لم تتوقف صفاراتُ الانذارِ في المستوطَناتِ القريبةِ من قِطاعِ غزة، في وقتٍ كانت المقاومةُ تُذَكِرُ قوماً عُرفَ عنهم انهم لا يتَّعِضونَ منَ العِبَر، تُذكِرُهُمُ بمعادلاتٍ أرستها وعِمادُها النارُ بالنارِ والبادي أظلم..
اِلا أنَ صفاراتِ الانذارِ الاقوى وقعا كانت تلكَ التي لا شكَ وَصلَت الى مسامعِ نتنياهو وجيشِهِ من أنَ دائرةَ النارِ ستتسعُ في أيِ مواجهةٍ مقبلة، لتصلَ الى مُفاعلِ ديمونا ومصافي النِفطِ في حيفا وغيرِها من الاماكنِ الحساسةِ والاستراتيجية.
وحتى يدركَ الصهيانةُ أنَّ التهديداتِ جديةٌ، أوصلت المقاومةُ زخةً من صورايخِها الى محيطِ القدسِ المحتلة، مؤكدةً أنَّ هناكَ تنسيقاً كاملا بينَ الفصائلِ في غرفةِ العمليات.
والحالُ هذهِ، فاِنَ دائرةَ الامانِ حولَ الكِيانِ تَضيقُ حتى تكادُ تتلاشى. وسيجدُ الصهاينةُ أنفُسَهُم تائهينَ ليس في صحراءِ النقبِ فقط، بل بينَ معادلاتِ الجَنوبِ والشَمال، وآخرُها تهديدُ الامينِ العامِّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله بأنَ فِرَقَ جيشِ الاحتلالِ التي ستدخُلُ الاراضي اللبنانيةَ ستُدَمَّرُ وتُحَطَّمُ امامَ الشاشاتِ العالمية.
المعارضةُ الصِهيونيةُ اتَهمَت نتانياهو بانهُ يتهيبُ المواجهةَ ويفتقر الى الحزمِ مع قطاع غزة، فهل يلجأُ نتانياهو الى الخارجِ في وقتٍ يَضيقُ عليهِ الخِناقُ داخليا..
فالسعوديةُ تفتحُ الابوابَ لوفدٍ صِهيونيٍ على لسانِ رئيسِ ما يُسَمى رابطةَ العالمِ الاسلامي. وما الذي يمكنُ ان يقدِمَ ترامبُ اكثرَ مما قَدَمَهُ لنتانياهو، اما ما يُقَدِمُهُ للعربِ فلا يعدو غيرَ وعودٍ كاذبةٍ تُضاف الى ما احصتهُ صحيفةُ الواشنطن بوست الاميركية من اَنَ عَدادَ الكُذِبِ للرئيسِ الاميركي سَجَّلَ اكثرَ من عَشَرَةِ آلافِ كِذبَةٍ حتى الان، بينَها ثلاثةٌ وثمانونَ كذبةً في يومٍ واحدٍ، والحبلُ على الجرارِ كما يقال ..
في حقيقةِ الواقعِ اللبناني لا جديدَ يُقال، فنقاشُ الموازنةِ معلَّقٌ حتى الاِثنين، وما عَلِقَ في اذهانِ اللبنانيينَ عبرَ تصريحاتِ السياسيينَ يُفيدُ بأنَّ النقاشَ لا يزالَ طويلاً..
المصدر: قناة المنار