“دمشق حلب” واحد من طرقاتٍ جسد الأزمة السورية ضمن حافلة تسير في دروب الحرب، فأظهر كل وعورة ومطبات هذه الطريق مما عاناه الشعب السوري من أزمات الأعوام الثمانية الماضية، متخذاً هيئة فيلم أخذ صداه في الاوساط العربية والمحلية، متجهاً نحو العالمية.
فرغم ما تخوضه السينما السورية من تحديات جعلتها تمرّ بأوقات عصيبة خلال الأزمة السورية، استطاع البعض من القائمين عليها أن يقتنصوا الأفكار بطريقة جعلت البلاد تستفيد من تجارب هذه الحرب.
الفيلم لمخرجه باسل الخطيب استطاع بدوره أن يلخص المجتمع السوري ضمن عمل ضم مجموعة من نجوم الدراما السورية بكل فئاتهم العمرية، دامجاً الخبرات المتراكمة لأجيال الأعمال الفنية السورية، ليتمكن كفريق عمل متكامل من النهوض مجدداً بالأعمال السينمائية السورية بعد انتكاسة تسببت بها الحرب على بلادهم وقلّصت عدد نجومها كلقياً الثِقل على كاهل من بقي صامدا من مخرجين وممثلين.
وفي سؤال وجهه موقع قناة المنار إلى القائمين على فيلم “دمشق حلب” ضمن مؤتمر صحفي، عقدته أسرة العمل في دمشق، حول من غادر البلاد من ممثلين وإمكانية استقطابهم من جديد ليعودوا إلى هذا الرَكب ويشاركون في استعادة النهوض السينمائي؛ قسّم الفنان دريد لحام هؤلاء الفنانين إلى فئتين، الأولى أصحاب رأي، ولا بد من احترامٍ متبادل لآراء بعضهم، منوهاً انه “يمكن أن تحتضنهم سورية من جديد إذا أرادوا”، أما الفئة الثانية يؤكد لحام بأنهم شاركوا في ذبح سورية حين طالب بعضهم أميركا بقصف سورية، قاطعا الطريق على أي إمكانية للتعامل معهم إطلاقاً، لافتا الى ان “البعض معه هوية سورية ولكن إن دُفع لهم ينشقون”.
بدوره المخرج باسل الخطيب، أكد لموقع قناة المنار، أن فيلمه “دمشق حلب” واحد من الأفلام التي تتحدث عن الأزمة السورية، ولا بد من أخذ تلك القصص لعرضها، وبرأيه قد يستمر العمل على هذه المادة عبر عشرات السنين القادمة، لأن هذه الأفلام تعرض مأساة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ، وليس مجرد أزمة، منوها إلى وجوب عدم نسيان هذا الجرح أو التضحيات التي قدمها المواطن السوري، مع التشديد على أهمية طريقة العرض بمنحى فني وليس منحى فَج.
المؤتمر الصحفي لأبطال فيلم “دمشق حلب” أخذ شكل منبر الصوت الفني السوري المتمسك بوطنه كقضية وليس كمادة فنية تُعرض على الشاشات، وقد نال الفيلم جائزتين في مهرجان الاسكندرية السينمائي، لأنه تمكن من تقديم عينة مهمة للشعب السوري ضمن حافلة على طريق دمشق حلب لتصل بعد رحلتها الى نقل معاناة الحرب في حلب.
المصدر: موقع المنار