لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى ان فلسطين التي هجر الصهاينة الملايين من شعبها ويحاصرون غزة منذ سنوات اصبحت بالنسبة لبعض العرب قضية رفع عتب هزيل جدا ، مشيرا ان “اسرائيل” لم تعد عدوا للوضع العربي الرسمي وهذا ما عبرت عنه القمم العربية.
واكد السيد نصر الله في اطلالته في احتفال تكريمي للقائد الحاج اسماعيل زهري، ان اسوأ ما في الوضع العربي هو التطور في الموقف السعودي الذي بدأ ينتقل من العلاقة خلف الستار والتواصل مع الإسرائيليين في السر الى العلن، مشيرا ان هناك تطبيعا سعوديا مع اسرائيل يقدم اليوم بالمجان بلا اثمان وبلا مكاسب للفلسطينيين او العرب ، معتبرا ان المطلوب التمهيد للاعتراف باسرائيل وهذا اخطر ما ستقوم به السعودية.
وشدد ان على الجميع ان يتخذ موقفا وهذا ليس موضع مجاملة فهذا السلوك سواء صدر من اي انسان يجب ان يكون موقع ادانة ورفض وشجب لانه يخدم العدو. وقال انهم لن يبدلوا مواقفهم ونحن لن نبدل خياراتنا ومع هذا المشهد العربي الهزيل نتمسك بمقاومتنا.
واكد السيد نصر الله اننا اذا كنا نريد ان نبحث عن اسم للخيار الفلسطيني سنجد اسم الشهيد محمد الفقيه هو عنوان فلسطين وخيار فلسطين وشعبها لذلك نحن لسنا قلقين على القناعة والوعي لدى الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني والشعوب التي واجهت ولكن من حقنا ان نقلق على ثقافة الامة التي سيقومون بتضليلها.
السيد نصر الله اعتبر ان السعودية ما زالت مصرة على مواصلة الحروب في كل الساحات ورفض كل الايدي الممدودة وعلى المستوى اليمني تستمر الحرب والهجوم على المناطق المختلفة وهناك اجرام يحصل بحق أهل اليمن وهناك مجزرة ارتكبها “الدواعش” بغطاء سعودي في الصراري لان هذه ثقافة السعودية والوهابية و”داعش” و”جبهة النصرة” حتى لو تم تغيير اسمها”.
واضاف انه في البحرين احتشد الناس الوفيون الفدائيون حول بيت الشيخ عيسى قاسم ومنعوا السلطة من ارتكاب حماقة او اعتقاله مشددا على ان صورة الشيخ قاسم انصع من ان يتمكن اصحاب العقول الظالمة من ان ينالوا منه، واضاف اننا نعلن وقوفنا وتضامننا الى جانب هذا الشعب وهذا القائد.
واعتبر سماحته ان وزير الخارجية السعودي نصب نفسه وليا على الشعب السوري متوجها اليه بالقول انت لست في موقع من يفرض الشروط ، والوقائع تقول للسعودي انك لن تفرض الشروط.
ولفت الامين العام لحزب الله ان ما جرى في حلب اهميته لا ترتبط فقط بالازمة السورية بل بالوضع الاقليمي والمشاريع والمعادلات الاقليمية والاحلام الامبراطورية الاقليمية، وما سقط في حلب قبل ايام احلام امبراطورية امام صمود ووعي الشعب.
وتوجه للسعودية بالقول ان مشروعكم لا مستقبل له ، وحكام السعودية امام فرصة لتدارك كل الوضع في المنطقة ولديكم فرصة لتكونوا شركاء ويكون لكم حصة اما اذا استمريتم بنهج الحروب ستهزمون ومشروع آل سعود سيهزم وسيلحق به العار. كل المعطيات من كل الميادين تقول ان المنطقة تسير بهذا الاتجاه والقوى الكبرى غدا عندما تصطدم بمصالحها ستقول لكم اعقلوا وسينتهي التوظيف.
وقال ان اليمن جاهز للتفاوض والبحريني والسوري والايراني والعراقي، فلا تتكبروا ولا يعميكم الحقد بل كونوا شركاء في معالجة أوضاع المنطقة.
على المستوى اللبناني طالب سماحته الحكومة اللبنانية ان تتخذ موقفا مما يجري الان في بلدة الغجر حيث الاسرائيلي ينفذ اجراءات لتثبيت الهيمنة على الجزء اللبناني من الغجر ولم يتكلم احد، والحكومة مطالبة ان تتحرك في هذا الموضوع.
وتطرق الى ما حصل في الايام الماضية على هامش القمة العربية مشيرا ان موريتانيا بلد عربي مسلم نكن له التقدير ولا ننسى مواقفه الى جانب المقاومة داعيا من اساء في لبنان من سياسيين او اعلاميين او جهات رسمية الى موريتانيا ان يبادروا ويعتذروا.
وعلى الصعيد الاجتماعي اكد السيد نصر الله ان هناك ملفات اصبحت ضاغطة جدا لا تتحمل اي تأجيل والحكومة هي المسؤولة، منها تلوث الليطاني وبحيرة القرعون وهي هذه قضية وطنية تعني كل المناطق ويجب اتخاذ اجراءات لحلها وغير مسموح من احد من الاحزاب السياسية تغطية احد واي تهاون فيها هو شراكة في القتل.
واضاف هناك ملف اخر ضاغط بقوة في هذه الايام هو ملف الماء وكثير من البلدات والمدن عطشى والحكومة مسؤولة وكذلك موضوع الكهرباء ، ودعا لضبط ملف الانترنت غير الشرعي مشيرا انه عندما يتم التعامل معه قانونيا بشكل جيد يدخل مئات ملايين الدولارات الى الخزينة.
السيد نصر الله تحدث عن القائد ابراهيم زهري مشيرا انه كان صافيا متواضعا حنونا شجاعا مقداما حاضرا في الميدان وكان يتابع التفاصيل رغم المرض وكان صاحب علم ومعرفة، وقال ان الحاج ابو خليل كان من القيادات الأساسية في حرب تموز والذين ساهموا بالإنتصار مشيرا انه من أهم ضباط المدفعية في المقاومة الإسلامية.
واكد اننا اذ نكرم الحاج اسماعيل زهري نكرم من خلاله كل اخوانه الذي مضوا والذين استشهدوا ونعاهد ان امانتكم ايها القادة والشهداء والمجاهدون والجرحى هي في ايدي بقية اخوانكم ولن يبدلوا تبديلا، وفي الذكرى العاشرة لحرب تموز، 33 يوما تشهد احداثها ان في هذه المسيرة رجال ونساء وكبار وصغار وقادة وزعماء وعلماء يصرون ويثبتون ويصمدون حتى في اصعب الايام وآتى صبرهم وصمودهم نصرا، وهذه الامانة يا ابا خليل عند اهل الامانة ان شاء الله وكن على ثقة ان ابناءك ورفاقك سيواصلون دربك حتى النصر الاتي ولن يتحقق على ايديهم الا المزيد من العز والكرامة والتحرير.
المصدر: موقع المنار