لم تخرج جهودُ تشكيلِ الحكومةِ عن الاجواءِ المناخيةِ المسيطرةِ على الحوضِ الشرقيِ للبحر المتوسط. حدةُ الامطارِ الحكوميةِ لم تَخِفَّ منذُ ايام ، فاللقاءاتُ المتفرقةُ تشتدُ غزارتُها يوماً بعدَ آخر، اللواءُ عباس ابراهيم نزلَ الى وزارةِ الخارجيةِ للقاءِ جبران باسيل ، والاخيرُ هبطَ الى وادي ابو جميل حيثُ اجتمعَ بالرئيسِ المكلف. ومصلحةُ الارصادِ الحكوميةِ تتوقعُ أن تبلغَ الذروةُ مساءَ الجمعةِ مع تكللِ قصرِ بعبدا بالخبرِ اليقين، وتستبعدُ أن تَحُولَ عقدةُ التمثيلِ الارمني في تبديدِ المسارِ الايجابي، كما لم تَلحظ وجودَ سيولٍ قد تجرفُ المناخ التفاؤلي . مناخٌ ساهمَ اللقاءُ التشاوريُ في اشاعتِه بعدما سلَّمَ لائحةً مؤلفةً من أربعةِ أسماءٍ للتوزيرِ لا مشكلةَ عليها.
أما الرياحُ القادمةُ من عينِ التينة فتبشرُ بقربِ الولادةِ الميمونة. الرئيس نبيه بري يقولُ امامَ نوابِ الاربعاءِ النيابي اِننا اصبحنا على مشارفِ التأليف، وما يهمُّ بحَسَبِه هو أن تكونَ الحكومةُ متآلفةً من أجلِ أن تواجِهَ الإستحقاقات، وباسيل بدوره يدعو الى ما أسماها حكومةً “لا زعلَ” فيها.
وعلى قاعدة، ما في زعل من الحقيقة ، علَّقت الخارجيةُ اللبنانيةُ على بيانِ اليونيفيل الصادرِ أولَ من أمس ، وأعربت عن قلقها من البيان ، وشددت على موقفِ لبنانَ الواضحِ لجهةِ الالتزامِ الكاملِ بالقرار 1701، وطالبت مجلسَ الأمنِ بإلزامِ إسرائيلَ وقفَ جميعِ خروقاتِها للسيادةِ اللبنانيةِ التي تزيدُ على 1800 خرقٍ سنويا.
فهل تأفلُ السنةُ الحاليةُ على خرقٍ في مسارِ التحولاتِ في المنطقة، الرئيسُ الاميركيُ دونالد ترامب يعلنُ وبدونِ مقدماتٍ أنه سيسحبُ جميعَ القواتِ من سوريا في أقربِ وقتٍ ممكن، معتبراً أنه حققَ هدفَه القاضي بالحاقِ الهزيمةِ بداعش. فهل هو خرقٌ أم فعلُ حماقة أم اعترافٌ غيرُ صريحٍ بالهزيمة؟