نجت السماءُ اللبنانيةُ من كارثةٍ محققةٍ بفعلِ العدوانيةِ الصهيونية، وان كان اصحابُ السيادةِ المجتزأةِ يَصمّونَ الآذانَ عن اصلِ خرقِ العدوِ الاجواءَ اللبنانيةَ لاستهدافِ سوريا، فانَ طائراتينِ مدنيتينِ كانتا في الاجواءِ اللبنانيةِ نجتا باعجوبةٍ من الطائراتِ الحربيةِ الصهيونيةِ بحسبِ وزيرِ الاشغالِ اللبناني يوسف فنيانوس..
اطَّلَعَ رئيسُ الحكومةِ على الحادثة، وكذلك الخارجيةُ اللبنانيةُ التي ادانت اصلَ العدوانِ على سوريا فضلاً عن استهدافِها من الاجواءِ اللبنانيةِ في خرقٍ فاضحٍ للـ1701..
هو خرقٌ بل تجاوزٌ لكلِّ المواثيقِ الدوليةِ وللسيادةِ السوريةِ بحسبِ الخارجيةِ الروسية، اما الدفاعُ الروسيةُ فلفتت الى تمكنِ الدفاعاتِ السوريةِ من اسقاطِ معظمِ الصواريخِ الاسرائيليةِ التي اطلقتها طائراتُ اف ستةَ عشرَ من السماءِ اللبنانيةِ في وقتٍ كانت فيه طائرتانِ مدنيتانِ بصددِ الهبوطِ في مطارَي دمشقَ وبيروتَ، مما عرضهما للخطرِ المباشرِ بحسبِ الدفاعِ الروسية..
فاينَ مجلسُ الامنِ الدوليُ من هذا العدوانِ الصهيوني؟ اين سفراءُ الدولِ الباحثونَ عن كلِّ اشكالِ الدعمِ لانقاذِ بنيامين نتنياهو من ورطتِه السياسية؟ اينَ قواتُ اليونيفل من هذه الخروقاتِ الفاضحةِ للسيادةِ اللبنانية، والتي لامست اليومَ كارثةً كادت تذكّرُ بمجازرِ قانا واخواتِها؟ بل اينَ الحكومةُ اللبنانيةُ ورئيسُها من هذا الخطرِ الصهيوني، وكيفيةِ مواجهتِه؟
خطرٌ هو أكثرُ منه على المدارجِ السياسيةِ للطائراتِ الاسرائيلية، حيثُ خلَصت المهمةُ الصهيونيةُ في سوريا الى تأكيدِ فشلِ فخرِ الصناعةِ العبرية، ما يسمونَه مقلاعَ داوود، الذي عجَزَ بالتصدي للصواريخِ السوريةِ التي لاحقت الطائراتِ المهاجمةَ في سماءِ فلسطينَ المحتلة، فيما احتلَ مشهدُ التقييمِ السياسي العبري مقولةَ اِنها غاراتٌ انتخابيةٌ لبنيامين نتنياهو في وقتٍ خاطئ، حيثُ إن جبهتَه الداخليةَ اعجزُ من تحملِ ايِّ تدهورٍ امنيٍ على الجبهةِ الشمالية..
وعلى الجبهةِ السياسيةِ اللبنانيةِ غيابٌ تامٌّ للمؤشراتِ الحكومية، بل سباتٌ سياسيٌ اخترقهُ الاربعاءُ النيابيُ بمواقفِ الرئيسِ نبيه بري الذي لم ولن يندمَ على كلِّ ما قدَّمَه من تسهيلاتٍ لتأليفِ الحكومة.. مع اسفِه الشديدِ لعدمِ التشكيل .