يتعرّض مديرو المحتوى العاملون في منشأة تعديل محتوى “فيسبوك” في تامبا، فلوريدا، التي تديرها شركة الخدمات المهنية “كوغنيزانت” Cognizant، لظروف مؤلمة وغير صحية وخطيرة للعمل، أدّت إلى وفاة شخص.
والموقع هو الأقل أداءً في أميركا الشمالية، إذ لم تطبق سياسات فيسبوك إطلاقا بدقة 98 بالمائة، كما هو منصوص عليه في عقد كوغنيزانت.
ويخضع المديرون الذين يقومون بمراجعة ما يصل إلى 200 منشور على فيسبوك يتم الإبلاغ عنها يوميًا والتي تصوّر إساءة معاملة الحيوانات، والقتل، وغيرها من الأعمال المروعة، لظروف عمل “جهنّمية”، وفقًا لتحقيق أجراه موقع “ذا فيرج”، ويكشف كيف يقضي عشرات الآلاف من الأشخاص أيامهم معرضين لأسوأ ما تقدمه الإنترنت.
ولأول مرة، قام ثلاثة من منسقي محتوى فيسبوك السابقين في أميركا الشمالية بخرق اتفاقيات عدم الإفصاح، متحدثين عن ظروف العمل على الموقع. وقال أحد المشرفين للموقع: “أعتقد أن فيسبوك يحتاج إلى الإقفال”.
تعرض أحد هؤلاء المتعاقدين لأزمة قلبية على مكتبه، وتوفي لاحقًا في أحد المستشفيات. في اليوم التالي، رفضت الإدارة إخبار زملاء العمل في الشركة بما حدث، ورفضت أن تناقش الأمر خشية أن يضرّ ذلك بالإنتاجية.
وشارك الموظفون قصصاً عن كيفية عملهم في مكاتب قذرة عندما كانوا مرضى لأن قضاء يوم عطلة قد يعني طردهم. وتحدثوا عن كيفية تجاهل الموارد البشرية لشكاويهم، وقالوا إنّ المرافق الموجودة في موقع تامبا غالبًا ما تكون قذرة.
وأوضح التحقيق أنّ المعارك اللفظية والجسدية في المكتب شائعة، وكذلك تقارير السرقة.
وخلص التحقيق إلى أن المنصات الضخمة مثل فيسبوك وغوغل تتعامل مع جيوشها من المشرفين على المحتوى على أن في إمكانها الاستغناء عنهم لأن الذكاء الاصطناعي سيكون في يوم من الأيام قادرًا على أداء المهمة لهم. وقالت إنّ المشرفين البشريين الذين يعانون في كثير من الأحيان من اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق، “يُنظر إليهم على أنهم نتوء سريع في الطريق إلى مستقبل مدعوم من الذكاء الاصطناعي”.
ويقول فيسبوك إنه سيجري تدقيقًا لمواقع شركائه وإجراء تغييرات أخرى لتعزيز رفاهية المقاولين. وقالت الشركة إنها ستفكر في جعل المزيد من المشرفين يعملون بدوام كامل في المستقبل، وتأمل في يوم ما تقديم المشورة للمشرفين بعد مغادرتهم.
المصدر: العربي الجديد