ما جَمَعَتْهُمُ القدس، ولم تجْمَعهُم بيروت، فقرارُ جمعِ القادةِ العرب ليس في جامِعَتِهِم، بل حيثُ نَعرِفُ ويَعرِفون..
قُوى ظلاميةٌ عطَّلَتِ القمةَ في بيروتَ بِحَسَبِ تغريدةٍ لرئيسِ الحزبِ التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. فَمَن هي؟
من المُؤَكَّدِ أن سوريا لم تبدِّل موقفَ الرئيسِ المِصري عبد الفتاح السيسي بالطلبِ منهُ مخالفةَ وَعدِهِ بحضورِ القمة، وان ايران لم تُمْلِ على السعوديةِ وباقي الدولِ الخليجيةِ مَنعِ رفعِ مستوى تَمثيلِهِم في القمة؟
كفى تمثيلاً زَمَنَ الحقائقِ الواضحة، فكلُ العربِ يَعرِفونَ خِلافاتِنا وَوَعدوا بالحضور، وهم يعرفونَ الاّ حكومةَ في لبنانَ الذي يعيشُ تصريفَ اعمالٍ وتعهدوا باعلى تَمثيلٍ كما زعموا .. لكنَّ جولةً لوزيرِ الخارجية الاميركية الى الدولِ العربية ومعَها زيارةٌ لمساعدِهِ الى بيروت، قالت للعربِ كن، فكانوا كما ارادَ الاميركيون..
فهل يجوزُ ان نَقبَلَ اَنَ دولةً تختارُ مَن منا يُسمَحُ لهُ بالازدهار، ومَن لا يَنصاعُ تُفرَضُ عليهِ العقوباتُ لينهار؟ سأل الوزير جبران باسيل خلالَ ترؤسِهِ اللقاءاتِ التمهيديةَ لعَقدِ القِمةِ الاقتصادية.
وهل علينا انتظارُ اِذنٍ للسَماحِ لسوريا بالعودةِ الى الجامعةِ العربية، فنُسجِلُ على انفُسِنا عاراً تاريخياً بتعليقِ عضويتِها بامرٍ خارجيٍ وباعادتِها باذنٍ خارجي؟ والجوابُ في قلبِ سؤالِ مِمَّنْ هذا الامرُ ان لم يكُن اميريكياً، والمصلحةُ اسرائيلية؟
غيبوا سوريا ولم يحضُروا، فكانَ غِيابُها اقوى من حُضورِهِم، وهُمُ المجتمعونَ في قمةٍ بعنوانٍ اقتصاديٍ، واقوى عناوينِ الاقتصادِ في اَمتنا اليوم: اعادةُ اِعمارِ سوريا..
هوَ الاعمارُ القادمُ لا مَحالة، اما الاعمارُ شِبهُ المستحيلِ فهوَ للجامعةِ العربيةِ المُجمِعَةِ على الا تكون، ويكفيها فخراً بيروتَ اَنَها خارجَ ذلكَ السرب، واَنَها عاصمةُ الوطنِ الذي هَزَمَ حليفَ بَعضِهِمُ القديم، وحليفَ بَعضِهِمُ الجديد، اي الاسرائيلي ..وهيَ بيروتُ عاصمةُ الوطنِ الذي هزمَ الارهابَ التكفيريَ، صنيعةَ بعضِهِم لضربِ الامةِ وتطويعِ من لا يَسيرُ ضمنَ القطيعِ الذي يَمشوه.. وكفى فخراً لرئيسِ الجمهورية اللبنانية انهُ حاولَ جمعَ من هم لا يعرِفونَ الجمعَ ولا يَفقهونَه..انها بيروتُ التي تَستعيرُ من الشاعرِ قولاً: اريدُ حياتَهُ ويريدُ موتي، شتان بينَ مرادِهِ ومرادي..
المصدر: قناة المنار