أقام حزب الله، بمناسبة حلول المبعث النبوي الشريف والإسراء والمعراج، احتفالا في منطقة رأس النبع – بيروت، برعاية نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش وحضوره.
كما حضر الأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبد الله جبري، كاهن رعية كنيسة سيدة النجاة في رأس النبع الأب سالم الحاج موسى، عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب أمين شري، مسؤول القطاع السادس عباس زهر الدين، إضافة إلى علماء وشخصيات ثقافية واجتماعية وأهالي المنطقة.
بدأ برنامج الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ الدولي الأستاذ مصطفى شقير، وتخلله مدائح نبوية وتواشيح دينية من وحي المناسبة للمنشد الأستاذ حسين زعيتر وفرقته.
وألقى الشيخ دعموش كلمة قال فيها: “إن لبنان من الساحات الأساسية في المواجهة الدائرة في المنطقة بين أميركا وأدواتها من جهة، وبين محور المقاومة من جهة أخرى، لوجود المقاومة فيه، لأن هناك مقاومة جادة وصادقة مع أهلها ووطنها، وحاضرة ومستعدة لمواجهة الأطماع والتهديدات الصهيونية بحق بلدنا، والأطماع في نفطنا ومياهنا ومواردنا”.
أضاف: “هناك مقاومة تراكم قدراتها. ولذلك، إنها تشكل تهديدا للعدو الصهيوني. وطالما هي كذلك، طالما أن الأميركيين وحلفاءهم سيهددون ويتوعدون بالحصار والعقوبات وغيرهما. كما أن حضور المقاومة وحلفاءها القوي والفاعل والمؤثر في المعادلة الداخلية يجعل من بلدنا محط اهتمام وزيارات المسؤولين الأميركيين إليه، وكان آخرها زيارة وزير الخارجية بومبيو”.
واعتبر الشيخ دعموش أن “هدف هذه الزيارات المتكررة هو تخويف اللبنانيين وتحريضهم وتأليبهم ضد بعضهم وإحداث المزيد من الانقسامات الداخلية، خصوصا بعدما منيوا بفشل مشروعهم في سوريا ولبنان والعراق ولمسوا ازدياد حضور المقاومة على المستوى الداخلي الشعبي والسياسي وازدياد قوتها واقتدارها واصطدام محاولات الفتنة بجدار الوحدة الوطنية والموقف اللبناني الموحد، وحرص اللبنانيين على الاستقرار الداخلي فلم يتأثروا بالمواقف التحريضية ولا بالأكاذيب التي أطلقها الوزير بومبيو من فلسطين المحتلة أو من لبنان ضد المقاومة”.
ودعا اللبنانيين إلى “عدم الرهان على الأميركي لا في حماية لبنان من الأطماع والتهديدات الإسرائيلية بثرواتنا النفطية، ولا في تقديم المساعدات ومعالجة الأزمات”، وقال: “إن ما يحمي لبنان من الأطماع والتهديدات هو قوتنا ووحدتنا الوطنية ومقاومتنا وإرادتنا وجهوزيتنا واستعدادنا للتضحية على الدوام”.
أضاف: “الأميركي المتماهي بالكامل مع العدو والمنحاز بالكامل إلى جانبه، لن يدافع عنا ولا عن بلدنا ولا عن حقوقنا النفطية، ولن يساعدنا على النهوض ببلدنا اقتصاديا. وبالتالي، على اللبنانيين أن يعتمدوا على أنفسهم وأصدقائهم الحقيقيين في النهوض بالبلد ومعالجة أزماته”.
وختم الشيخ دعموش “ما يهمنا ويعنينا وأولويتنا نحن في حزب الله هو الاستقرار الداخلي وعدم حدوث أي توترات من أي نوع وتفعيل العمل الحكومي، والحرص أن تكون هذه الحكومة منتجة تعالج الأزمات التي يعاني منها المواطنون وأن تكون على قدر آمال الناس وتحقق مصالحهم وتطلعاتهم وطموحاتهم”.
بدوره، تحدث الأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبد الله جبري فحيا “الشعب الفلسطيني المجاهد الذي يواجه مخططات الاحتلال بإمكاناته المتواضعة في الميدان، ويقدم التضحيات الجسام وهو صامد مرابط للحفاظ على أرضه ومقدساته”.
كما حيا “أهالي بيروت عموما، وأهالي رأس النبع خصوصا، الذين قاوموا الاجتياح الاسرائيلي، فعلى تخوم هذه المنطقة جسد أهاليها أشرس المعارك مع العدو الصهيوني”، وقال: “إن حجارة أبنية هذه المنطقة لا تزال تصدح بقصص أبطالها الذين انتفضوا بوجه المحتل، رفضا لتدنيس مدينتهم ولتغيير وجه بيروت المقاوم المتألق العريق، فهي ذاكرة التراث العربي الأصيل والمناصرة الأولى للقضايا العربية والقومية، ولن تسمح بأن تمحى فلسطين من ذاكرة أبنائها”.
أضاف: “عندما تنازل البعض عن أرض الإسراء والمعراج تمادى العدو على أرضنا ومقدساتنا. كل يوم يجب أن ندعو إلى إسراء جديد وإلى معراج جديد، وإلى أن نخرج من التشتت والتنابذ والتفرق، وأن ننتهي من عهد المذهبية والعرقية، وعهد الأمة الواحدة”.
وختم: “ندعو إلى تحمل مسؤولياتنا تجاه الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، لكي ندرك أهمية فلسطين، وأهمية المسجد الأقصى في تاريخنا وحياتنا، فهو ديننا، وعقيدتنا، وإيماننا، وأساس انبعاثنا من جديد”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام