عكفَ دونالد ترامب على تبريرِ تَراجُعِهِ امامَ ايران،َ وعلى الملأِ وامامَ الاِعلام. لم يُسعفهُ التناقضُ الذي بلغَ حدَ التضادّ، ليخلُصُ الاميركيونَ الى صُعوبةِ واقعِ رئيسِهِم، وغيابِ الاستراتيجيةِ عن السياساتِ الخارجية…
خطوةُ ترامب غيرُ المسبوقةِ بنظرِ حُلفائِهِ جعلتِ الصهاينةَ يُقيمونَ مجالسَ العويلِ على ما آلت اليهِ الحال فيما العربُ الواقفونَ على فُوَّهَةِ الخليجِ بَلعوا اَلسَنَتَهُم، وبلغَت قُلوبُهُم الحناجر التي بُحَّت بعد طولِ تَحريض.
وعلى اجنحةِ الطائرةِ الاميركيةِ المحطمة، وصلتِ الرسائلُ الايرانيةُ إلى من يَعنيهِمُ الامر، تَوَّجَها مجلسُ خبراءِ القيادة بالتحذيرِ من مغبةِ الممارساتِ اللا شرعيةِ للنظامِ الاميركي وحلفائِهِ في المِنطقة، معَ التأكيدِ أنَّ الجمهوريةَ الاسلاميةَ الايرانيةَ لن تكونَ البادئةَ بأيِ حرب، لكنها ستواجِهُ أيَّ عدوانٍ وأطماعٍ بصلابةٍ وقوة.
قوةُ الموقفِ الايراني زادت من جدولِ مواعيدِ الوفودِ الحاملةِ لرسائلِ التهدئة، وابرزُها وزيرُ الدولةِ البريطاني لشؤونِ الشرق الاوسط الذي سيصلُ طهرانَ في محاولةٍ لِلَجمِ التصعيدِ على ما ذَكَرَت مصادرُ الحكومةِ البريطانية.
في الشرقِ الاوسطِ الملتَهِبِ، هناكَ من يعاودُ محاولةَ حرفِ الانظارِ، وامامَ العالمِ المتفرجِ على خيبةِ الاميركي وحلفائِهِ، عَودٌ الى اخطرِ صفقةٍ لِبيعِ فِلَسطينَ ومقدساتِها، عبرَ كلامٍ لِصِهرِ الرئيسِ الاميركي وعَرابِ الصفقة جاريد كوشنير نقلتهُ وَكالةُ رويترز من اَنَ اَوَلَ مرحلةٍ في الصفقةِ تَقتَرِحُ استثماراتٍ قَدرُها خمسونَ مِليارَ دولارٍ في المنطقة، لشراءِ المواقفِ بأخَسِّ الاثمان، فهل ثمَنُ القدسِ عندَ بعضِ العربِ حفنةٌ من الدولارات، ام اَنَ قَداسَتَها وحقَّ اهلِها اغلى من كلِ الصفقات؟
في بلدِ الصفعات، في لبنان، صُمَّتِ الحكومةُ عن قَرارِ اساتذةِ الجامعةِ اللبنانية معاوَدَةَ الاضراب، ولم يُسْمِع وزيرُ التربيةِ اللبنانيينَ سِوى التَفَهُّم، فيما مسؤوليةُ الحكومةِ مجتمعةً باتت اِعلانَ النفيرِ العامِّ والتباحُثِ مع اساتذةِ الجامعةِ بكلِ جِديةٍ لانقاذِ العامِ الدراسيِ لاكثرَ من ثمانينَ الفَ طالبٍ، بل لانقاذِ الجامعةِ اللبنانيةِ كصرحٍ تربويٍ ووطني..
خطوةٌ حكوميةٌ مطلوبةٌ لا تَحتَمِلُ التسويفَ المعتاد، فوَضعُ الجامعةِ اللبنانية ومصيرُ طلابِها في اصعبِ حال..