننعم به جميعاً، وشهادة الأحبة والأعزة الذين هم رايتنا وأمننا وكرامتنا في الدنيا، والذين هم شفعاؤنا وذخيرتنا وذخرنا يوم القيامة، للجرحى ولكل الرجال الرجال ولكل المجاهدين، ولكل الرجال والنساء والأهالي الذين احتضنوا المقاتلين، وحموهم ودافعوا عنهم، كما كان المقاتلون يدافعون عنهم، وعاشوا آلامهم وآمالهم وأفراحهم وأحزانهم ودموعهم وجراحهم، مباركٌ لكم جميعاً هذه المناسبة الكبيرة والعظيمة.
قبل أن أدخل إلى مواضيع الكلمة والخطاب، توجد نقطتان في البداية أود أن ألفت إليهما.
النقطة الأولى: نحن بعد أيام قليلة يعني في 31 تحضرنا ذكرى اختطاف سماحة الإمام القائد المغيّب السيد موسى الصدر وإختطاف أخويه ورفيقيه العزيزين والكريمين سماحة الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين، في هذه المناسبة بطبيعة الحال ما يتعلق بهذا الملف وبهذه القضية وتطورات هذه القضية، في كل عام يتحدث عنها دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري، كما سيجري إن شاء الله في مهرجان حركة أمل في النبطية، لكن أنا أود فقط أن أؤكد في بداية الكلمة على أننا عندنا اليوم وعلى مدى عقود من الزمان، من إستنهاض ومن روح عزة ومن ثقة بالنفس ومن حضور في الميادين ومن مقاومة، إنما يعود ومن إنجازات ومن انتصارات، حتى هذا الإنتصار الذي نحتفل بذكراه السنوية الثانية اليوم، يعود بدرجة كبيرة إلى بركة حضور هذا الإمام القائد السيد موسى الصدر في لبنان، إلى صوته المرتفع، وإلى طلته البهية، وإلى نهضته الإيمانية والجهادية، وإلى مشروعه الإسلامي والوطني، وإلى أنفاسه الطيبة، ونحن مع إخواننا في حركة أمل وكلنا في البقاع وفي لبنان أبناء هذا الإمام نتابع ونواكب هذه القضية وندعو الله سبحانه وتعالى دائماً أن يُعيد علينا هذا الإمام القائد العظيم والمجاهد وأن يُعيد علينا أخويه إلى هذه الساحة، ليشهد الإنتصارات والإنجازات التي أسس لها ومضى بنا في طريقه.
المسألة الثانية: كملحق لمهرجان بنت جبيل مربع الصمود في بنت جبيل في ذكرى إنتصار تموز، نحن دائماً أنتم لاحظتم في الخطاب وفي كل كلماتي وكلمات إخواني التي تتصل بمناسبات المقاومة وذكريات المقاومة وإنتصارات المقاومة، دائماً نؤكد أن هذا إنتصار للجميع، كل المقاومين وكل حركات المقاومة وفصائل المقاومة، الجيش اللبناني والجيش السوري عندما كان في لبنان، الفصائل الفلسطينية لا نستثني أحداً، لا بالذكر ولا بالذاكرة ولا بالوجدان، ونعتبر هذا الأمر مسؤولية أخلاقية وأنا شخصياً أصر على هذا الأمر، دون الدخول في نسب، طبعاً لا نستطيع في كل خطاب أن نضع لائحة بأسماء الفصائل والأحزاب والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية لنذكرها جميعاً، ونؤدي لها حق المعرفة والشكر، ولكن نجمل عادةً ونتحدث عن المقاومة الإسلامية وأفواج المقاومة اللبنانية أمل وفصائل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وكل من أيد وساند.
الآن في الإحتفال الأخير من هذه الجهة، الشعار الذي كان موضوعاً، الأمر حصل، يعني لنقل خطأ فني أو غفلة، كان ينبغي أن لا يقتصر على الأعلام التي رُفعت فوق القبضة، وكان يجب أن يشمل كل الأعلام وصور الشخصيات وكل الأسماء. على كلٍ، عتب بعض الإخوة وبعض الأصدقاء وبعض الرفاق مقبول لأنه أنا أعرف أنه عتب المحبين ، ونحن يؤلمنا أن يتأذى بسبب خطأ منا هنا أو هناك أي مقاوم أو شريف في هذا البلد، ولذلك من موقع الإخوة والصداقة والمحبة أنا أعتذر شخصياً من كل من اعتبر أن هذا الشكل من هذه الجهة شكّل بالنسبة له أذىً أو إزعاجاً أو ما شاكل، وهذه قطعت ولا تحتاج إلى أكثر من ذلك.
نأتي إلى مناسبتنا، أنا في بالي أن أتحدث في ثلاثة عناوين:
العنوان الأول: ذكرى التحرير، وضمناً سوريا التحرير الثاني.
العنوان الثاني: بعض الهموم والمسائل البقاعية إن صح التعبير، كنت أود أن أضع جزءاً من الوقت للوضع الداخلي اللبناني عموماً، ولكن أمام مستجدات الليلة الماضية سأستبدل عنوان وأتحدث عن المستجد الإسرائيلي الأخير والخطير جداً جداً جداً، الآن عندما نتكلم عنه نبين لماذا خطير جداً جداً جداً.
في المقطع الأول في المناسبة ذكرى التحرير الثاني، دائماً أيها الأهل والكرام والأعزة يجب أن نستعيد هذا المشهد في إحياء المناسبة، لأن ما حصل في منطقتنا هنا كان كبيراً ومهماً، والتهديد الذي تشكل كان تهديداً وجودياً، المشروع كان على درجة بالغة من الخطورة، هذه القرى وهذه البلدات وأهاليها كلهم كانوا معرضين للقتل والتهجير والسبي وتدمير بيوتهم إن لم يكن السيطرة عليها بشكل نهائي، لم يكن ما حصل في السنوات الماضية وأنهته حرب الجرود حدثاً عابراً، ولا يجوز أن يصبح حدثاً عابراً في ذاكرة هذه المنطقة وفي وجدانها وفي ثقافتها وفي أحلامها وآمالها وتطلعاتها للمستقبل.
يجب أن نستحضر هذا المشروع وهذه المرحلة، أنا سوف أذكر فقط العناوين لأن مضامين العناوين نحن تكلمنا كثيراً عنها في السنوات الماضية، فلا تحتاج إلى إعادة شرح، وإنما أذكر العناوين للتذكير وأنتم بأنفسكم سوف تتذكرون مع كل عنوان أنا أذكره، لكن ما استجد أتعرض له إن شاء الله.
يعني يجب أن نتذكر المشروع الذي أعد لسوريا وانطلق في سوريا منذ عام 2011، والذي لم يكن هدفه لا الديمقراطية ولا التغيير السياسي الداخلي، وإنما استهدف في الحقيقة نظاماً مقاوماً، وأبعد من ذلك، كانت هناك خريطة للسيطرة على المنطقة وتدمير المنطقة وإعادة تقسيم المنطقة على أسس عرقية وطائفية ومذهبية.
