بشروطِ كيم جونغ أون خطا دونالد ترامب بضعَ خطواتٍ داخلَ الشطرِ الشمالي لشبهِ الجزيرةِ الكورية. الموافقةُ على اللقاءِ جاءت بعدَ طلبٍ تقدمَ به الرئيسُ الاميركيُ عبرَ تويتر. مصافحةٌ ثالثةٌ بعدَ لقاءَي هانوي وسنغافورة ، واستعراضٌ أمامَ الكاميراتِ في خطوةٍ وصفَها الرئيسُ الاميركيُ بالتاريخية ، وكادَ أن يَنعَتَها بخطوةِ القرنِ جرياً على عادتِه في اختيارِ عناوينَ منتفخةٍ كالصفقةِ الشرقِ أوسطية السيئةِ السُّمعةِ والصيت، الا أنَ الحدثَ في المنطقةِ المنزوعةِ السلاحِ لم يُقدِّم ترامب ولو شبراً الى الامامِ في ازالةِ الاسلحةِ النوويةِ لبيونغ يانغ، كما اِنه لم يُخفِّف من اخفاقِه المدوِّي في مؤتمرِ البحرين الذي رُوِّجَ له لشهورٍ وسنين ، ولا في شَقِّ الوحدةِ الفلسطينيةِ التي تجلت بأبهى صورِها ، ولا في تطويعِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانيةِ العصيةِ على الحروبِ العسكريةِ والاقتصاديةِ منذُ أكثرَ من أربعينَ عاما.
الى الجمهوريةِ اللبنانيةِ حماها الله من شرورِ الفتنِ وخطوطِ نارٍ بغيضة. الوزير صالح الغريب ينعى احدَ مرافقيهِ الذي قضى باطلاقِ نارٍ على موكبِه في منطقةِ قبر شمون والذي اصيبَ به ايضاً اثنانِ من مرافقيه. الحادثُ المؤسفُ وقعَ بعدَ توتراتٍ وقطعِ طرقاتٍ في الجبلِ تزامناً معَ زيارةِ الوزيرِ جبريل باسيل الى المنطقةِ والتي كانَ من المقررِ أن تُختتمَ في خلدة بعَشاءٍ يقيمُه طلال ارسلان على شرفِ رئيسِ التيار الوطني الحر ونوابِ تكتلِ لبنانَ القوي وفعالياتٍ ومشايخ.
واِن اختلفتِ الروايات ، فانَ النتيجةَ ملامِسةٌ للخطوطِ الحمرِ في مساحةٍ حساسةٍ وتوقيتٍ أكثرَ حساسيةً في عمرِ وطنٍ لا يَحتملُ ادخالَه في متاهاتٍ أمنيةٍ تضافُ الى معضلاتٍ اقتصاديةٍ ومشاكلَ اجتماعية.