كشفت دراسة جديدة أن العيش في مدينة ملوثة قد يزيد من خطر الذهان، حيث ربط العلماء لأول مرة بين الهواء السام وجنون الارتياب الشديد و”سماع الأصوات” لدى الشباب.
وحذر الباحثون من أن هذه الحالات قد تتطور إلى اضطرابات ذهانية، مثل انفصام الشخصية أو الاضطراب ثنائي القطب، ومشاكل الصحة العقلية ومحاولات الانتحار.
وأكد الخبراء على أن الكشف عن الكيفية التي قد يؤدي بها تلوث الهواء إلى الذهان، يجب أن تكون “أولوية صحية عاجلة”.
وتأتي هذه الدراسة وسط تقديرات بأن 70% من سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول عام 2050.
وخلال هذه الدراسة الأولى من نوعها، حلل الباحثون في جامعة كينغز كوليدج بلندن بيانات 2232 طفلا، ولدوا في إنجلترا وويلز، وجرى تقييمهم ضمن تجارب ذهنية في مقابلات شخصية عند بلوغهم سن 18 عاما.
واستخدم الباحثون في تحليل البيانات قائمة بتقديرات للتلوث في الهواء في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
ووجد الباحثون أن الاضطرابات الذهنية كانت أكثر شيوعا في المناطق الحضرية، حيث كان التعرض لثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، وأكاسيد النيتروجين (NOx)، والمواد الجزيئية الصغيرة جدا (PM2.5) أعلى.
وتشكل أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين 60% من الصلة بين الذهان والعيش في منطقة حضرية، وفقا للدراسة التي نشرت في “JAMA Psychiatry”.
وتعد وسائل النقل أكبر منتجي أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين، ولذلك يجب وضع خطط للحد من أخطر ملوثات للهواء.
وقال الدكتور جوان نيوبري، الذي قاد الدراسة، إنه وزملاءه لا يستبعدون التلوث السمعي كعامل يقود إلى مثل هذه الاضطرابات، حيث أن الضوضاء تؤدي إلى تعطيل النوم وتسبب التوتر، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى الذهان.
ويوضح نيوبري وزملاؤه أن الدماغ يمكن أن يتأثر مباشرة بالهواء الملوث، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من التجارب لتأكيد هذه الاستنتاجات.
المصدر: روسيا اليوم