في إحتفال بنت جبيل قُلت إن محورنا يمنع الحرب، واليوم أقول لكم إن قتال محورنا خلال السنوات الماضية هو الذي منع التقسيم، وهو الذي سيمنع التقسيم في كل البلدان العربية والإسلامية، وهذا ما يُحضر لليمن في هذه الأيام.
إذاً، كان مشروع كبير وخطير ويستهدف الجميع، يجب أن نستحضر في المشهد سيطرة الجماعات التكفيرية على السلسلة الشرقية، من بداية الحدود من بعد المصنع، في المقابل عندنا الزبداني وفي العمق، وصولاً إلى القلمون ووصولاً إلى القصير إنتهاءً بتل ماندو وصولاً إلى الحدود اللبنانية السورية من جهة تل ماندو.
يجب أن نستحضر في المشهد في تلك الأيام الخيارات السياسية، من أيّد هؤلاء؟ ومن ساندهم؟ ومن سهّل لهم؟ ومن نقل إليهم السلاح والذخائر بالبواخروالشاحنات؟ ومن فتح لهم الحدود؟ ومن راهن عليهم؟ ومن دافع عنهم؟ ومن عطّل الدولة ومنع الجيش من المواجهة من أجل أن تتكامل عناصر هذا المشروع؟ ومن قدّم لهم التغطية السياسية والإعلامية؟ ومن تحدث عنهم كثوار وليسوا كإرهابيين وتكفيريين وقتلة ومرتكبي المجازر وقاطعي الرؤوس وشاقي الصدور وآكلي الأكباد وسابيي النساء؟ وفي المقابل، من أخذ قرار المواجهة؟ أنتم في الدرجة الأولى ومن أيّد وساند ودعم هذا الإتجاه وهذا الخيار، سواءً في الداخل اللبناني أو في سوريا أوفي المنطقة أو في الجمهورية الإسلامية في إيران، ومن قاتل يجب أن نستحضر في المشهد، لأنه عندما صرنا سنتين ويوجد الآن تزوير للتاريخ الذي قبل سنتين، لا نتكلم عن تاريخ ما قبل أربعين سنة، ومن قاتل في السلسلة الشرقية في الجهتين في السلسلة الشرقية وفي الزبداني، وفي السلسلة الشرقية وفي القلمون، وفي جرود عرسال وفي القلمون، وفي القصير وقرى القصير وتل ماندو، ومن أحدث هذا التغيير؟ يجب أن نتذكر أن المعركة منذ بداياتها قامت على أكتاف الجيش العربي السوري وعلى أكتاف رجال المقاومة، وفي تلك المراحل الجيش اللبناني كان ممنوعاً من التصرف، واستمرت هذه المعارك لسنوات، نحن لا نحتفل بإنتصار الأسابيع الأخيرة في معركة الجرود، نحن نحتفل بالتحرير الثاني الذي إستعاد كل الارض اللبنانية، وأخرج الإرهابيين من كل الارض السورية المقابلة للحدود اللبنانية، قامت على أكتاف الجيش العربي السوري وعلى أكتاف رجال المقاومة، وصولاً في الأسابيع الأخيرة إلى المعركة في الجرود – جرود المنطقة التي تسكنون الآن – وبالمرحلة الأولى التي أخرجت جبهة النصرة على عاتق الجيش العربي السوري وعاتق المقاومة، ثم أخرجت داعش، وهنا كان القرار الرسمي اللبناني الشجاع بدخول الجيش في المعركة التي أطلق عليها اسم فجر الجرود ونحن أطلقنا عليها من الجانب السوري “وإن عدتم عدنا”، لأننا كنا نعرف أن هذه هي المرحلة الأخيرة، وإن عدتم عدنا ليس اسماً بالهواء، اسم يعني أنه سننتهي ونحن باقون ونحن هنا وإن عدتم عدنا.
لذلك عندما نصل إلى المرحلة الأخيرة أيضاً يجب أن يحضر في المشهد الجيش اللبناني، المؤسسة، القيادة، الضباط، الجنود، الشهداء، المقاتلون، الجرحى، إلى جانب المقاومة وإلى جانب الجيش العربي السوري. وهذا الأمر هو مقتضى الإنصاف، البعض اليوم عندما يستذكر هذا الانتصار الوطني اللبناني الكبير يتجاهل المقاومة ويتجاهل الجيش السوري، وهذا جحود، هذا إنكار للشمس الطالعة المشرقة الحارقة في وسط النهار، هذا جحود، هذا إنكار، هذا لم يقلل من أهمية تضحيات المقاومة والجيش السوري على الإطلاق، وإنما يُعبّر عن مستوى من الانحطاط الأخلاقي والسياسي لهؤلاء الجاحدين والمنكرين.
أنتم اليوم المحتشدون هنا أهل الحقيقة وأهل الحق، تعرفون الحقيقة وتشكرونها لأصحابها، وأنتم أهلها وأنتم أصحابها وأنتم صُناعها، وهذه هي ميزة أن نقيم لهذا الانتصار احتفالاً لنذكّر العالم كله، ليشكر العارفون وليعرف الجاحدون أنهم لن يقدموا بجحودهم وإنكارهم ولن يؤخروا شيئاً في معادلات المنطقة التي تصنع الانتصارات والإنجازات.
هنا يجب أيضاً أن نستذكر في المشهد الموقف الأميركي الذي أبلغ الدولة اللبنانية بأن لا تدخل في معركة فجر الجرود وأن تمنع حزب الله من أن يذهب إلى هذه المعركة، الأميركيون لم يطلبوا من الدولة اللبنانية فقط أن لا يشارك الجيش في معركة فجر الجرود، في المعركة الحاسمة ضد داعش، بل طلبوا منها أن تمنع حزب الله من الذهاب إلى هذه المعركة الحاسمة والنهائية، ولكن كان القرار الرسمي هو الدخول والمشاركة ووصفته بالقرار الشجاع. هذا يؤشر على أن الأمريكان لم يسألوا لا عن أهل المنطقة ولا عن أمن المنطقة ولا عن سلامة المنطقة، وأنهم هم من صنع داعش باعتراف ترامب وهم من ما زال يحمي داعش ويستغل داعش، ولذلك أنا أريد أن أشير هنا إلى أن الخطر في مكان ما مازال قائماً. انظروا، الأميركيون الآن يعملون على إحياء داعش في العراق، لأنه بعد الانتهاء من داعش خرجت كتل نيابية كبيرة في مجلس النواب العراقي وقدمت اقتراح قانون ويوجد نقاش في مجلس النواب العراقي يطالب الحكومة العراقية بإخراج القوات الأميركية من العراق. داعش كانت الحجة لعودة القوات الأميركية إلى العراق والآن يعملون على إحياء داعش لتكون حجة على بقاء القوات الأميركية في العراق. قبل أيام سمعنا مسؤولين أميركيين يقولون أن داعش بدأت تستعيد قوتها في العراق وفي سوريا – وهذا مؤشر خطر – يعني المشروع لم ينته، دفعنا الخطر بدرجة كبيرة جداً، ولكن التهديد الأميركي لدول وشعوب منطقتنا من خلال داعش وأمثال داعش مازال قائماً، أميركا هي التي نقلت بعض بقايا داعش من العراق وسوريا وخصوصاً غير العرب منهم إلى أفغانستان، يوجد صور عند العراقيين وعند الأفغان توثق هذا المعنى، وأقاموا قواعد لداعش، وفي أفغانستان عندما تتعرض داعش لحصار، كما كان يحصل في العراق، تأتي المروحيات الأميركية لإنقاذ قادتهم. وهذا ضمن الرؤية الأميركية لمستقبل أفغانستان القريب الذي لا أريد أن أدخل في تفصيله، الوقت لا يساعد، والمبني على مشروع عودة الحرب الأهلية إلى أفغانستان.
