تطرق السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، إلى ملف النازحين السوريين، مشيراً إلى أنه “كاد يودي في الأيام الماضية بالحكومة ودورها، في الوقت الذي تتصاعد فيه معاناة اللبنانيين على كل المستويات، ولا سيما على الصعيد المعيشي، حيث لا تبدو لديهم بارقة أمل بالخروج السريع من هذه المعاناة”. وتابع “نحن أمام هذا الوضع، نجدد الدعوة لتعزيز التضامن الحكومي، والكف عما يؤدي إلى توتير العلاقة بين كل المكونات السياسية، لتفي الحكومة بما وعدت به المواطنين، بأن تكون حكومة عمل تعمل على الحد من الانهيار الذي يكاد البلد يصل إليه، ومعالجة المشكلات التي تعصف به، وهذا بالطبع لن يحصل بالتجاذبات ولا بالمناكفات ولا بتسجيل النقاط”.
وقال “في الوقت الذي ندعو إلى التضامن الحكومي الراسخ، فإننا لا نريد لذلك أن يكون نتاج محاصصات أو مساومات، بل أن يكون نتاج حوار موضوعي حول القضايا الملحة، ويأخذ في الاعتبار مصلحة اللبنانيين جميعا، لا هذه الطائفة أو تلك، أو هذا الموقع السياسي أو ذاك، وأن يراعي الآليات الصحيحة في التعيينات والتلزيمات، وفي معالجة كل القضايا”. وأردف “لا بد لنا في إطار العمل لمعالجة الفساد من أن نقدر الموقف الحاسم الذي صدر عن رئيس الجمهورية، عندما اعتبر أن الفساد أكبر ضرر نواجهه في لبنان، وأن لا حصانة لأحد في معركة مكافحته. وقد أحسن بتحديد بداية شهر رمضان، الذي يمثل عنوانا للتطهر من الفساد بكل أشكاله، كتتويج لتحقيق إنجازات على هذا الصعيد، ولكن هذا لن يتم إلا بوضع آليات له، وبأن ينطلق المجلس النيابي والحكومة ضمن رؤية واحدة لترجمته على أرض الواقع”.
كما أعلن انه “ليس بعيداً من ذلك، وفيما تقدم خطة جديدة لمعالجة أزمة الكهرباء التي هي أم الأزمات، وهي السبب الأساس في كل ما وصلنا إليه على المستوى الاقتصادي، فإننا نأمل أن تكون هذه الخطة علمية وموضوعية، وعلى مستوى عال من الشفافية، ولا تشوبها الشكوك التي كانت تحصل سابقا”. وقال “وفي هذا الوقت، ينتظر اللبنانيون زيارات العديد من المسؤولين من الخارج، وآخرها زيارة وزير الخارجية الأميركي. ونحن في هذا المجال، نؤكد ما كنا أكدناه في السابق، بأننا نرحب بأي دور خارجي أو بأي زيارة لمسؤولين تساعد لبنان على حل أزماته أو التخفيف منها. وبالطبع، لن نرحب بأي زيارة لإثارة الانقسام والإيقاع بين طوائفه ومذاهبه ومكوناته السياسية، كما يخشى من هذه الزيارة. ونحن في هذا المجال، ينبغي أن نراهن على موقف لبناني واحد متمسك بحقوقه في ثرواته وأرضه وقوته ووحدته الوطنية”.
كما تطرق السيد فضل الله إلى الواقع الفلسطيني، قائلاً “يقدم الشعب الفلسطيني، ورغم كل الجراح التي أصابته، وكل المعاناة التي يعيشها في الداخل والخارج، أنموذجا في الثبات وفي تحدي جبروت العدو الصهيوني وقمعه. لقد استطاع هذا الشعب، من خلال جهاده ونضالاته، وكان آخرها عملية سلفيت، إرباك العدو، وإشعاره بالعجز، وتعميق الخوف لديه من مستقبل آت، وهو بالطبع سيستطيع إسقاط ما يحاك له من مؤامرات”.
وتابع “أما على صعيد الأوضاع الاجتماعية القاسية التي يعيشها قطاع غزة بفعل الحصار الظالم، فإننا، وإن كنا نتفهم المطالب الاجتماعية والمعيشية لقطاعات واسعة من أهالي غزة، والتي عبرت عنها الاحتجاجات الأخيرة، فإننا ندعو أهل غزة إلى الحكمة في التعبير عن مطالبهم، بالشكل الذي يحول دون حدوث توتر داخلي يصب في مصلحة العدو الصهيوني والمتربصين بهذا الشعب. وفي الوقت نفسه، ندعو الحكومة في غزة إلى التعامل بمسؤولية مع مطالب الناس المحقة، وأخذ معاناتهم بعين الاعتبار، وإن كان المسؤول عنها هو الحصار المطبق الذي تتعرض له، والعمل أيضا على تعزيز الوحدة الداخلية التي هي رأسمال أساسي لصمود الشعب الفلسطيني وقوته”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام