قتل انتشار وباء الطاعون حوالي ثلث سكان أوروبا، وتجمدت أنواع من البكتيريا المسببة للأوبئة في الثلوج لآلاف السنين، لكنها قد تنتشر في العالم مجددا جراء ارتفاع حرارة الأرض وظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي في العالم، بحسب تحذيرات نشرت مؤخرا.
وحذر الأستاذ في التاريخ العالمي ومدير مركز أكسفورد للدراسات البيزنطية بيرت فرانكوبان من أن أوبئة، مثل الطاعون الأسود، الذي يطلق عليه أيضا اسم “الموت الأسود”، قد تعود مرة أخرى، وتشكل تهديدا جديدا للجنس البشري، إذا ما استمر ذوبان الجليد.
وجاء تحذير فرانكوبان كجزء من تقرير للأمم المتحدة، أشار إلى أنه من المرجح أن ترتفع درجات حرارة الجو 1.5 درجة مئوية بين عامي 2030 و2052، إذا استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري بوتيرتها الحالية، وإذا تقاعس العالم عن اتخاذ إجراءات سريعة وغير مسبوقة لوقف هذه الزيادة، فإن العالم والبشرية مقبلان على كارثة كبيرة.
وبحسب فرانكوبان، ستكون تأثيرات التغير المناخي، بدءا من الجفاف وانتهاء بارتفاع مستويات البحار والمحيطات، أقل تطرفا من آثار الارتفاع في درجات الحرارة درجتين مئويتين، بحسب الدراسة التي نشرتها الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي العالمي، بحسب صحيفة “ميرور” البريطانية، ولا توجد فرصة على الإطلاق لأن تتمكن الدول من إبقاء الارتفاع في حرارة الأرض في نطاق درجة ونصف مئوية.
وقال في احتفالية تشلتنهام الأدبية “إذا ما تجاوزنا الدرجة المئوية الواحدة، فالأمر ليس غرق مدن أو دول، مثل جزر المالديف، وإنما بتحرر البكتيريا والجراثيم المجمدة منذ آلاف السنين وانطلاقها وانتشارها في العالم، مضيفا أن حدوث أمر كهذا في ظل التغير المناخي سيكون تأثيره هائلا.
وضرب مثال على ذلك بالقول “في عقد الخمسينيات من القرن الرابع عشر ارتفعت حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، على الأرجح بسبب نشاط الإشعاع الشمسي والنشاط البركاني، الأمر الذي غير في دورة حياة بكتيريا اليرسينيا الطاعونية”، وسمح لهذه البكتيريا الصغيرة بالتطور لتصبح “موتا أسود”.
يشار إلى أن الموت الأسود أو الطاعون الأسود أو الموت العظيم كان أشد الأوبئة فتكا في التاريخ البشري، حيث قتل ما بين 75 و200 مليون نسمة في أوروبا وآسيا، وبلغ ذروة القتل في أوربا بين عامي 1347 و1351.
المصدر: سكاي نيوز