على كلٍ، إذاً نحن اليوم في التحرير الثاني يجب أن نفخر بالانتصار والإنجاز الكبير، نحن نشعر بالأمن والأمان مع كرامة وعزة وبدون “منيّة” من أميركيين وغير أميركيين، ولكن يجب أن نبقى حذرين لأن الجرح ما زال مفتوحاً.
في هذا السياق، في ما حصل، بعد التحرير، بعض المقاطع. نحن بعد انتهاء الجرود وخروج الجماعات المسلحة أكملنا هذه المعركة نحن والجيش السوري وبقية الحلفاء، واليوم أستطيع أن نقول لأهل البقاع ولكل لبنان، داعش اليوم هي أبعد مكانياً، أبعد ما يمكن أن تكون عن بلدنا بعد طردها من هذه المناطق، من تدمر، من محيط دمشق، من مخيم اليرموك وصولاً إلى البادية السورية، يعني نتحدث عن 50 ألف كيلومتر مربع وصولاً إلى دير الزور وبوكمال وما حصل عليهم بعد ذلك في شرق الفرات، وأيضاً جبهة النصرة التي كانت هنا في الجرود، اليوم هي أبعد ما تكون عن لبنان وعن حدود لبنان بعد إنجازات الجيش العربي السوري وكل من يساعده وتحرير كامل الريف الشمالي لحماة وخان شيخون في الريف الجنوب لإدلب والتقدم والتفوق القائم للجيش السوري هناك، هذا يُبعد الأخطار عن لبنان، وهذا أيضاً له نتائجه المهمة جداً على سوريا، سياسياً، معنوياً، أمنياً، اقتصادياً، وهذا يعني أن سوريا تسير بخطى ثابتة نحو النصر النهائي إن شاء الله.
في نهاية المطاف، اليوم الدولة في سوريا، القيادة في سوريا، الجيش في سوريا، الرأي العام في سوريا، في أحسن حال، في أعلى وضوح، في استعادة للعافية والقوة والقدرة على صنع الإنجازات والانتصارات.
في نهاية المطاف، إدلب ومحافظة إدلب ستعود للدولة السورية، وفي نهاية المطاف شرق الفرات سيعود للدولة السورية، والذين يقاتلون هناك حصلت لهم تجارب تخلى عنهم الأميركي وبالأمس أيضاً تخلى عنهم الأميركي ولو في عشر كيلومترات وسيجدون أن ملاذهم الوحيد هو العودة إلى أحضان الدولة في سوريا.
هذا كله إذا نظرنا إليه من منظار لبناني – أنا لن أتكلم الآن من منظار محور المقاومة – وإنما من منظار لبناني، هذا يعني أن الأخطار الإرهابية والتكفيرية في الحد الأدنى في شكلها العسكري أصبحت بعيدة عن حدودنا مئات الكيلومترات ويجب أن نذكّر بأن هذا ما كان ليحصل لولا التضحيات والشهداء والجرحى والقتال المتواصل.
وفي هذه النقطة تحديداً، يجب أن نتوجه بالشكر إلى القيادة السورية، إلى الجيش العربي السوري، إلى أفراد الشعب السوري الذين يحملون هذه الراية ويقاتلون أيضاً. لمعلوماتكم جميعاً، في منطقة الزبداني وفي القلمون وفي القصير وفي معارك الجرود الأخيرة الذين قاتلوا معنا في الجبهة السورية ليس فقط الجيش السوري وإنما شباب سوريين من أهل منطقة الزبداني ومن أهل القلمون ومن أهل منطقة القصير وقدموا شهداء، يعني قوات شعبية وتشكيلات شعبية، يجب أن نقدم الشكر لهم على كل هذه التضحيات، يجب أن نقدم الشكر أيضاً للجمهورية الإسلامية في إيران التي وقفت معنا ومع سوريا وسوريا وقفت معنا في كل تاريخ المقاومة وفي هذه المعركة وصولاً إلى معركة الجرود.
إذاً النقطة الثانية، أن الخطر بات بعيداً جداً، ولكن لا يجوز أن نتصرف لا وجدانياً ولا سياسياً ولا أمنياً ولا عسكرياً على أن الخطر انتهى.
النقطة الثالثة بعد الانتهاء من معركة الجرود، وأعلنت أنا في أكثر من مناسبة أننا أخلينا الحدود وقلنا هذه مسؤولية الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، ولكن من باب الاحتياط بقينا متواجدين في الجانب السوري، وهنا يجب أن أقول للبنانيين أن الجيش السوري ونزولاً عند طلبنا أبقى على انتشاره الواسع في مئات المواقع على طول الحدود من الزبداني إلى القلمون إلى غيرها احتياطاً لعدم السماح بعودة إرهابيين أو تكفيريين إلى أرضنا وإلى حدودنا، ونحن كنا نتواجد بشكل مشترك في مئات المواقع مع الجيش السوري فقط على سبيل الاحتياط، سنة ونصف الآلاف كانوا يتواجدون في هذه المواقع، مئات المواقع في البرد الشديد – كلنا نتذكر السنة الماضية كم كان البرد قاسياً – في الحر الشديد، لكن قبل أشهر قليلة وبعد تقييم الوضع، خصوصاً أن أهل الزبداني وقراها عادوا، أهل القلمون وقراها عادوا، العودة أيضاً في بعض قرى القصير بدأت، فوصلنا إلى نتيجة أنه لم يعد هناك حاجة إلى هذا العدد الكبير من المواقع الذي يستنزف الجيش السوري ويستنزف شبابنا، وحضور، وإمكانات، ونفقات، وإلى آخره فتم تقليص هذا الحضور بالمقدار الذي يحافظ على أمن الحدود من الجهة السورية ويمنع أي تسلل إلى لبنان وهذا الذي أسميناه نحن إعادة تموضع. لكن نحن مازلنا موجودين في هذه المنطقة، بنيتنا القيادية، جزء من قوتنا، وعندما تدعو الحاجة بكل بساطة يمكن أن يلتحق الآلاف إلى هناك رغم أن المنطقة تنعم في الجانب السوري كما في الجانب اللبناني بالأمن والأمان والاستقرار ومطاعم وسياحة وعودة أهالي والحياة الطبيعية جداً عادت إلى هناك.
