لم يعد الاحتراق النفسي “Burnout” مرضا يقتصر على البالغين فقط، فمع زيادة الضغوط والأعباء النفسية في الحياة العصرية أصبح المراهقون أيضا يقعون فريسة له. وينبغي مواجهة الاحتراق النفسي لدى الشباب مبكرا لتجنب عواقبه الوخيمة المتمثلة في تعاطي المخدرات والتفكير في الانتحار.
وقال الدكتور مايكل شولته ماركفورت إن الاحتراق النفسي لم يعد مرضا يهاجم المديرين والأشخاص الطموحين الذين يسعون للكمال فحسب، بل أصبح يهاجم الشباب والمراهقين أيضا بسبب نمط الحياة المعاصرة، الذي يؤدي إلى وقوعهم تحت ضغوط وأعباء نفسية كبيرة.
وأوضح الطبيب النفسي الألماني أن أهم أسباب الضغوط النفسية لدى المراهقين والشباب تتمثل في رغبة الأهل في حصولهم على مجموع كبير في المدرسة، إلى جانب التسجيل في الكثير من الدورات التدريبية بغرض تنمية المهارات والقدرات، الأمر الذي يشكل عبئا نفسيا كبيرا على المراهقين.
ومن جانبها، أشارت غابرييلا برنغر إلى أن الضغط الاجتماعي يلعب دورا كبيرا في وقوع المراهقين فريسة للاحتراق النفسي، حيث يسعى الشباب دائما للقبول الاجتماعي، مما يجعله يضع نفسه دائما في مقارنات مع غيره.
وأكدت مديرة لمركز علاج التوتر النفسي بالعاصمة الألمانية برلين أن التقييم المستمر في جميع المجالات يمثل عبئا نفسيا هائلا على الشباب، مشيرة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في ذلك بشكل كبير، ونمط الحياة المعاصرة أدى إلى تفاقم المشكلة، حيث تسببت قلة الحركة والرياضة في عدم قدرة الشباب على مواجهة الضغوط والأعباء النفسية المتزايدة.
وبدورها أوضحت الطبيبة النفسية الألمانية هيلغا لاند كيستينيش أن أعراض الاحتراق النفسي لدى الشباب والمراهقين تنقسم إلى أعراض جسدية تتمثل في صعوبات النوم وضعف التركيز والشد العضلي وتراجع القدرة على بذل المجهود والصداع وآلام البطن الشديدة، وأعراض نفسية كاعتلال المزاج والحزن والاكتئاب والانهزامية والعزلة الاجتماعية.
وأضافت لاند كيستينيش أنه في المراحل المتأخرة من الاحتراق النفسي قد يصل الأمر إلى حد تعاطي المخدرات وشرب الخمر والتفكير في إيذاء النفس كالتفكير في الانتحار مثلا. وفي هذه الحالة يستلزم الأمر استشارة طبيب نفسي.
وكي لا يصل الأمر إلى هذا الحد من الأساس، يتعين على الأهل عدم إثقال كاهل الأبناء بالأعباء والضغوط النفسية، كما يمكن مواجهة التوتر النفسي من خلال ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل.
المصدر: الوكالة الالمانية للانباء