أكد حزب الاتحاد في بيان بالذكرى الرابعة والستين لثورة 23 يوليو “هذه الثورة أعادت مصر إلى موقعها العربي ودورها التاريخي، وساهمت في تجديد العمل القومي العربي، وناضلت لتحقيق مشروعها النهضوي العربي التحرري المستقل”.
وقال “لقد واجهت الثورة منذ انطلاقتها الاحتلال الاستعماري البريطاني الجاثم على أرض مصر، فحققت جلاء الاحتلال الذي كان يمسك بقرار مصر واقتصادها، وألغت الملكية، وحققت العدالة الاجتماعية بمفهوم اشتراكي ينسجم مع قيمنا ومبادئنا العربية والإسلامية، كما جسدت أول وحدة عربية في العصر الحديث بين مصر وسوريا، أرعبت الكيان الصهيوني الذي شعر بقلق شديد من مشروع هذه الوحدة المهددة لكيانه. وأهم ما في ثورة يوليو أنها اكتشفت شخصية مصر، فجسدت الوطنية الصادقة التي لا يمكن لأي حركة وطنية مصرية أن تكون وفية لمصر إلا من خلال تمسكها بمبادىء ثورة 23 يوليو ببعدها الوطني والعربي والدولي”.
وأضاف “كما ساهمت هذه الثورة في اعادة العرب الى دائرة المشروع الاستقلالي العربي، وأعطت الأولوية للقضية الفلسطينية انطلاقا من إدراكها أن هذا الكيان الغاصب الذي نشأ على أرض فلسطين بقرار استعماري لتهديد الأمة وتقسيمها ومنعها من مواصلة مشروعها الحضاري التحرري المستقل. لقد كانت فلسطين، منذ الانطلاقة الأولى لثورة 23 تموز، في قلب ووجدان القائد جمال عبد الناصر، فكانت هي من البواعث الاساسية للثورة والقدس كلمة السر الأولى لحركة الضباط الأحرار يوم 23 يوليو، واحتضنت مصر الثورة الفلسطينية، ودافعت عنها، واعتبرتها أنبل ظاهرة في الأمة، ورفعت شعارها إدراكا منها أن مشروع المقاومة العربية هو التجسيد الحي لحركة الأمة نحو أهدافها الكبرى في التحرر والوحدة، في ظل واقع عربي تحكمه أنظمة تبعية، وأن النظام العربي الذي يدعو إلى صلح وتطبيع مع دولة الاغتصاب لا يضيع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فحسب، وإنما يهدد مستقبل الأمة، ويضعها تحت هيمنة جديدة تستجيب لرغبة غربية في تكوين نظام شرق أوسطي جديد، يكون للكيان الصهيوني دور الصدارة فيه”.
وتابع “أخطر ما في هذا النظام تفكيك روابطنا القومية، واستبدالها بروابط إثنية وعرقية ومذهبية تتيح لقوى الاستعمار اللعب بوحدة مجتمعاتنا الوطنية. فما أحوجنا اليوم لروح ثورة 23 يوليو ومبادئها الكبرى لإعادة الحياة العربية إلى مسارها الصحيح، واستئناف مسيرتها نحو اهدافها في التحرر والتقدم والوحدة، فالخيار القومي الجامع هو الخلاص للامة التي تعصف بها رياح الفتن والتمزق والتطرف الديني الذي لا يمت بصلة الى الدين الحنيف”.