النقطة الرابعة التي يجب أن أشير إليها تتصل بتبعات ما بعد التحرير، نحن كنا نأمل خلال العامين اللذين سبقا التحرير أن تتحرك الدولة باتجاه المنطقة بمسؤولية مختلفة لأن هذه المنطقة دافعت عن لبنان، يعني إذا أعيد التذكير، لو داعش والنصرة استطاعوا أن يسقطوا منطقة بعلبك الهرمل لسقط كل البقاع، لكانت داعش والنصرة في ذلك الوقت على المدن الساحلية اللبنانية، هكذا يجب أن ينظر الشعب اللبناني والدولة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية كلها، الخدماتية والأمنية والعسكرية والسياسية إلى أهل المنطقة وإلى المنطقة وإلى الجبهة التي شكّلها أهل المنطقة بدماء أبنائهم وصنع فيها هذا الانتصار للبنان – هذا أتحدث عنه بالشق البقاعي قليلاً – لكن أيضاً يجب أن ألفت وأذكّر بمسؤولية الدولة اللبنانية اتجاه آلاف اللبنانيين الذين يسكنون في قرى القصير وعانوا لعقود من الزمن وما زالوا يعانون من إهمال الدولة اللبنانية وهؤلاء في هذه المعركة بالتحديد عندما سقطت كل المنطقة هم الذين حافظوا على موطئ القدم الذي انطلق منه الجيش السوري وانطلقت منه المقاومة لإحداث هذا التغيير الهائل والتأسيس لهذا النصر، هذا يجب أن يذكر أيضاً في عنوان المعركة.
أنتقل إلى المقطع الثاني، في الهموم البقاعية، ثلاثة هموم – سأختصر وإلا الهموم كثيرة – الهم الأول هو الهم الأمني، دائماً يجب أن نؤكد أن مسؤولية الأمن في المنطقة هي مسؤولية الدولة ومسؤولية الجيش ومسؤولية الأجهزة الأمنية ومسؤولية الحكومة ودائماً كنت أقول لكم في كل المناسبات السابقة لا يجوز أن نسمح لأحد أن يدفع باتجاه أن يتحمل حزب الله أو أي قوى سياسية في المنطقة المسؤولية الأمنية، هذا ليس من مصلحة المنطقة ولا أمن المنطقة ولا مصلحة المقاومة بل هذا في الحقيقة دفع باتجاه قتال واقتتال عائلي وعشائري وداخلي، فلذلك نحن وأحيانا وأمام بعض الاحداث التي تحصل ونتألم لها وأحيانا ننفعل ونغضب ولكن بصيرتنا ووعينا وعقلنا أكبر من غضبنا وعاطفتنا وندرك أن هذا الفخ وهذا الكمين لا يجوز أن نقع به ولا يجوز لأهل المنطقة أن يُدفعون بإتجاهه.
المسؤولية هي أن نبقى نطالب الدولة بتحمل المسؤولية، حسنا، الجيش جاء الى المنطقة، في الآونة الأخيرة حصلت بعض الأحداث، كانت هناك شكوى حول مستوى الجدية، نحن مجددا تكلمنا مع فخامة الرئيس، مع قيادة الجيش، طالبنا تحمل كامل المسؤولية الأمينة في المنطقة، لا يجوز على الاطلاق وأنا أقول هنا للمسؤولين وللناس، في الدولة لا يحوز على الإطلاق أن يسمع أهل البقاع مقولة أنه نحن لا علاقة لنا ونحن لا يعنينا هذا الموضوع وفخار يكسر بعضه، هذا ليس منطق دولة وليس منطق مسؤولي دولة ولا يجوز أن يكون هكذا عقليات تتحمل مسؤولية دولة، هذا ينفع أن يكون مسؤول شي زاوية من الزواية، البقاع هو جزء من الدولة، البقاع وبعلبك الهرمل بالتحديد هي التي حفظت هذه الدولة كما حفظها الجنوب خلال المقاومة، خلال عقود من الزمن، ويجب أن تتحمل المسؤولية الامينة كاملة، البعض يقول أن هذا سيؤدي الى حصول تضحيات، هذه مسؤولية الدولة، هذه مسؤولية الجيش والأجهزة الأمنية، التضحيات من أجل الأمن الاجتماعي والامن الوطني والامن العام، عندما تم تحرير الجرود، هل تم تحريرها بالخطابات والبيانات والشعارات أم بالدماء والتضحيات؟ عندما تم تحرير جنوب لبنان، هل تم بالخطابات والشعارات أم تم بالدماء والتضحيات؟ من ليس مستعدا أن يقدم التضحيات من أجل أمن الناس والحفاظ على سلامة الناس في كل المناطق اللبنانية وخصوصا في البقاع فليعتذر وليقدم إستقالته وليأتي من هو حاضر لتحمل المسؤولية. طبعا الناس أيضا في المنطقة يجب أن يتحملوا جزءاً من المسؤولية في ضبط أبنائهم وأفراد عائلاتهم وضبط أفراد عشائرهم، ليس أن يقف كل العالم على الحياد ونحن لا علاقة لنا، هذه مسؤولية سأعود إليها بعد قليل، والأمر الثاني تفهم تعب ومعاناة الجيش عندما تحصل أخطاء، سأكون صريحاً جداً وشجاعاً جداً، في هذا الكلام معكم في كلامي مع أهلنا في البقاع والهرمل، الجيش اللبناني بالنهاية ضباطه وعساكره موجودين على الأرض والأجهزة الأمنية كذلك وهم ليسوا معصومين، يعملون ضمن دائرة القانون ولهم تدريبهم المعين، لكن قد يرتكبوا أخطاء، نحن لا يمكننا أن نظل نصرخ ونقول نريد الجيش، ونريد أن يتدخل الجيش وبالضيعة الفلانية يوجد قتال بين عائلتين ليلة وليلتين ونريد أن يتدخل الجيش وبعد ذلك أخطأ فلنفترض أنه أخطأ أو بتقديرنا أخطأ سنقيًم الدنيا عليه ونقعدها، كلا بكل صراحة يجب أن يكون لدينا تفهم، لأن الناس ليست معصومة، بطبيعة الحال يجب أن نقول لقيادة الجيش أنكم أنتم مؤسسة منضبطة إذا أخطأ ضابط أو عسكري يجب أن تحاسبوه، يجب أن تمنعوا الخطأ، لكن لا يجوز أن يتحول الخطأ إلى رفع غطاء شعبي عن الجيش لأن هذا ما يريده المجرمون في المنطقة، ما يريده الذين يعيشون على الإخلال في المنطقة، لا بديل عندكم في المنطقة عن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، بالوقت الذي نريد أن نطالب الجيش أنه نريدك ان تضحي ونطالب الأجهزة الأمنية بالتضحية أيضاً يجب أن نقف إلى جانبهم ونحميهم، وإذا أخطأوا نتفهمهم ونعالج أي خطأ ضمن الأطر القانونية والسياسية والوطنية المسؤولة، إذاً هذا بالهم الأمني، طبعاً بعض الجرائم التي تحصل في المنطقة أنا أرى التعقيبات وأقرأ الكثير من بعض التعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي لأنه في مشكلة إنماء وخدمات في المنطقة نحمّل المسؤولية للخدمات والإنماء، هذا غير صحيح، هذا جحود، حسنا في بعض عمليات القتل والجرائم التي حصلت إرتكبها أشخاص أغنياء، معهم مئات آلاف الدولارات، يوجد أناس معهم ملايين الدولارات، وقتلوا، هل هذا محروم؟ هل هذا جائع؟ هل هذا فقير؟ كلا، يوجد جزء من الجرائم التي تحصل لها علاقة بالجهل، لها علاقة بالعصبية، لها علاقة بالغضب الشخصي، لها علاقة بالحقد، لها علاقة بإعتبارات لا تمت لا إلى ثقافة المنطقة ولا إلا شيمها ولا إلى أخلاقها بصلة، وبالتالي هذا يجب أن ينظر إليه ويعالج، ليس كل شيء نضعه على شماعة الحرمان والإهمال.
إثنان، الهم الإنمائي، نحن وعدنا في الإنتخابات النيابية وما زلنا رغم أنه البلد تعطل سنة لا مجلس نواب ولا حكومة، ولكن منذ أن بدأ المجلس النيابي بالعمل والحكومة بالعمل نواب المنطقة يتابعون بكل جدية ومعهم حزب الله كل المشاريع التي تخدم هذه المنطقة ونحن شكّلنا أيضاً طاقماً قيادياً في أعلى مستويات القيادة في حزب الله لدعم مسعى النواب ومسعى المنطقة في هذا الإتجاه. لا يوجد شك بأن هناك إنجازات تحققت وبأن هناك إنجازات ستتحقق إن شاء الله، هذه المشاريع تتابع اليوم خصوصاً يأتي أمامنا سيدر وغير سيدر وما شاكل إذا لاحقا الأميركيين لم يعطلوا كل شيء وهذا الأمر سيتابع بكل التفاصيل من قبل نواب المنطقة، ومن قبل إخواننا وبالتضامن من قبل نواب بعلبك الهرمل، وحزب الله وحركة أمل وكل حلفائنا وأصدقائنا، طبعا هناك أمور تحتاج إلى جهود سياسية مضاعفة، يعني اليوم مثلا نحن نصر على إيجاد مجلس إنماء بعلبك الهرمل ونعتبره بوابة طبيعية لمجيء مشاريع ومساعدات حتى من خارج الموازنة، هذا النقاش بدأ جدياً في اللجان المشتركة، في اللجان النيابية، هناك وجهات نظر مختلفة، قلنا حسناً، نحن لا نطالب فقط لمنطقة بعلبك الهرمل نحن نطالب أيضاً بمجلس إنماء وإعمار لمنطقة عكار، قيل في البقاع، قلنا فليكن مجلس إنماء بعلبك الهرمل زحلة، نحن يهمنا الإنماء، ويهمنا أن تنصب هذه البوابة الطبيعية للإنماء، البعض قد يقول أنه يجب أن نعيد النظر بكل الهندسة والهيكيلية والخدماتية في لبنان، لا يوجد مشكلة، أعيدوا النظر على مهلكم لوقتها ولو أردتم أن تعتبروا أن هذا المجلس هو مجلس مؤقت فليكن، بإنتظار الهيكلية النهائية، ولكن نحن نخشى أن ننتظر الهيكلية النهائية سنة واثنين وعشرة وعشرين وثلاثين ونبقى بلا هيكلية إنمائية لمنطقة البقاع وبعلبك الهرمل بالتحديد، على كل، هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الجهود السياسية مع الكتل النيابية ومع القوى السياسية، لكن أريد في هذا العنوان فقط أن أقول لكم أيها الأخوة والأخوات، نحن واجبنا أن نسعى بكل إستطاعتنا ووعدناكم أن نسعى بكل إستطاعتنا، ولكن يجب أن تعلموا أننا أمام عوائق حقيقة، لأننا أمام دولة ينخرها الفساد ودولة قائمة على المحاصصة الطائفية والمحاصصة المذهبية، والمحاصصة المناطقية أيضاً، حتى ضمن، للأسف، ضمن الطوائف وضمن المذاهب، وهذا الأمر محزن وهذا أمر معيب، وأحياناً نواجه بعض الأفكار المثالية البعيدة عن معاناة الناس، وآلام الناس، وجوع الناس، وعناء الناس، وتعب الناس، وهذا أيضاً ما نحتاج إلى معالجته، نحن سنواصل جهدنا وسنحقق الإنجازات، وأنا بكل شفافية أقول لكم اليوم: عندما نصل في أي وقت إلى نقطة، إلى الحائط المسدود بسبب فساد هنا أو محاصصة هناك أو عدم إستيعاب البعض لبعض الحاجات هنا وهناك سنعود إليكم ونلجأ إليكم ونستعين بكم وأنتم حين إذن الذين ستتحملون المسؤولية، حتى الآن نحن لسنا بحاجة إلى ذلك، ولكن قد يأتي وقت نحتاج إلى ذلك، وفي ذلك اليوم لن نعتصم في بعلبك، ولن نعتصم في الهرمل، ولن نقطع طرقات بعلبك الهرمل وزحلة، نكون بذلك نقطع الطرقات على أنفسنا، في ذلك اليوم سنعتصم حيث يجب أن نعتصم وسنتواجد حيث يجب أن نتواجد وسيكون صوتكم عاليا مدويا، حتى الآن لم نصل إلى هذه النقطة، ولكنه إحتمال معتد به أمام ما نواجهه أحيانا من قلة مسؤولية، من عدم إدراك لحقيقة المسائل التي تعاني منها المنطقة على بعض المستويات في الدولة قد نصل إلى هذه النقطة.
النقطة الأخيرة في الهم البقاعي وأنتقل للبحث الإسرائيلي هي صورة المنطقة. أنا أعتقد أن هناك شيئاً متعمداً يحصل في لبنان، في مواقع التواصل الإجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام وفي بعض الأشخاص، في الحد الأدنى أنا وأنتم نعرف أن هناك شيئاً إسمه جيوش إلكترونية وتتدخل في مواقع التواصل الإجتماعي عند أي مفصل أو حادث، أنا أجد والبعض يوافق أو لا يوافق، أن هناك من يتعمد تشويه صورة منطقة البقاع وتشويه صورة بعلبك الهرمل، تشويه صورة أهلها ونتيجة فلان وجريمته أو فلان وفعلته أو فلان ومعصيته، حسنا هذا موجود عند كل الناس وعند كل المناطق وكل العائلات وكل البلد مبتلاً بأشخاص سيئين وأشخاص مجرمين، الإجرام اليوم، القتل، الممارسات اللاإنسانية الفردية التي تحصل هي موجودة في كل الطوائف وفي كل المناطق، لماذا عندما تحصل حادثة معينة في بعلبك الهرمل نجد ضجيجاً وعلى عدة أيام ومحاولة إساءة لصورة هذه المنطقة، اليوم في الذكرى السنوية الثانية للتحرير الثاني الذي كان لأهل بعلبك الهرمل والبقاع الحظ الأوفر في التضحيات والدماء والشهداء وتحمل أعباء هذه المعركة، أقول نحن نرفض أي تشويه لصورة هذه المنطقة، أنا الأن لا أجاملكم أنا عشت بينكم وما زلت على تواصل معكم، في الحد الأدنى نحن في حزب الله لدينا عدد كبير جداً من الأخوة من كل المناطق يعملون سوياً يحضرون في الجبهات سوياً في المكاتب في المعسكرات، في الأطر التنظيمية، في ساحات التضحية، ونحن نعرف أن العنوان الحقيقي الحقيقي الحقيقي والجوهري لأهل هذه المنطقة لعشائرها وعائلاتها هو الشرف والكرامة والعزة والنبل والكرم والشهامة والإستعداد العالي للتضحية والغيرة والحمية وحماية الجار، لذلك كنا نجد أهل هذه المنطقة وشباب هذه المنطقة في كل الجبهات، في معارك المقاومة من 1982، ما الذي أخذ أهل بعلبك الهرمل إلى بنت جبيل وإلى الخيام وإلى الطيبة وعلى خطوط التماس؟ وفي كل معارك الدفاع عن المنطقة وعن شعوب المنطقة ؟ شهداء من بعلبك الهرمل بدير الزور وبوكمال وبحلب وفي دمشق وعند السيدة زينب(ع) وفي كل المناطق، وأنا أعرف الان وأمام أي تحدي عندما يصرخ صارخنا وينادي منادينا ويقول لأهل البقاع ولأهل بعلبك الهرمل نريد رجالكم نريد شبابكم لندافع عن كرامة ومقدسات هذه الأمة وهذا البلد لن يبخل أحد، لا بدم ولا بمال.
