وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة إلى المسلمين واللبنانيين وكل الاحرار في ذكرى ولادة الائمة الاطهار ولاسيما الامام الحسين بن علي(ع) في الثالث من شعبان التي تطل هذا العام شامخة كصاحبها حاملة معها تباشير العز والكرامة وريحا من اطياب الجنة التي عطرت سيد شباب أهل الجنة ليكون يوم الحسين محطة لتجديد الإيمان وتأكيد الثبات على الدين، فالحسين كبر مولده بعظمة استشهاده واقتران اسمه برسول الله الذي قال فيه:”حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسين”.
وطالب المؤمنين “بان يلتفوا حول المبادئ والقيم الإيمانية التي تحفظ الإنسان وتبقيه بعيدا عن الفساد وتجنبه السقوط في المهاوي والمنزلقات، ولا سيما إن مجتمعاتنا وأوطاننا تعاني الجفاف بفعل غياب الثقافة الإيمانية عن أذهان الكثيرين من بناتنا وأبنائنا الذين أصبحوا فريسة سهلة امام الغزو الثقافي المتأتي من بعض وسائل الاتصال والإعلام التي تنتج برامج مبتذلة واخبارا بعيدة كل البعد عن الحقيقة وتنافي قيمنا وتعاليم ديننا”.
ورأى “ان ولادة الحسين ذكرى مجيدة تحمل معاني المحبة والتضحية والاباء لتعبر عن استمرار الرسالة النبوية المباركة في ولادة القائد الملهم الذي شكل امتدادا لخط الرسالة وحفظها وصونها من الانحراف، اذ بذل الحسين دماءه وقدم اعظم التضحيات في سبيل اعلاء كلمة الله وحفظ رسالة الاسلام بكل مضامينها وابعادها. وفي هذه المناسبة ندعو المؤمنين الى التزام الحق الذي جسده الحسين في ثورته، فلا تأخذهم في الحق لومة لائم، فالحسين عنوان لرسالة الحق التي تختزن كل المعاني الانسانية السامية فهو مشكاة هدى تنير طريق السالكين الى نهج الحق الذي نراه اليوم متجسدا في محور مقاومة المشروع الاستعماري الصهيو – امريكي الذي اغتصب فلسطين وشرد اهلها واعطى الجولان لمحتليها وجعل من القدس الشريف عاصمة للكيان الغاصب، وهو اليوم يتهدد بلادنا وشعوبنا بغية اخضاعها لهيمنته، فيما المطلوب منا عربا ومسلمين ومسيحيين ان نتضامن (دولا وشعوبا) لانقاذ فلسطين وتحرير بلادنا من رجس الاحتلال”.
وطالب اللبنانيين “بالعودة الى تعاليم الدين التي تصلح امورهم وتصوب مسيرتهم الوطنية وتحفظ مجتمعنا من الفتن والفوضى، فيدرسوا الحسين من جديد ليتعلموا منه سبل الصلاح ويكونوا رودا عاملين بجد واخلاص لحفظ لبنان وشعبه من خلال تحصين وحدة لبنان في مواجهة التهديدات الاسرائيلية والضغوط الاميريكية، مما يحتم ان يعزز اللبنانيون منعتهم الوطنية بتضامنهم وتمسكهم بالمعادلة التي حفظت لبنان وحررت ارضه وحفظت استقراره، فلبنان يقوى ويستقر بوحدة جيشه وشعبه ومقاومته” .
وخاطب اللبنانيين بالقول: “عودوا الى تعاليم الدين واقتدوا بالانبياء والاولياء والصالحين، واعملوا لما فيه صلاح وطنكم واعلموا ان الفساد والانحراف والرشى افات تدمر الوطن وتنخر المجتمع، والمطلوب اجتثاثها من الجذور ومحاسبة الفاسدين والمرتشين فنستعيد المال العام المنهوب ليصرف على الفقراء والمحتاجين في مشاريع خدماتية واجتماعية تسهم في تخفيف معاناة المرضى والمحتاجين، وعلى الحكومة ان توفر الاستقرار السياسي وتنهض بالاقتصاد الوطني وتتفرغ لحل الازمات المتفاقمة التي تنهك اللبنانيين في استقرارهم المعيشي بفعل تزايد اعداد العاطلين عن العمل وتفشي الفساد وغياب المشاريع الانتاجية والانمائية والخدماتية التي تحتاجها كل مناطق لبنان، وندعو الحكومة الى ابعاد موضوع تخفيض رواتب الموظفين من التداول حتى لاندخل البلد في ازمة اجتماعية نحن بالغنى عنها”.
المصدر: الوكالة الوطنية