يفيد تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية بأن المال السعودي كان قد فقد ثقته بولي العهد محمد بن سلمان قبل جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بوقت طويل.
وتشير بلومبيرغ إلى أن عددا متزايدا من السعوديين الأثرياء يحاولون نقل أموالهم إلى خارج المملكة أو يخططون لمغادرة البلاد، وذلك وفق مقابلات أجرتها الوكالة مع أكثر من عشرة أشخاص مطلعين على هذا الأمر.
وتضيف بلومبيرغ أن جريمة قتل خاشقجي الشهر الماضي أثارت سخط السياسيين في العالم ضد محمد بن سلمان بعد أن سبق الاحتفاء به، غير أن رأس المال الخاص كان قد فقد الثقة بولي العهد منذ مدة.
ويشير التقرير إلى أن حالة فقدان الثقة تولدت لدى رجال المال والأعمال السعوديين منذ أن تم اعتقال العشرات من العائلة المالكة ورجال الأعمال في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ضمن حملة قيل إنها لمكافحة الفساد في البلاد.
وتضيف بلومبيرغ أن رجال الأعمال السعوديين الذين اختاروا البقاء في البلاد، غالبا ما قاموا بتجميد استثماراتهم المالية بدلا من زيادتها، مما زاد من شدة الرياح التي تعصف بأكبر اقتصاد عربي؛ وأما جريمة قتل خاشقجي فقد زادت من هذه الاتجاهات، بحسب مطلعين.
ويضيف التقرير أن محمد بن سلمان ربما ينجو من تبعات جريمة قتل خاشقجي على أيدي سعوديين حكوميين في قنصلية بلاده في إسطنبول، غير أن فقدان ثقة النخبة المحلية يمكن أن يتسبب في تدمير أكثر إصلاحات ولي العهد الأساسية.
وتشير بلومبيرغ إلى أن من المفترض أن تقوم الثروة السعودية ببناء قطاع خاص قادر على استبدال إيرادات النفط الحكومية باعتبارها المحرك الرئيسي للنمو، وليس البقاء على الهامش أو محاولة الفرار من البلاد.
وتضيف أن الأسوأ هو ما يتمثل في أن التوتر بين السائد في أوساط الرأسماليين المحليين سرعان ما انتشر إلى نظرائهم الأجانب، الذين بدؤوا يتجنبون إلى حد كبير الاستثمار في مشاريع بن سلمان.
وتشير بلومبيرغ إلى أن حملة الاعتقالات العام الماضي وتعرض المحتجزين للتعذيب والاستيلاء على ثروات بعضهم، أدى ببعض السعوديين -الذي نقلوا أموالهم للخارج- إلى استخدام شبكات من الشركات لإخفاء ملكيتهم لهذه الأموال.
كما أن كثيرا من الأثرياء ورجال الأعمال السعوديين تجنبوا في الخارج الأماكن ذات العلاقات الوثيقة ببلادهم، وأن بعضهم اعتبر سويسرا ملاذا أو أنهم استثمروا في أماكن أخرى في أوروبا، كالصناديق العقارية وصناديق الأسهم الخاصة.
المصدر: بلومبيرغ الأميركية