قال الرئیس الایراني حسن روحاني الثلاثاء إننا “لا نخشى الحظر ولن نتراجع ولن نكف عن أهدافنا رغم أنّ البلاد تمرّ بظروف غیر عادیة”. وفي كلمة له في المجلس الإداري لمحافظة غلستان (شمال)، أضاف روحاني أنّ “ظروف البلاد الراهنة ترافقها حرب نفسیة واقتصادیة”، مؤكداً علی أنّ مثل هذه القضایا لیست بجدیدة علی البلاد.
وذكّر روحاني بما عانته البلاد من أزمات خلال الحرب المفروضة التی استمرت ثماني سنوات وتقدیم البلاد خلالها شهداء ومصابین وما آلت إلیه من تدمیر مناطق سكنیة وصناعیة بسبب القصف، مشیداً فی نفس الوقت بصمود البلاد، قائلاً إننا “لم نبدأ هذه الحرب”. وأشار روحاني الی إقتراب الذكری السنویة الاربعین لانتصار الثورة الاسلامیة، لافتاً الی “رفرفة واعتلاء رایة الاسلام والحكومة الاسلامیة فی البلاد بفضل انتصار هذه الثورة بعد سنین طوال من الكفاح”. وثمّن الرئیس روحاني “الوفاق والوحدة بین الشعب والمسؤولین فی محافظة غلِستان”، واصفاً “إیّاهما بأنهما “من أكبر النِعَم التي من شأنها إزالة المشاكل”.
واعتبر الرئیس الأمان فی هذه المحافظة الشمالیة، “نعمة كبری لولاها لكانت الأمور تؤول الی الفشل”. وأضاف الرئیس الایراني أنّ “البلاد حالیاً فی حرب اقتصادیة تقف فی الطرف المقابل منها الولایات المتحدة واسرائیل وعدد من دول الخلیج الفارسي”، قائلاً إننا “لم نكن البادئین لهذه الحرب والحكومة تعتزّ بذلك”. ووعد روحاني بالإفصاح عن “المشاق والصعوبات التی تحملتها الحكومة فی هذا الشأن بعد انتهاء ولایته”، قائلاً “إنهم في البدایة سعوا الی تحریضنا كی ننسحب من الإتفاق النووي كی یرسلوا ملفنا الی مجلس الأمن لكننا رغم تحمُّل الضغوط لم نخضع لهذا المطلب.”
وأشار روحاني الی إعتراف المنظمة الدولیة للطاقة الذریة بالتزام ایران بالإتفاق النووی، مُذكّراً بالكلمة التی ألقاها ترامب في مجلس الأمن والتي لم یوافقه علی عباراتها 14 بلداً عضواً فی المجلس “حول إتهام ایران بنقض الإتفاق النووي”، معتبراً ذلك “فضیحة وعزلة لأمریكا.” و أعرب عن إعتقاده بأنّ الشعب “یقف في الخط الأمامي فی هذه الحرب الاقتصادیة” وأنّ تصریحات جمیع أعضاء مجلس الأمن لصالح ایران سجّل نجاحاً للدبلوماسیة الایرانیة والحكومة والشعب.
وتطرق روحاني الی أهداف الولایات المتحدة من إطلاق هذه الحرب الاقتصادیة، قائلاً إنّ “واشنطن تسعی الی فصل الشعب عن النظام وجرّه الی الإعتقاد بعدم الشعور بالرغبة في التضحیة فی سبیل الإسلام والوطن والهویة الایرانیة الاسلامیة”، معرباً عن إیمانه بأنّ “الشعب الایراني الغیور مازال عازماً على الحفاظ علی ایران والإسلام والجمهوریة الاسلامیة”. وصرّح الرئیس روحانی بأنّ “اولئك الأعداء یحاولون قطع علاقاتنا بالعالم”، معتبراً “النمو والتقدم رهناً بالتصدیر والاستیراد والإستثمار والحصول علی التكنولوجیا من الخارج”.
وأكّد روحانی علی “وجوب مواصلة الإتصال بالعالم وبیع وشراء التقنیات والتكنولوجیا أو مقایضتها لافتاً الی مساعي واشنطن لبناء جدار حول ایران وعزل البلاد”، معرباً عن قناعته بأنّ “هذه الغایة یستحیل تحقیقها من جانب الولایات المتحدة نظراً الی عدم متابعة حلفاء الولایات المتحدة لها ومعارضة هذه الدول للحظر وللعزلة المفروضة علی ایران”. وأردف إنّ “ایران سجّلت نجاحاً فی إدانة أمریكا في محكمة لاهاي ولای مكن لهذا البلد محاصرة ایران.” وأشار روحاني الی “الهدف الثاني الذی سعت الیه واشنطن والمتمثل في التقلیل من دور ایران فی المنطقة ومنعها من التأثیر الاقلیمي والریادة”. ورأی الرئیس الایراني أنّ الولایات المتحدة “أدّت إختبارها فی الیمن حیث قامت بنقل ضباط ومعدات عسكریة الی السعودیة والإمارات وباعت للسعودیة وحدها ما یقارب 100 ملیار دولار أجهزة عسكریة وعتاد وصواریخ، لكنها وصلت فی نهایة المطاف الی طریق مسدود ولا ترید حتی الآن الاعتراف بهزیمتها فی الیمن”. وأعرب روحاني عن إعتقاده بأنّ “الملف الیمني یجب تسویته سیاسیاً لاعبر حلول عسكریة”.
المصدر: وكالة ارنا للأنباء