لماذا إصرار البعض على هذه الصورة، هذا له صلة بالمنطقة، له صلة بهويتها السياسية، وبهويتها الجهادية ويجب أن يواجه، الدولة يجب أن تواجهه، هذا ليس تعبيراً عن رأي، يوجد أهل المنطقة يتعرضون للإهانة، للمسخ، هذه الأقلام يجب أن تحاسب قضائياً، هذه الألسن يجب أن تحاسب قضائياً، وإلا غير قاصر أحد أن يحاسب أحداً، خصوصاً عندما تصل المسألة إلى الكرمات، لكن أيضاً أنا أقول لكم يا أهلنا الشرفاء في المنطقة أيضاً أنتم لديكم مسؤولية، في العائلات في العشائر وأنا أدعوكم لهذا الإقتراح، كل عشيرة كل عائلة يوجد فيها وجهاء وشيوخ وعلماء ومفاصل ومؤثرين، لماذا تسكتون؟ لماذا نسكت على الأفراد المسيئين إلى سمعة العائلة أو إلى سمعة العشيرة أو إلى سمعة المنطقة، هناك اليوم أسماء كبيرة من عشائركم فيها الكثير من أهل العلم، من أهل الإختصاص، من كبار القوم، أهل أخلاق، أهل دين، أهل شرف، ولكن اليوم الإنطباع العام بالبلد صار عندما تذكر أسم العائلة الفلانية أو العائلة الفلانية أول ما يتسابق إلى ذهن الناس العناوين السيئة، يجب أن تدافعوا أنتم عن سمعة عائلاتكم وعشائركم، وذلك من خلال تحمل المسؤولية تجاه العناصر المسيئة في عشائركم وعائلاتكم، حاصروهم، إعزلوهم، إضغطوا عليهم، في الحد الأدنى اجلسوا وناقشوا كيف يمكن أن تنهزم هذه الظواهر السيئة التي تسيء إلى العائلات وإلى العشائر وبالتالي إلى أهل هذه المنطقة.
أنتقل إلى الموضوع الإسرائيلي، ما حصل ليلة أمس هو خطير جدا، وسأشرح وجه الخطورة لأنه يجب أن يكون الموقف بمستوى الحدث وبمستوى الخطر لا يسخف أحد الموضوع ويأخذه ببساطة، لاحقا نعود ونحلل.
ما حدث أمس ليلا في سماء الضاحية الجنوبية، دخلت طائرة مسيرة والطائرة نظامية وموجودة لدينا وربما نعرضها لاحقا على وسائل الإعلام ونتفاهم لاحقا نحن والأجهزة الرسمية كيف نتعاطى مع هذا الموضوع وأيضا حطام الطائرة الثانية هي ليست من نوع الطائرات التي يتم استئجارها هنا في المدن والقرى لتصوير الأعراس والحفلات، لا، هي طائرة عسكرية نظامية، بالحد الأدنى التي لدينا طولها يقارب المترين وصناعة عسكرية محترمة.
دخلت الطائرة الأولى في اليل إلى المنطقة المستهدفة الذي اسمه حي معوض في شارع معية بحي معوض في الضاحية الجنوبية. الطائرة الأولى كانت طائرة استطلاع مهمتها استطلاعية لأنها غير مزودة بأي مواد تفجير وحلّقت بشكل منخفض إلى حد أن أصبحت بين المباني، وهذا يعني انها تعطي صورة مشهد دقيق معين أو محاولة لإعطاء صورة دقيقة للهدف المقصود.
نحن كما قالت المصادر الإعلامية أو الجهات الإعلامية في حزب الله، نحن لم نسقط الطائرة هذه، ولكن شبان في الحي عندما شاهدوا طائرة طولها مترين ومنخفضة وباتت بين المباني وهذه الأمور كم نتحدث بشفافية وبصدق يساعد على الفهم لأن الحقائق هي التي يبنى عليها وليست الأوهام والاختراعات. فبدأوا برمي الحجارة على هذه الطائرة ووقعت سقطت نتيجة خلل فني أو نتيجة رمي الحجارة عليها لأنها هي أصيبت بأحد الحجارة وهذا واضح في بدن الطائرة، وقعت الطائرة.
بعد مدة زمنية بسيطة دقيقة أكثر دقيقتين جاءت الطائرة الثانية وبشكل هجومي وضربت مكاناً معينا ليس أن الطائرة الثانية كانت تحلق وحدث خلل وفجرت في الجو، لا ما حصل ليلة أمس هجوم بطائر مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان. هذا التوصيف الدقيق المنطلق من الوقائع. عندما نقول هذا خطير، لا يقلل من خطره أنه حمدا لله لا يوجد شهداء ولا جرحى، طبعا هناك أكثر من بناء تضرروا، الزجاج، والشرفات وأثاث المنازل والمكاتب، هذا حصل.
من لطف الله سبحانه وتعالى أن هذا الأمر حدث ليلة الأحد وفي هذه الأيام تعرفون أنه السبت والأحد تلعب كرة قدم بالضاحية بالطرقات الرئيسية، فأغلب الناس إما بالجنوب أو بالبقاع. هذا من لطف الله عز وجل وإلا كان بالتأكيد سقط شهداء وسقط جرحى، والله سبحانه وتعالى لطف بنا ليلة أمس.
كان إنفجاراً، وسمعه جزء كبير من أهل الضاحية. لم يكن إنفجاراً صغيراً. هذا هجوم مسير انتحاري على هدف في الضاحية الجنوبية، هذا أول عمل عدواني منذ 14 آب 2006، لأنه إذا أردنا أن نعتبر ان الضربة التي حصلت في جنتا قبل سنوات نقول يا أخي ضربوا على الحفة وضاعت الطاسة داخل الأراضي اللبنانية أو السورية. لكن هذا عدوان واضح وعلني. اليوم طبعا كل الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن مسيّرتين انتحاريتين أو مسيّرة انتحارية استهدفت الضاحية الجنوبية.
الآن يخرج أحد في الداخل، في العالم العربي ببعض الفضائيات، يقول لا، هذه قصة داخلية ومحلية، مسيّرات موجودة بالأسواق، لا، نظهرها لكم إن شاء الله وتتأكدوا أنها ليست مسيّرات موجودة في الأسواق، والإسرائيلي ضمنا ومن خلال أجواء كل وسائل الإعلام هو يعترف عملياً بأنه قام بالإغارة الجوية.
هذا خرق لقواعد الاشتباك التي تأسّست بعد معركة وحرب تموز، أول خرق واضح وكبير ولا أريد الحديث عن بقية الخروقات بالسماء، بالبر، ماشي كان كله يقطع، لكن هذا خرق كبير وخطير والله سلّم والله لطف.
بالنسبة لنا، يكون ناتنياهو مشتبه جدا عندما اتخذ هذا القرار أن هذا الأمر يمر، خصوصا، ربما يخرج أحد ويقول يا جماعة، حمداً لله ما في شهداء وما في جرحى واقتصر الأمر على الماديات.
القصة هنا ليسة قصة أن هذا الخرق، اسمعوني جيدا، ليسمعني اللبنانيون جيدا، هذا الخرق إذا سُكت عنه، هذا سيؤسس لمسار خطير جدا على لبنان، معناها كل يومين ثلاثة تخرج مُسيّرة مفخخة، مُسيّرة انتحارية تستهدف هذا المبنى وهذا المكان وهذه المزرعة وهذا البستان وهذا المسجد وهذا المجمع تحت عنوان ان هذه مُسيّرة والله اعلم من أين أتت.
يعني تكراراً لسيناريو العراق الذي يجري حالياً، الآن، من هنا ولاحقاً، ليسمعني كل العالم جيداً، نتحدث بكلام دقيق، هناك سيناريو بالعراق بدأ منذ أسابيع، مخازن للحشد الشعبي وفي محافظات مختلفة، تخرج مُسيّرات ثم يحدث انفجار، الآن الُمسيّرة ترمي صاروخ أو المُسيرة نفسها تسقط، هذا يظهره التحقيق. أول انفجار، ثاني انفجار، ثالث انفجار، رابع انفجار، مع تلميح إسرائيلي، تلميح بالحد الأدنى إلى تحمل المسؤولية والمفاخرة لأن نتنياهو يحتاج هذا وسأتحدث عنه قليلا.
“يسير المسار بالعراق، أول واحدة والثانية والثالثة والرابعة ربما صاروا خمسة ويكملون هيك هذا المسار” العراقيون يعرفون كيف سيتعاطون معه، الحكومة العراقية، الجيش العراقي، الحشد الشعبي، الشعب العراقي، هذا شأنهم وأنا لا أتدخل في قراراتهم. لكن بالنسبة لنا في لبنان، نحن لا نسمح بمسار من هذا النوع، هذا غير مسموح فيه، وسنفعل، وانتم معتادون على الأدبيات، وسنفعل كل شيء لمنع حصول مسار من هذا النوع، كل شيء يمنع حصول مسار من هذا النوع سنقدم عليه. هو على أيدينا، على مقدراتنا، الدولة اللبنانية تقوم بمسؤوليتها تدين هذا جيد، تعتبر أن ما حصل في الضاحية هو عدوان هذا جيد، تقدم شكوى لمجلس الأمن الدولي هذا جيد، تتكلم مع الأمريكيين والأوروبيين هذا جيد، ولكن هذا لن يوقف المسار، المسار الخطير الذي سيخرب لبنان من جديد، سيعيده إلى ما قبل العام 2000.نحن في المقاومة الإسلامية لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن. انتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرات إسرائيلية تقصف في مكان في لبنان ويبقى الكيان الغاصب لفلسطين آمنا في أي منطقة من مناطق الكيان.
من الزمن الغابر، من الزمن الماضي، اليوم قرأت أن الجيش الإسرائيلي يقول لسكان الشمال “ما في شيء. عيشوا حياتكم طبيعية” أنا اليوم من بلدة العين في البقاع في الذكرى السنوية الثانية للتحرير الثاني عندما هزمنا داعش والنصرة جماعة أمريكا وإسرائيل في لبنان أقول لسكان الشمال ولكل سكان فلسطين المحتلة: لا تعيشوا، لا ترتاحوا، لا تطمئنوا ولا تراهنوا لحظة واحدة أن حزب الله سيسمح بمسار وبعدوان من هذا النوع.
وأول الرد، أول الرد، هنا أيضا اسمعوني جيدا، أول الرد اسمه ما يلي، يحتاج لبعض الشرح، نحن من العام 2000 ولاحقا من ال2006 تعايشنا مع الُمسيّرات في السماء اللبنانية وكنا نستطيع إسقاطها ولم نسقطها حتى لا يخرج أحد في لبنان يتفلسف علينا ويقول حزب الله بدو يعمل مشكل، وحزب الله بدو يجر البلد إلى صدام، وحزب الله يمس بالسياحة، والاقتصاد، ويحملونا مسؤولية كل شيء، قلنا يا أخي ماشي الحال رغم أن ما يجري، عمل الُمسيّرات ليس فقط خرق للسيادة وإنما استباحة أمنية كاملة، هنا فوق الضاحية، فوق بعبدا، فوق كل المناطق اللبنانية. الناس جالسة في القرى تسمع بالأذن صوت المُسّيرة الإسرائيلية المزعجة، ولم يحرك أحد ساكنا من العام 2000 ونحن سنة 2019.
يا دولة، يا حكومة، يا ناس تذكرون، أنا بكثير من الخطابات كنت أفتح هذا الموضوع وأقول اعملوا معروف اوجدوا حلاً وعلاجاً، إذا كان القرار الدولي الصادر حول حرب تموز يمنع الخروقات الإسرائيلية لما لا تتوقف.
أنا من الآن أقول لكم: الُمسيّراات الإسرائيلية التي تدخل إلى لبنان، في نظرنا لم تعد مُسيّرات خرق سيادة، لم تعد مسيرات جمع معلومات، صارت مسيرات تفجير وعمليات انتحارية وعمليات قتل، وبالتالي من حقنا الآن، بات له علاقة بالاجراء يمكن مش كل يوم وكل جمعة يمكن كل ساعة هذا لديه علاقة بالتكتيك، لكن أنا بشكل واضح جدا، وأعرف أن هناك أناس سينزعجون، “خليهم” ينزعجوا، من الآن فصاعدا نحن سنواجه المسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان، المسيرات الإسرائيلية عندما تدخل إلى سماء لبنان سنعمل على إسقاطها، “خلي” الإسرائيلي يأخذ علما. من الآن لن ننتظر أحد في الكون، لن نقبل بأن تُستباح مدننا وقرانا لا بالسيادة ولا بالأمن ولا بالقتل هذا انتهى. ” إذا كان هناك أحد حريص بلبنان أن لا يحدث مشكل يتحدث مع الأمريكي ليتحدث بدوره مع الإسرائيليين ينضبوا ينضبوا”.
الأمر الثاني الذي يجب أيضا ان أتوقف عنده هو ما حصل في سورية، أتحدث بهاتين النقطتين وأختم بنتنياهو. وكلمة للإسرائيليين الذاهبين إلى الانتخابات.
