يبدأ الطفل بالعض في عمر السنتين أو الثلاث، وخلال هذه المرحلة يبدأ باختبار مشاعر جديدة لم تكن لديه سابقا، على غرار الغضب أو الإحباط أو الغيرة، التي لا يعرف كيفية توجيهها فيلجأ إلى هذا السلوك العدواني.
ولكن، كيف يجب أن يتصرف الآباء؟ وكيف يوضحون لأطفالهم لماذا ينبغي عدم القيام بهذا السلوك؟ هذا ما يجيب عليه تقرير موقع “ستيب تو هيلث” الأميركي.
فهم دوافع هذا السلوك العدواني مفتاح التوصل إلى حل. فالطفل يلجأ إلى العض عندما لا يكون برفقة والديه أو بعيدا عن أعينهما. ومع ذلك، قد يعض الأطفال إخوتهم أحيانا أو حتى والديهم بما يدل على شعور ما من المهم معرفته، وقد يكون بسبب:
– فقدان أحد الأقرباء أو أحد الوالدين.
– الغيرة من طفل جديد في العائلة.
– طلاق الوالدين.
– بيئة جديدة غير مألوفة.
– مشاهدة العنف داخل الأسرة.
– الشعور بالإحباط أو الوحدة أو العجز.
– الحاجة إلى الحنان أو الحرية.
– الشعور بالاستياء.
– الرد على عضة أخرى.
– التعبير عن الحب أو الغضب أو الخوف.
يقوم العديد من الأطفال بهذا السلوك في سن مبكرة، ويتوقفون عنه عندما يكبرون قليلا. ولكن هذه الحقيقة لا تكفي لطمأنة والدي الطفل الذي يمارس هذا السلوك. وبناء على ذلك، يقدم الموقع نصائح يجب على الوالدين اتباعها لمساعدة طفلهما على تجاوز هذه المرحلة بأسرع وقت ممكن:
– اهتم بالمعضوض ولا تتجاهل العاضّ: عندما يعض طفل طفلا آخر، يجب التحقق بهدوء ولطف من أن الضحية لا يحتاج إلى رعاية طبية، مع عدم تجاهل العاضّ أو جعله يشك في أن سلوكه جذب انتباهك. بعد ذلك، أشرِك الطفل في عملية رعاية الضحية، ليدرك أن أفعاله تسبب الأذى والألم للآخرين، وتأكد أن لا تعامله بقسوة.
– ابق هادئا ولا تعاقبهم: هذا السلوك العدواني قد يجعلك تستشيط غضبا، إلا أنه يجب عليك أن تبقى هادئا، لأن التوبيخ الشديد أو العقاب لن يؤدي إلا إلى تغذية الغضب والإحباط في نفس الطفل. في المقابل، حاول أن تفسر بأسلوب ليّن أن هذا السلوك يسبب الأذى للآخرين، وأنه يجب أن لا يتكرر.
– أخبر طفلك كيف يتصرف عندما يكون غاضبًا: ينبغي أن يتعود طفلك على طلب المساعدة من الأشخاص البالغين كلما شعر بالغضب. وينتشر هذا السلوك بكثرة في دور الحضانة، لذلك يجب أن تعلّم طفلك كيفية التعبير عن مشاعره لمعلمه قبل القيام بأي تصرف.
فمثلا، يجب أن تعلم طفلك أنه بحاجة إلى أن يخبر الأطفال الآخرين بأنه لا يحب ما فعلوه عندما يستوجب الأمر، ثم يستدعي المعلم ليحل المشكلة الواقعة بين الأطفال. علاوة على ذلك، يجب على الأولياء التحدث إلى المعلم أو المشرف حتى يكونوا على علم بالطريقة التي يتصرف بها المربون عند قيام الأطفال بأفعال عدوانية.
– عزز السمات الإيجابية لدى الطفل: وهذا يعتبر أكثر فاعلية من التركيز على سلوكه العدواني. فمثلا، احرص على الثناء على سلوكه الجيد كلما لعب بهدوء رفقة أصدقائه، ولكن حاول في الوقت ذاته التحدث معه عن العض، كأن تشرح له عند تناول الطعام لماذا نعض أشياء مثل الخبز والفاكهة، ولماذا يجب عليه أن لا يعضّ أصدقائه.
– إياك أن تعضه: بعض الأشخاص يعتقدون أن أسلوب “العضة بالعضة” سيجعل الطفل يدرك أن العضّ مؤلم، إلا أنه سيعلّمه أنه يمكنه القيام بهذا السلوك عندما يكون غاضبا. ويعتبر هذا المثال الذي تقدمه لطفلك أقوى من أي شيء يمكنه تعلمه. وعليه إياك أن تعض طفلك حتى لو كنت تمزح معه.
– راقب وتدخل في الوقت المناسب: بينما يتعلم الأطفال السيطرة على مشاعرهم وتصرفاتهم، يجب أن تكون في حالة تأهب للعوامل التي تؤدي إلى إثارة هذا السلوك العدواني، إذ ستتمكن في هذه الحالة من مراقبة طفلك ومعرفة ما يدفعه لهذا السلوك، ومن ثم منعه منه. وفي اللحظة التي تدرك فيها أن طفلك على وشك أن يعض شخصا ما، حاول أن تبقى هادئا، وامنعه من القيام بفعلته مع تفسير أن ما يفعله خطأ.
ومن المهم جدا أن تذكّر طفلك بأنك تحبه، فهذا الشعور سيدفعه للتعبير عن الأسباب التي أدت إلى عضه للآخرين وفقدان السيطرة على نفسه. ويجب أن تفسر له أن هذا السلوك سيئ ولا يروق لك، ولكن أخبره أن تصرفه لن يؤدي إلى توقفك عن محبته.
المصدر: ديلي ميل