اكتشف علماء برازيليون أخيراً لعبة غريبة يمكنها تعزيز القدرات الدماغية في أقل من ساعة، من خلال جعل الناس يشاهدون صوراً حقيقية لنشاطهم الدماغي أثناء تخيل قيامهم بأعمال جسدية، مما قد يفتح الباب لابتكار علاجات أفضل للسكتة الدماغية ومرضى باركنسون.
وطلب الباحثون من المشاركين الـ 36 الأصحاء في الدراسة التي نشرتها مجلة “نيورو إيمدج” Neuroimage تخيل تحريك أيديهم اليسرى مع إبقائها ثابتة لمدة نصف ساعة، وعرضوا على نصفهم صوراً حقيقية ليعرفوا ما إذا كانوا ينشطون الأجزاء الصحيحة في أدمغتهم، في حين عُرضت على البقية صور وهمية. وقُيّم اتصال كل شخص بدماغه قبل التمرين وبعده.
ووجد الباحثون من معهد D’Or للبحث والتعليم أن الجسم الثفني (أكبر هيكل من المادة البيضاء في الدماغ، ويتكون من ملايين الألياف العصبية التي تربط بين النصفين الدماغيين الأيمن والأيسر، ويسهل الاتصال بينهما) كان أقوى لدى من شاهدوا صوراً حقيقية لنشاطهم الدماغي. ولاحظوا أن الشبكة العصبية التي تتحكم بحركات الجسم لديهم عُززت بعد التمرين.
كما عززت اللعبة مجموعة من مناطق المخ تعرف بـ “شبكة الوضع الافتراضي”، وهي الجزء الذي يسمح لنا بأداء المهام بطريقة تلقائية خلال أحلام اليقظة. ويتلف هذا الجزء أو يعمل بصورة غير طبيعية بعد الإصابة بسكتة دماغية أو مرض باركنسون، في حين لم يلاحَظ أي من التغييرات السابقة، على من عرضت عليهم الصور الوهمية لنشاطهم الدماغي.
ويطلق على الآلية التي اعتمدت عليها الدراسة اسم “الارتجاع العصبي” Neurofeedback، وهي تقنية حديثة تستخدم لعلاج كثير من الاضطرابات النفسية والعصبية وتحسين القدرات الذهنية والمعرفية، بوصل مجسات إلكترونية لقياس الموجات الدماغية، على جهة الرأس الخاصة بالفص الدماغي المراد تدريبه، ثم استخدام حاسوب يوضح للشخص ما إذا كانت تلك الأمواج بالمستوى المطلوب، لمساعدة الدماغ على التعرف على الاستجابات الطبيعية لأدائه.
وأوضح الدكتور ثيو مارينز، مؤلف الدراسة، أن “الارتجاع العصبي” قد يكون وسيلة لتنظيم عمل مناطق الدماغ التي توقفت عن أداء مهامها بالشكل الصحيح، وأنه يعتمد على استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، ليشاهد الناس نشاطهم العقلي الفعلي مباشرة، ويتمكنوا من السيطرة عليه. وقال: “كنا نعرف أن الدماغ لديه مقدرة مذهلة على التكيف من جديد، لكننا لم نكن نعرف إمكانية ملاحظة هذه التغيّرات بسرعة كبيرة”.
المصدر: العربي الجديد