في سوريا أمس حصل قصف جوي استهدف أحد البيوت والمنازل في بلدة عقربة في ضواحي دمشق. نتنياهو فاخر بما قام به، وهو أعلن وجيش العدو أعلن بأن المستهدف هو مركز لقوة القدس وبأن المستهدف هم إيرانيون وأنه وأنه وأنه ويقدم نفسه بطل قومي وشجاع ومقدام. هو يكذب على الشعب الإسرائيلي، إن كان هناك شعب، على المستوطنين الذين يحتلون فلسطين المحتلة، هو يكذب على ناسه، على شعبه، يبيعهم كلام فاضي ويخالف الحقائق الواقعية والميدانية.
أمس، أغار سلاح الجو الإسرائيلي، ليس على مركز لقوة القدس، بل على مركز لحزب الله. الذين كانوا في هذا، وهو بيت وليس موقعاً عسكرياً، بيت يجلس فيه الشباب كالبيوت التي يرتاحون فيها عادة. هذا المكان الذي قصف لا يوجد فيه إلا شباب لبنانيون من حزب الله. وفي هذا المكان أمس ليلا ارتقى فيه شهيدان، الشهيد حسن يوسف زبيب والشهيد ياسر أحمد ضاهر.
أنت يا نتنياهو ويا “جيش إسرائيل” تعلمون أننا نحن لا نمزح، وكل السنين الماضية لم نكن نمزح، وبعد قتل إخواننا وأعزئنا بالقنيطرة الشهداء، وشاهدتم بعدها أننا لم نكن نمزح. وأنا قبل عدة أيام لم أكن أمزح، وقلنا إذا قتلتم أي من إخواننا من حزب الله لبنانيين، حتى لا يأتي أحد ويقول لي يا أخي استهدفوا السّوريّين أو الإيرانييّن او العراقييّن، أنت تأتي وتفتح لنا مشكل في لبنان، لا، الذين قُتلوا هم كلُّهم أخواننا وأعزّائنا، لكن هؤلاء أولادنا من قرانا، من عائلاتنا، هؤلاء شبابنا، أنت تعلم أنّه لدينا إلتزام واضح، وسأعيد تذكير العالم كلّه بهذا الالتزام، “إذا قتلت إسرائيل أيً من إخواننا في سوريا، نحن سنرد على هذا القتل في لبنان وليس في مزارع شبعا”.
أنا أقول للجيش الإسرائيلي على الحدود من هذه اللّيلة “قف على الحائط على رجل ونصف وانتظرنا، يوم، إثنان، ثلاثة، أربعة، انتظرنا”، وأقول للإسرائيلييّن ليس فقط على الحدود، في ما يعني لأنّ الموضوعين قد دخلوا في بعضهم، هنا لدينا موضوعان أصبحوا موضوع واحد، في نهاية المطاف لو تجاهلت ما جرى في دمشق، الموضوع الأوّل كافي للتّصرف بطريقة مختلفة، لذلك لا، “ما حصل ليلة أمس لا يقطع، معنا نحن لا يَقطَع”، ما أريد أن أقوله للإسرائيليين، نتنياهو يشتغل إنتخابات، جرت العادة عند الأحزاب الإسرائيلية أن تجري إنتخابات بدماء الفِلَسطينييّن ودماء اللّبنانيين والسّوريين والعراقيين وشعوب المنطقة، لكن أيّها الإسرائيليون هذه المرّة نتنياهو يقوم بإجراء إنتخابات بدمائكم أنتم، يلعب بدمائكم أنتم، يستجلب لكم النّار من كلّ مكان، وإلا ماذا لديه عمل في العراق؟ لما يريد أن يذهب لاستهداف مخازن الحشد الشعبي في العراق، هو يأتي بالنّار العراقية إليكم، ويأتي بالنّار السورية إليكم، وهو الآن يأتي بالنّار اللبنانية إليكم، أمّا النّار الفلسطينية فهي قائمة بفعل حصاركم لغزّة، وعدوانكم على الضفة، واستكباركم على الشعب الفلسطيني، هذا الرّجل الخائف من نتائج الانتخابات، هذا الرجل الذي عليه ملفات تُهم فساد وتنتظره المحكمة، ومصيره اما رئاسة مجلس الوزراء أو السّجن، ليس لديه أي مشكلة أن يجري إنتخابات بدماء الناس، نتانياهو أيّها الإسرائيليون يقودكم إلى حافّة الهاوية، وقد يُسقطكُم في الهاوية إذا واصل العمل بهذه العقلية وبهذه الطريقة.
أيُّها الأخوة والأخوات، في هذه الذّكرى العزيزة والغالية، نحن اللّبنانيون، جيش وشعب ومقاومة وأجهزة أمنيّة ودولة وقوى سياسية وناس وطوائف ومناطق وعائلات وعشائر، نحن صنعنا أمننا في البقاع وفي الجنوب وفي لبنان بأيدينا، صنعنا أماننا يأيدينا، بدماء جنودنا ومقاومينا، نحن تحمّلنا أعباء أن يكون لبنان واحة أمن وسلام في كل هذه المنطقة التي تدمّرها أمريكا وجماعة أميركا في المنطقة، نحن لن نسمح بإعادة عقارب السّاعة الى الوراء، لن نسمح بأن يُصبح لبنان مستباحاً، لا لقصف، ولا لقتل، ولا لتفجير، ولا لإنتهاك حُرمات، هذا أمر بالنسبة إلينا خط أحمر، ويجب جميعاً أن نتحمّل المسؤوليّة.
نحن نأمل أن يكون هناك موقف وطني موحّد وقويّ وجريء وشجاع، العودة الى الإنقسامات على الخلفيّات القديمة لن تُقدّم ولن تُؤخّر شيئاً ولكنّها ستؤذي البلد، اذاً نحن ببركة هذه الإنتصارات ومن موقع القوّة والبصيرة والوعي، سندافع عن بلدنا عند كلّ حدود، في الحدود الجنوبية، والشرقية، الشمالية، وفي البحر، والآن سندخل وندافع عن سمائنا بما نستطيع، وبما تقتضيه الحكمة والمسؤوليّة والمصلحة، هذه هي المرحلة الجديدة التي فرضها العدوّ، نحن أهلُها وأنتم أهلُها، إذا كان يراهن على أنّنا في مكان ما عندنا ضعف أو وهن أو ما شاكل وفرِح بالحصار المالي والإقتصادي، هو لا يعرفنا، نحنُ حاضرون أن نجوع ولكن أن نبقى أعزّاء هكذا كنّا طوال التّاريخ، نحن نبيع بيوتنا ونقاتل، ولكن لا نسمح لأحد أن يمسّ بكرامتنا وسيادتنا وعزّتنا ووجودنا في لبنان وفي المنطقة، هذه هي رسالة الشُّهداء اليوم، رسالة الشّهيد السّيد عباس الموسوي، أستاذنا ومعلّمنا، رسالة شهداء أهلنا في البقاع وفي بلدة العين، شهداء البقاع الذين حملوا الرّاية وفي كلّ الميادين، هذه الرّسالة أطلقتها اليوم بإسمكم، واضحة جليّة غير قابلة للتّأويل ولا لتّفكير، ونحن أمام مرحلة جديدة وليتحمّل الكلّ مسؤوليّته في المرحلة الجديدة ونحن في مقدّمهم.
كل عام وأنتم بخير، كل تحرير وأنتم بخير، وكل إنتصار وأنتم بخير، والسلام عليكم يا أهل الخير ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية